ملتقى السماعلة
مرحبا بك بيننا زائرنا الكريم، تفضل بالانضمام الينا
https://smaala.forumactif.com/


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى السماعلة
مرحبا بك بيننا زائرنا الكريم، تفضل بالانضمام الينا
https://smaala.forumactif.com/
ملتقى السماعلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ننهي إلى علم الجميع أن الإشهار خارج عن سيطرة الإدارة
اسالكم الله أن تدعوا بالنصر لأهلنا في غزة

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الديمقراطيــة الخلاقــة . المهمة التي تنتظرنا .John Dewey

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

مبشور

مبشور
كبير مشرفي القسم التربوي
كبير مشرفي القسم التربوي

الديمقراطيــة الخلاقـة
المهمة التي تنتظرنا

John Dewey

في ظل هذه الظروف الراهنة ، لا يمكنني أن اتمنى إخفاء انني تمكنت من العيش طيلة ثمانين سنة . إذ بسماع ذكر هذه الحقيقة ، ربما قد  تتخيلون حقيقة أخرى ، اكثر أهمية – بمعنى أن أحداثا عظيمة لها علاقة بمصير بلدنا قد وقعت في السنوات الثمانين الاخيرة ، وهي المرحلة التي تمثل أكثر من نصف الوقت المنقضي منذ ان اتخذت حياتنا العقلانية شكلها الحالي .  لأسباب واضحة ، لن أحاول تلخيص هذه الأحداث - حتى أكثرها أهمية .  و إذا ما أشرت إلى ذلك ، فلأنها ترتبط بالقضية التي شغلت بلدنا عندما قامت و تشكلت الأمة  - خلق الديمقراطية ، قضية ملحة اليوم كما كانت سابقا و ذلك منذ مائة وخمسين عاما ، عندما اجتمع  الرجال الأكثر خبرة و الاكثر حكمة في البلاد لتدراس الوضع وخلق  بنية سياسية لمجتمع مستقل .

في الواقع ، فإن الناتج الصافي  للتغيرات التي حصلت في السنوات الأخيرة هو أن ، في الوقت الحالي ، لا بد من مجهود واعي و مصمم لاستراد انماط  حياتية و مؤسسات التي ، فيما مضى ، كانت تتدفق طبيعيا و تقريبا حتميا من ظرفية مواتية . لم يكن البلد كله مبنيا منذ ثمانين سنة خلت . ولكن ، ربما باستثناء عدد قليل من المدن الكبيرة ، كانت الظروف لا تزال جد قريبة من تلك التي لعصر المؤسسين كما لتقاليد التأسيس ، بل للاستصلاح ، كانوا يساهمون حقا في  بناء الأفكار و تشكيل معتقدات القادمين الجدد . على الأقل على مستوى الخيال ، كانت البلاد  تنفتح إذن على ارض للتوسع و السيطرة ، أرض مملوءة  بالموارد غير المستعملة  وبلا صاحب .  كان بلدا جذابا ، غنيا في الإمكانات المادية . ومع ذلك ، لم يولد وطننا فقط من مصادفة  رائعة للظروف المادية . لقد ولد أيضا بفضل مجموعة من الرجال الذين عرفوا كيف يكيفون مؤسسات وأفكار قديمة  مع وضعيات تمخضت من ظروف مادية جديدة –  مجموعة من الرجال الموهوبين ذوي ابتكار سياسي لا مثيل له .

في أيامنا هذه ، الأرض المفتوحة  ليست فزيائية ، ولكن أخلاقية . زمن الارض البكر غير المحروثة التي تبدو ممتدة  إلى ما لا نهاية  قد انتهى . الموارد غير المستعملة هي موارد بشرية و ليست مادية .  أراضي البور هي من الرجال والنساء البالغين الذين لا يتوفرون على عمل ، الرجال والفتيات الذين يصطدمون بالأبواب المغلقة هنا حيث كانوا ، فيما مضى ، بإستطاعتهم تجريب حظوظهم . الأزمة التي كانت تطالب بالابتكار في المسائل الاجتماعية والسياسية منذ مائة و خمسين سنة ، نعيشها الآن تحت شكل  يتطلب المزيد من الخلق والإبداع .

ها هو السبب الذي يدفعني للقول بأنه يجب علينا الآن خلق من جديد عبر مجهود متعمد ومتواصل لنوعية الديمقراطية التي ، في منشإها ، منذ مائة وخمسين سنة مرت ، نجم عنها في جزء كبير منه مزيجا رائعا من الأحداث والرجال والذي اصبح إرثا لنا . إننا نحيا منذ زمن بعيد في هذا التراث نفسه .  ومع ذلك ، ليس فقط الوضع الحالي للعالم  يذكرنا بضرورة بذل كل طاقاتنا لإثبات أنفسنا و استحقاقتنا، ولكنه يتحدانا لتحقيق ، في الظروف الحرجة والمعقدة التي نحن فيها ، ما قام به أسلافنا  في ظروف اكثر بساطة .

إذا أكدت على أن مثل هذه المهمة لا يمكن أن تتحقق بدون مجهود و بدون نشاط مبدع ، فلأن بالخصوص شدة الأزمة الحالية ترجع في جزء كبير منه إلى حقيقة أننا ، طيلة  فترة طويلة ، قد تصرفنا كما لو كانت ديمقراطيتنا ستخلد تلقائيا ، كما لو كان أجدادنا قد وضعوا هناك آلة كانت تصنع الحلول لمشكلة الحركة الدائبة في السياسة . لقد تصرفنا كما لو كانت الديمقراطية شيئا ما تحدث في المقام الأول في واشنطن و في ألباني – أو في عاصمة أي دولة أخرى –  في ظل الزخم و تحت الضغظ  المقدم من طرف الرجال والنساء الذين يذهبون إلى صناديق الاقتراع ، مرة واحدة في العام أو نحو ذلك .  أو، لكي نتحدث بعبارات أقل تطرفا، لقد كنا معتادين على ان نعتبر الديمقراطية كنوع من الميكانيزم الذي يشتغل جيدا طالما أن المواطنين يقومون بإخلاص كبير بواجباتهم السياسية .

في السنوات الأخيرة ، نسمع قولا في كثير من الأحيان أن هذه الطريقة  في الفعل لا تكفي وأن الديمقراطية هي وسيلة للحياة . هذا البيان الجديد هو دقيق جدا ويتجه مباشرة نحو الاهم ، ولكنني أتساءل عما إذا كان الشيء الخارجي للفكرة القديمة لا يزال قائما هناك في حالة الأثر . على أي حال ، لكي نتوقف عن التفكير حيال الديمقراطية كشيء خارجي ، علينا ان نفهم تماما ، في النظرية كما في التطبيق ، على أنها تمثل بالنسبة للجميع طريقة شخصية للحياة ، وأنها تعني التملك و التعبير المستمرين لبعض المواقف التي تشكل المزاج الفردي و التي تحدد الرغبة  والأغراض في كل علاقات الحياة . فبدلا من التفكير في أن آلياتنا و عاداتنا متكيفة مع بعض المؤسسات، يجب علينا أن نتعلم النظر في هذه المؤسسات  كتعبيرات ، و كاسقاطات، و كامتدادت  للمواقف الفردية المهيمنة عموما.

النظر في الديمقراطية كأسلوب شخصي في  الحياة ، على مستوى الفرد ، لا يشكل شيئا جديدا جوهريا . و الحال ، عندما نضع ذلك      موضع التنفيذ ، فإن هذا النظر يعطي معنى  جديدا مشخصا للأفكار القديمة . وهو ما يعني أن فقط خلق المواقف الشخصية بين الأفراد يسمح بالمجابهة بنجاح مع الأعداء الأقوياء الحاليين للديمقراطية .  هذا يعني أنه يتحتم علينا التغلب على ميلنا في أن التفكير خارج الوسائل  الخارجية –  العسكرية أو المدنية –  يمكن أن يدافع عن الديمقراطية دون إسهامات المواقف المتجذرة  لدى الأفراد إذا كانت تأتي لتصبح جزءا لا يتجزأ من شخصيتهم .

الديمقراطية هي أسلوب حياة مقيد بإيمان فعال و نشط في الامكانات الطبيعة البشرية . الاعتقاد في الانسان العادي هو جزء من مقال مألوف للعقيدة الديمقراطية . هذا الاعتقاد لا أساس له من الصحة و لا معنى له إذا لم يكن يؤمن في القدرة الطبيعية البشرية كما تجلت الطبيعة هاته في كل إنسان ، بغض النظرعن عرقه ، ولونه ، و جنسه ، و ولادته ، و أسرته ، و ثروته الماديه والثقافية. هذا الإيمان يمكن أن يتجسد في قوانين ، لكنه يبقى حبرا على ورق إذا لم يتم التعبيرعنه في المواقف التي يتحملها البشر تجاه بعضهم البعض في جميع الجوانب وعلاقات الحياة اليومية . والتنديد بالنازية لأنها غير متسامحة ، بغيضة و قاسية هذا يشجع النفاق إذا كنا نتحرك ، في علاقاتنا الشخصية  وفي أغراضنا و حواراتنا اليومية ، بدافع خاطئ للعرق ، أواللون، أو أي تحيز لفئة أخرى –  في الواقع ، بأي شيء آخر مهما يكن اللهم سوى الاعتقاد السخي في إمكانات البشر، الاعتقاد الذي ينبع منه الالتزام لخلق ظروف مواتية لتطوير هذه القدرات. الايمان الديمقراطيي في المساواة هو الاعتقاد بأن كل إنسان، بصرف النظرعن الكم أو مجموعة من المواهب الشخصية ، لديه نفس الفرص كباقي الآخرين في استثمارها و تنميتها . إن المفهوم الديمقراطي للسلطة هو سخي . ذا المفهوم يطبق على الجميع . هو الاقتناع بأن كل واحد قادرعلى قيادة حياته الخاصة دون ان تلحق به ضغوطات  أو يتلقي الأوامر من أي أحد ، في الوقت الذي توضع فيه الشروط اللازمة .

الديمقراطية هي أسلوب حياة الشخص الذي يخضع ليس فقط  للإيمان في الطبيعة البشرية بشكل عام ، ولكن عن طريق الاقتناع بأن البشر قادرين على الحكم والتصرف بذكاء إذا ما وضعت هنالك ظروف ملائمة . لقد اتهمت أكثر من مرة ، و من جانب  معسكرات معارضة ، بأن لدي ثقة مفرطة ، طوباوية في إمكانات الذكاء والتربية باعتبارهما متعلقات للذكاء .  فمهما يكن من امر ، فأنا لم  أخترع هذا الإيمان . لقد اكتسبته من بيئتي في النطاق حيث أن هذه البيئة كانت تنشط فيها روح الديمقراطية . بالطبع ، ما الإيمان الديمقراطي في الدور الذي يقوم به التشاور ، والإقناع ، والمناقشة في تشكيل الرأي العام –  هذه المناقشة التي ستصحح ذاتها في المدى الطويل  –  إن لم يكن الجزم القاطع بأن الانسان العادي يمكن أن يبرهن على الحس المشترك في وجه مسرحية الاحداث والأفكار التي توفر ضمانات حقيقية لحرية الاختبار، وحرية التجمع وحرية التواصل ؟  وأنا على استعداد لأترك لأنصار الدول الشمولية من اليسار واليمين الفكرة التي بمقتضاها أن الإيمان في قدرات و إمكانات الذكاء  طوباوية . في واقع الامر ، هذا الاعتقاد كم هو جد متأصل في الطرائق المتعلقة بالديمقراطية إلى درجة أن ، نسبة لرجل ديمقراطي على قوله ، من ينكر هذا الإيمان ، فهو كمن خان عضويته.

عندما أفكر في الظروف التي يعيش فيها الرجال والنساء اليوم في كثير من البلدان الأجنبية –  الخوف من التجسس ، و الخطر في التجمع على انفراد من أجل إجراء محادثات بسيطة بين الأصدقاء –  اعترف و أميل إلى الاعتقاد بأن قلب الديمقراطية ، وضمانتها القصوى ،  تكمن في القدرة على الوقوف بعفوية في زاوية الدرب للتحدث مع جيرانه لما كان يقرأ ذلك اليوم في الصحف غير الخاضعة للرقابة و في القدرة لمناقشة بحرية في غرفة مع الأصدقاء . التعصب ، والشتائم ، و المعاملات السيئة  للاختلافات في الرأي في قضايا الدين والسياسة أو  التجارة ، وبسبب الاختلافات في العرق أو اللون أو الثروة أو درجة الثقافة إنما يعتبر كل ذلك خيانة للحياة الديمقراطية .  في الحقيقة ، كل عائق أمام تواصل حر وكامل يخلق حواجز تفصل الناس في دوائر وزمر ، في طوائف وفصائل متحاربة ، وتلغم ، بالتالي طريقة الحياة الديمقراطية . القوانين الضامنة للحريات المدنية مثل حرية الفكر والرأي ، وحرية التعبير أو حرية التجمع ليست ذات فائدة تذكر إذا كانت ، في الحياة اليومية ، حرية التواصل و حرية تداول الأفكار ، والحقائق ، و التجارب مخنوقة بواسطة الشك و الريبة ، و القدف ، الخوف و الكراهية .  هذه الأشياء تدمر الشرط الرئيس في أسلوب الحياة الديمقراطية مع المزيد من الأمن في أن القوة اللازمة لحفظ النظام ،- و الدولة الشمولية مثال لذلك ، تتصرف فقط  حينما تتمكن من تغذية الكراهية ، عدم الثقة و التعصب في عقول الأفراد .

أخيرا ، نظرا للشرطين المذكورين أعلاه ، فالديمقراطية باعتبارها وسيلة للحياة فهي مقيدة بالإيمان الشخصي في التعاون اليومي بين الأفراد . الديمقراطية هي الاعتقاد  الجازم بأن ، حتى لو كانت الاحتياجات ، الأهداف و النتائج  تختلف من شخص لآخر، التعود على التعاون الودي – الذي لا يلغي المنافسة والتباري كما نجد ذلك في الرياضة – هو في حد ذاته إضافة لا تقدر بثمن في الحياة .  طرح أكبر قدر ممكن من الصراعات لا مفر منها من مناخ مشحون بالقوة والعنف لوضع هذه الصراعات في مناخ من النقاش ، تحت علامة الذكاء  ،  هو يعني معاملة أولئك الذين يختلفون معنا – اختلاف عميق حتى – كأناس ممكن ان نتعلم منهم ، و من ثم ، كأصدقاء . أن يكون لديك إيمان ديمقراطي حقيقي في السلام ، هذا معناه الاعتقاد الممكن بإدارة الخلافات والمشاجرات كأنها مقاولات للتعاون حيث يتعلم كلا الطرفين من خلال إعطاء البعض و الآخر فرصة التعبير ، بدلا من ان يتفوق أحد الطرفين على الآخر و يقمعه – إذ القمع يجري مجرى العنف حتى لو تم القيام به من قبل الوسائل السيكولوجية مثل السخرية ، و التعسف و التهديد إن لم يكن السجن أو الحبس في معسكرات الاعتقال . ان نتعاون من خلال إعطاء للخلافات والنزاعات فرصة للتمظهر بما اننا لدينا قناعة بأن التعبيرعن الاختلاف والخلاف هو ليس فقط حق الآخرين ، ولكن أيضا وسيلة لإثراء تجربتنا الحياتية الخاصة ، و هذا جزء لا يتجزأ من الجانب الشخصي لاسلوب الحياة الديمقراطية.


قد نجد ربما أن كل ما قلته هو سلسلة من الترهات الأخلاقية ، و فضاءات مشتركة . و لذلك ،  سأجيب أني كتبت ذلك من أجل هذا السبب بالضبط . التبرم والانفصال مما هو معتاد النظر في الديمقراطية كشيء مؤسساتي وخارج عن الذات ، واكتساب التعود لمعالجة الديمقراطية  باعتبارها نمط من الحياة الشخصية ، هو فهم أن الديمقراطية مثل أخلاقي و انها ، إلى حد حيث تغدو حقيقة واقعية ، فهي حقيقة أخلاقية .  هذا يعني أن الديمقراطية حقيقة فقط  إذا كانت حقا مكانا للعيش المشترك .

بما أنني قد كرست حياتي في سن الرشد لممارسة الفلسفة ، سأطلب منكم بأن تكونوا متسامحين لو حددت بسرعة الإيمان الديمقراطي ، لكي أختم ، باستخدام نفس اللغة من هذه المادة . مصاغة بهذه الطريقة ، الديمقراطية هي اعتقاد في قدرة التجربة الإنسانية لتوليد الأهداف والمناهج التي تسمح للتجربة القادمة بأن تكون غنية ومنظمة . جميع الأشكال الأخرى من الإيمان الأخلاقي والاجتماعي تستند على الفكرة أن التجربة ينبغي ، في أي وقت ، أن تخضع لشكل من أشكال المراقبة الخارجية ، لأي " سلطة " مفترض منها أن توجد خارج سيرورات  التجربة . الديمقراطية هي الاعتقاد الراسخ بأن سيرورة التجربة تهم أكثر بكثير من هذه او تلك النتيجة المعينة  –  النتائج المعينة إذ تحمل قيمة نهائية فقط إذا كانت تعمل على إثراء و تنظيم بقية السيرورة . كما أن سيرورة التجربة بإمكانها أن تكون تربوية ، فإن الإيمان بالديمقراطية هو جزء لا يتجزأ من الإيمان في التربية . فجميع الأغراض وجميع القيم التي تكون مفصولة عن هذه السيرورة الثابتة تصبح جماد ، أشكال تثبيتية . إنها تنزع  إلى تجميد ما تربجه  بدلا من استخدامه لفتح الطريق أمام تجارب جديدة و رائعة .

اذا سألتموني عما أفهمه من التجرية في هذا السياق ، فإني أقول إنها هذا التفاعل الحر بين الأفراد مع الظروف المحيطة بهم ، وخاصة مع البيئة البشرية ، التي تشحذ وتملأ الحاجة والرغبة من خلال الزيادة في معرفة الأشياء كما هي . معرفة الأشياء كما هي ذا هو الأساس المتين الوحيد للتواصل و التقاسم ؛ كل تواصل آخر يعني خضوع  بعض الأشخاص لرأي أشخاص آخرين . الحاجة والرغبة – مصادر خططنا و دلائل طاقاتنا –  تتجاوز ما هو موجود ، إذن أبعد من المعرفة ، ما وراء العلم .  إنهما يمهدان الطريق باستمرار من أجل المستقبل ، لما لم نستكشفه بعد ، لما لم نحققه بعد  .

في جميع  انماط و أساليب العيش ، الديمقراطية هي الوحيدة التي تؤمن بلا تحفظ  في سيرورة التجربة بقدر ما هي غاية و وسيلة ؛ بقدر ما  تولد العلم ، سلطة وحيدة التي يمكننا الاعتماد عليها لترشيد و توجيه التجربة المستقبلية ، و بقدر ما تحرر العواطف ، الاحتياجات والرغبات بحيث تحدث الأمور التي لم تكن موجودة في الماضي .  في الواقع ، كل نوع من انواع الحياة قليل الديمقراطية  يحد من التقاربات ، والمبادلات ، والاتصالات ، والتفاعلات التي بواسطتها تُعزز التجربة مع توسيعها وإثرائها . هذا التحرر وهذا الاغناء يشكلان المهمة التي يجب أن نختص بها كل يوم . و لأنهما لا يستطيعان على الحصول على هدف طالما أن ذات التجربة غير متوقفة ، فإن مهمة الديمقراطية تكمن إلى الأبد في خلق تجربة أكثر حرية وأكثر إنسانية  يتقاسمها الكل و يساهم فيها الجميع .


John Dewey

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى