المستضعفـون .. في الارض
مبشور محمد
مما لا شك فيه إن مفهوم « الأسدوس » هو من بقايا النظام السابق الذي لا يتناغم أبدا مع المقاربة بالكفايات ، إذ أصبحنا نتعامل بدءا من الآن عن طريق استخدام استراتيجية « التخطيط المرحلي »الذي هو مكون من أربع مراحل كما يعلمه الجميع .. و بمسارين أساسين هما الموارد و الكفايات . فإذا كان الأسدوس الأول (1) يغطي المرحلة 1 و المرحلة 2 من الموارد فقط ( هنا الكفاية بمثابة تكوين للادماج !? ) ، فإن احتساب معدل الأسدوس وفقا لهذا التصور « الاسدوسي » لا يفي بالغرض المطلوب بتاتا فضلا عن كيفية أجرأته ! الشيء الذي يخلق اضطرابا في قراءة النتائج لدى التلاميذ و الآباء على حد سواء لأنها غير كاملة . إنما السعي يجب أن يتجه نحو تنمية الكفايات فوق أي اعتبار كهدف اسمى . و عليه ، من الواجب ان ننتظر حتى تستوفي الشروط اللازمة لتفعيل مذكرة التقويم 204 ، تفعيلا و انسجاما حسب الدرجة و الاهمية المعطاة لكل عنصر على حدة ، في آخر السنة .
إن التقويم حسب الادماج هو صيرورة تشبه كبة الثلج و هي تتدحرج من أعلى الجبل أو كمثل تلك الدمية الروسية ، تكبر الكفاية في كنف هذا المسار رويدا رويدا حتى تصل إلى درجة من النضج و القوة فيبرهن التلميذ ، في النهاية ، عن مقدرته و تحكمه في عالم الوضعية الكبير و الختامي بدون صعوبة تذكر .. هكذا إذا أردنا و بمشيئة الادماج . محققا فعلا ( أي التلميذ ) إن هو استطاع حدا أدنى من الكفايات الأساسية ( أ ) في المستويات الفردية ( 1 و 3 و 5 ) و به يختتم الأمر و السلام . فلا حاجة لنا بمعدل « شفوي » في هذه المستويات تحديدا او حتى بالموارد المتبقية و ما جاورها . فعن طريق التقويم و الاشهاد ، يتوج التلميذ فائزا و يرتب فورا في فئة ( أ – 1 ) كتتويج له .. !
أما في حالة عدم التوفر على هذه « درجة الكفاية » أو العتبة أو الحد الادنى من الكفايات ( أ) ، فيتم اللجوء فورا إلى « احتساب المعدلات» وفق آليات دقيقة جدا و بطريقة تنازلية فصلت أجزاؤها في مذكرة التقويم . فكلما حصل نقص في الجزء المراد تقويمه ، أضفنا إليه الجزء الآخر تباعا بغية الرفع من قيمة « المعدل » المحصل عليه و ذلك بفضل المعاملات و الأوزان . و هذا ما يفسر غياب هذه المعاملات و الأوزان في فئة ( 1 – أ ) أي الذين حققوا الكفاية الختامية او المتوجون !! : و نعني بذلك الكفاية الختامية للمرحلة 4 في الأقسام الفردية – و الامتحان الموحد المحلي بالأقسام الزوجية / و الامتحان الموحد الأقليمي بالقسم السادس / و هذه كلها وضعيات معقدة ) . وتجدر الاشارة أن « التحكم في الشفوي » في الامتحانات الموحدة محليا و إقليميا فقط ، يعد عنصرا مهما ، بل ضروريا للحصول على التتويج النهائي و التصنيف ضمن أفراد خانة ( ا -1 ) ، بجانب التحكم طبعا في الكفايات الأساسية ( ا ) . و هذا من مستجدات التقويم بمقتضى المذكرة و جميع التلاميذ الناجحين في القسم السادس الذين التحقوا بالتعليم الاعدادي يفترض فيهم ليس ضربا من الخيال أنهم حققوا عتبة الشفوي في اللغة العربية و الفرنسية معا .
فيما يرجع « للمعدل السنوي للموارد » - لحد الساعة لا نتحدث عن الكفايات – فأمره فيه نظر . فهناك من يسلك مسلك احتساب المعدلات ، فيقسم المجموع المحصل عليه على 12 كما جاء منصوص عليه في دفتر التلميذ الخاص بالنتائج في الأونة الاخيرة و كما أريد ان يؤخذ به في الاوساط التعليمية جريا وراء شبح المعدلات . علما أن هذا المعدل النهائي في الموارد ( او الدروس ) لا يختص إلا بالتلاميذ الضعاف أصلا أي المرتبون في الدرجة ما بعد الأخيرة ( ب – 2 ) . و في هذا المقام ، أستحضر جيدا احدى المستملحات الظريفة التي كان يزودنا بها السيد المدير( مديرنا ) للمؤسسة في بعض الاحيان ، و قد تلقفها بدوره من أحد النواب في فترة الادماج و تحديدا أثناء دراسة مذكرة رقم 204 فيما يخص كيفية تقويم التعلمات . إذ قال السيد النائب و هو يرد على أحد السادة الحاضرين لما أراد أن يقسم على 12 . قال : بل « .. إثنا عشر شهرا ..» في كتاب الله ). و مع ذلك .. نرى مدى التشبت و الالحاح الشديد على القسمة على 12 بدل تفعيل النسبة المئوية في آخر المطاف . لا يوجد فرق عظيم بين المعدلين ما دامت الفئة المستهدفة تشمل معظم التلاميذ الضعفاء ..
و المعنى الظاهر لهذا الكلام لا يخفى على أحد . لأن العتبة أو درجة الكفاية هي في غنى عن المعاملات و الأوزان و إنما علينا قصد السبيل و لا نستعمل هذه الأزوان و غيرها إلا إذا اقتضت الضرورة لذلك : كيف ؟ و متى ؟ فإن كان لا بد من احتساب « للمعدل » فالأمر يقتصر فقط على ثلاث مجموعات لا غير و هي ( أ-2 ) و ( ب-1 ) و ( ب – 2 ) ؛ و لا أخفي مدى الصعوبة الزائدة و لغة التدمر و الآسى و شدة الحساب و المعاناة المريرة عندما وجدت نفسي مستغرقا في تدبير جيش من العمليات الحسابية لا تسمن و لا تغني من جوع .. فطوبى للمتوجين !! أي فئة ( أ – 1 ) الذين هم في غير حاجة لمثل هذا الحساب العقيم و كفى بالله شر القتال .. فأما إن كان لا بد من تحمل هذا القدر ، فإن شر فئة هي فئة ( ب – 2 ) . و لا خوف على المهمشين و المقصين من لائحة الترتيب فهم يمرون بدون حساب ! و هؤلاء هم أشد ضعفا .
و هناك من يسلك طريقة اخرى في احتساب ذاك المعدل السنوي للموارد المخصص لفئة ( ب – 2 ) الضعيفة جدا على وجه التحديد ، فنجده مثلا يطبق النسبة المئوية في الأزوان بعد إتمام احتساب المعاملات و هذا مرغوب فيه لأنه اكثر عدلا و إنصافا كما سيتضح من خلال مثال نورده في آخر المقال . و الوزن هنا منصب أساسا بين طرفين مهمين : الموارد من جهة ، والكفايات من جهة اخرى بصرف النظر عن المعاملات . ذلك أنه كلما صعدنا نحو المستويات العليا من النظام التربوي ، نجد أهمية الكفايات تزداد وزنا و تنقص بالتالي في الأقسام الصغرى ما عدا في المستوى 3 و 4 حيث نجد تكافؤا بين الموارد و الكفايات . إنما هذه الازوان في واقع الأمر ، تجسد سياسة الدولة بشكل عام و المكانة المعطاة للمقاربة بالكفايات . مثلا في القسم الخامس ، تشكل الموارد % 40 و الكفايات 60 % . فما الفرق بين ذلك ؟ إن الفرق لكبير جدا لو علمنا أن المعني بالأمر الذي هنا هو التلميذ الضعيف المرتب أصلا في فئة ( ب – 2 ) و المجرد من كفاياته الاساسية ، كيف يتمكن من أن يبلغ « المعدل » في " الموارد " و هي لا تمثل إلا نسبة ضيئلة نسبيا ( 40 % ) في مقابل ( 60 % من الكفايات المعدومة ! ؟ ) . هذا معناه أنه لا بد من مصاحبة و مواكبة للتلميذ غير المتمكن من خلال تفعيل آليات الدعم الخاصة .
لا بد إذن من الخروج من هذا المأزق و تدبر الأمر بالاستعانة ، هذه المرة ، بالمعاملات – و الاوزان تبقى كما هي – المعدلة مؤخرا في الموارد ، و التي تعرف بـ [ 2 – 3 – 3 – 4 = 12 « شهرا » !] للرفع من رصيد النقط المحصلة عليها أثناء المراقبة المستمرة . بالفعل لقد أبديت رأيي في هذه النازلة / الموضوع كم من مرة للسيد المدير و أبلغته عن مدى تأسفي كون معظم المدرسات و المدرسين يـبخلون بما لديهم من « النقط » الممنوحة أثناء المراقبة المستمرة .. نعم ، و هو كذلك .. دون ان أستثني أي احد بطبيعة الحال . مع احترام مبادئ و قناعة كل مدرسة و مدرس في هذا الباب الحساس جدا . لأننا فعلا نسبح ضد التيار . لا يسعني هنا إلا البوح و المكاشفة في هذا المضمار .. وقد أعلنت لتلامذتي من حيث لا أدري أهو صواب ام لا عندما حل الادماج في هذه السنة في مرحلته الثانية ( التكوينية ) قلت للتلاميذ : « من يريد منكم الادماج فليتقدم ! و لم يتقدم إلا 14 تلميذ من بين 66 » . عقدت العزم إذن ، و اتخذت القرار على الفور ملبيا مطالب تلامذتي لأنهم كانوا صرحاء على أقل تقدير ؛ فوجدت نفسي منخرطا في وضعية مفارقة قريبة من « الفارقية » لأول مرة في حياتي . لقد كنت تماما مثل ذلك « الطباخ » وهو يعد أكلات سريعة بلا مذاق تعقيد الوضعية لكنها تسد الرمق و تعيد البسمة للصغار : ميكرو وضعيات هنا و هناك بدون أدنى تكلف أو تردد . استنشط الجميع لهذا « التأسيس » و لهذه المبادرة و لقيت إقبالا كبيرا بالأخص من طرف التلاميذ الأكثر ضعفا و الذين يشكون فقرا في الموارد المغذية للكفايات ! في الحقيقة ، ما كانت النتيجة هي مبلغ غايتي و لا حساب المعدل السنوي في آخر السنة هو هدفي . لم أكن أهتم حتى « بالنقط » الممنوحة ، كل ما في الأمر و قد ظهرت الحقيقة جليا هو أنني كنت أراقب هذه اللحظة الحرجة أي الرفع من « معنويات » التلاميذ « الاكثر ضعفا » و تضميد « الجراحات » و « طرد » الخيبات في الأمل و التهميش و اللامبالاة .. و اشياء أخرى و إن لم تكن تحسب في كناش « الكفايات ». فأين من كل هذا "معدلنا السنوي " بعد هذا الاستطراد ؟
في الحقيقة ، لقد طرحت على نفسي هذا السؤال مورطا نفسي أولا في متاهة و أنا بعيد كل البعد عن الجواب الشافي و المقنع نظرا لغياب عدة عوامل مناسبة و مساعدة من بينها مثلا هشاشة التقويم بالوضعيات و « الدعم » المخصص للتلاميذ بعد قضاء فترة من التعلم غير الناجح . و الحق يقال ، لا يمثل لي « هذا.. ! المعدل السنوي.. » المبحوث عنه في عالمي الباطن إلا شبحا او ظلا لا يفارقني إلا بعد أن أقوم بعملية « التطهير» بالمعنى الفرويدي للكلمة ، أو بعد الإقرار بمسؤولية ، او إرجاع الحق لذويه و ذلك على قدر الاستطاعة . إن فعل الادماج ليس بالأمر الهين فهو يتطلب قدرات ذهنية مرتفعة ، و خصوبة في المعارف ، و حالات التأهب القصوى ، تظافر الجهود و تبادل الخبرات ، الحزم واليقظة ، استخدام أدوات وسائل و برامج و تقنيات غير متوفرة تقريبا لحد الآن . فعن أي معدل نتحدث عنه بعد هذا الذي قيل و بعدما " أفرعنا " التعليم من جوهره و أعدمنا الكفايات حتى صارت و نحن مكرهون مثل بقية التمارين الاخرى و حصص المراجعة و الوقت المتبقى .. الخ ؟ فكيف يمكن للمتسابق أن « يتوج » في حلبة السباق و هو لا يمتلك قدمين ؟ او حافي القدمين على الأقل؟ و هل نسبة 40 % من الموارد – في أي مستوى من المستويات - تكفي لمجابهة قطعة في الإملاء ؟ أو كتابة « رسالة » حجاجية او احتجاجية كيفما اتقف ؟ او حتى صياغة جملة واحدة او جملتين للتعبير عن الحاجيات ؟ فلنجرب ..
على أي حال و مهما كان الأمر ، نريد ان نحسب المعدل السنوي لهذا التلميذ المرتب في ( فئة ب -2 ) و هو لا يتوفر على معدل الكفايات .. غير أنه قد حاصل على معدلات جيدة نسبيا في الموارد . فهل سيتمكن من الحصول على المعدل ؟ نتمنى ذلك ..
1) – تصنيف في فئة ( ب – 2 ) :
المستوى الخامس ( مثال ) / الموارد :
- معدل المرحلة 1 : 4 على 10 . ( المعامل في 2 = 8 )
- معدل المرحلة 2 : 5 على 10 . ( المعامل في 3 = 15 )
- معدل المرحلة 3 : 6 على 10 . ( المعامل في 3 = 18 )
- معدل المرحلة 4 : 7 على 10 . ( المعامل في 4 = 28 )
المستوى الخامس ( مثال ) / الكفايات :
* معدل المرحلة 3 : 4 على 10 . ( المعامل في 4 = 16 )
* معدل المرحلة 4 : 4 على 10 . ( المعامل في 6 = 24 )
الطريقة الاولى : [ معدل الموارد مقسوم على 12 .]
( 8 + 15 + 18 + 28 = 69 على 12 = 5,75 ) . الوزن ( 40 في المائة ) : 5,75 في 40 = 230
معدل الكفايات :
( 16 + 24 = 40 على 10 = 4 ) . الوزن ( 60 في المائة ) / 4 في 60 = 240
المعدل العام :
230 + 240 = 470 . على 100 = 4,7 او 4,8 ( خارج التصنيف ! )
الطريقة الثانية ( المرغوبة ..! )
الموارد : ( 8 + 15 + 18 + 28 = 69 ) . الوزن في 40 في المائة : 69 في 40 = 2760
الكفايات : ( 16 + 24 = 40 ) . الوزن في 60 في المائة : 40 في 60 = 2400
المعدل العام :
2760 + 2400 = 5160 على 100 = 51,60 على 10 = 5,1 (مصنف في : فئة ب – 2 )
ملاحظة : الفرق بين المعدلين واضح : 5,1 - 4,7 = 0,4 ( تقريبا نصف نقطة ..) تقريبا هذا شيء لا يذكر من حيث الأهمية البيداغوجية و الأهداف المتوخاة أن يكون التلميذ مصنفا او غير مصنف بسبب نصف نقطة .. !! و بالأخص عندما تغيب الاجراءات الضرورية و الوقائية التي ينبغي اتخاذها فورا لفائدة هؤلاء المستضعفين .. في الارض .
11 فبراير 2012
مبشور محمد
مبشور محمد
مما لا شك فيه إن مفهوم « الأسدوس » هو من بقايا النظام السابق الذي لا يتناغم أبدا مع المقاربة بالكفايات ، إذ أصبحنا نتعامل بدءا من الآن عن طريق استخدام استراتيجية « التخطيط المرحلي »الذي هو مكون من أربع مراحل كما يعلمه الجميع .. و بمسارين أساسين هما الموارد و الكفايات . فإذا كان الأسدوس الأول (1) يغطي المرحلة 1 و المرحلة 2 من الموارد فقط ( هنا الكفاية بمثابة تكوين للادماج !? ) ، فإن احتساب معدل الأسدوس وفقا لهذا التصور « الاسدوسي » لا يفي بالغرض المطلوب بتاتا فضلا عن كيفية أجرأته ! الشيء الذي يخلق اضطرابا في قراءة النتائج لدى التلاميذ و الآباء على حد سواء لأنها غير كاملة . إنما السعي يجب أن يتجه نحو تنمية الكفايات فوق أي اعتبار كهدف اسمى . و عليه ، من الواجب ان ننتظر حتى تستوفي الشروط اللازمة لتفعيل مذكرة التقويم 204 ، تفعيلا و انسجاما حسب الدرجة و الاهمية المعطاة لكل عنصر على حدة ، في آخر السنة .
إن التقويم حسب الادماج هو صيرورة تشبه كبة الثلج و هي تتدحرج من أعلى الجبل أو كمثل تلك الدمية الروسية ، تكبر الكفاية في كنف هذا المسار رويدا رويدا حتى تصل إلى درجة من النضج و القوة فيبرهن التلميذ ، في النهاية ، عن مقدرته و تحكمه في عالم الوضعية الكبير و الختامي بدون صعوبة تذكر .. هكذا إذا أردنا و بمشيئة الادماج . محققا فعلا ( أي التلميذ ) إن هو استطاع حدا أدنى من الكفايات الأساسية ( أ ) في المستويات الفردية ( 1 و 3 و 5 ) و به يختتم الأمر و السلام . فلا حاجة لنا بمعدل « شفوي » في هذه المستويات تحديدا او حتى بالموارد المتبقية و ما جاورها . فعن طريق التقويم و الاشهاد ، يتوج التلميذ فائزا و يرتب فورا في فئة ( أ – 1 ) كتتويج له .. !
أما في حالة عدم التوفر على هذه « درجة الكفاية » أو العتبة أو الحد الادنى من الكفايات ( أ) ، فيتم اللجوء فورا إلى « احتساب المعدلات» وفق آليات دقيقة جدا و بطريقة تنازلية فصلت أجزاؤها في مذكرة التقويم . فكلما حصل نقص في الجزء المراد تقويمه ، أضفنا إليه الجزء الآخر تباعا بغية الرفع من قيمة « المعدل » المحصل عليه و ذلك بفضل المعاملات و الأوزان . و هذا ما يفسر غياب هذه المعاملات و الأوزان في فئة ( 1 – أ ) أي الذين حققوا الكفاية الختامية او المتوجون !! : و نعني بذلك الكفاية الختامية للمرحلة 4 في الأقسام الفردية – و الامتحان الموحد المحلي بالأقسام الزوجية / و الامتحان الموحد الأقليمي بالقسم السادس / و هذه كلها وضعيات معقدة ) . وتجدر الاشارة أن « التحكم في الشفوي » في الامتحانات الموحدة محليا و إقليميا فقط ، يعد عنصرا مهما ، بل ضروريا للحصول على التتويج النهائي و التصنيف ضمن أفراد خانة ( ا -1 ) ، بجانب التحكم طبعا في الكفايات الأساسية ( ا ) . و هذا من مستجدات التقويم بمقتضى المذكرة و جميع التلاميذ الناجحين في القسم السادس الذين التحقوا بالتعليم الاعدادي يفترض فيهم ليس ضربا من الخيال أنهم حققوا عتبة الشفوي في اللغة العربية و الفرنسية معا .
فيما يرجع « للمعدل السنوي للموارد » - لحد الساعة لا نتحدث عن الكفايات – فأمره فيه نظر . فهناك من يسلك مسلك احتساب المعدلات ، فيقسم المجموع المحصل عليه على 12 كما جاء منصوص عليه في دفتر التلميذ الخاص بالنتائج في الأونة الاخيرة و كما أريد ان يؤخذ به في الاوساط التعليمية جريا وراء شبح المعدلات . علما أن هذا المعدل النهائي في الموارد ( او الدروس ) لا يختص إلا بالتلاميذ الضعاف أصلا أي المرتبون في الدرجة ما بعد الأخيرة ( ب – 2 ) . و في هذا المقام ، أستحضر جيدا احدى المستملحات الظريفة التي كان يزودنا بها السيد المدير( مديرنا ) للمؤسسة في بعض الاحيان ، و قد تلقفها بدوره من أحد النواب في فترة الادماج و تحديدا أثناء دراسة مذكرة رقم 204 فيما يخص كيفية تقويم التعلمات . إذ قال السيد النائب و هو يرد على أحد السادة الحاضرين لما أراد أن يقسم على 12 . قال : بل « .. إثنا عشر شهرا ..» في كتاب الله ). و مع ذلك .. نرى مدى التشبت و الالحاح الشديد على القسمة على 12 بدل تفعيل النسبة المئوية في آخر المطاف . لا يوجد فرق عظيم بين المعدلين ما دامت الفئة المستهدفة تشمل معظم التلاميذ الضعفاء ..
و المعنى الظاهر لهذا الكلام لا يخفى على أحد . لأن العتبة أو درجة الكفاية هي في غنى عن المعاملات و الأوزان و إنما علينا قصد السبيل و لا نستعمل هذه الأزوان و غيرها إلا إذا اقتضت الضرورة لذلك : كيف ؟ و متى ؟ فإن كان لا بد من احتساب « للمعدل » فالأمر يقتصر فقط على ثلاث مجموعات لا غير و هي ( أ-2 ) و ( ب-1 ) و ( ب – 2 ) ؛ و لا أخفي مدى الصعوبة الزائدة و لغة التدمر و الآسى و شدة الحساب و المعاناة المريرة عندما وجدت نفسي مستغرقا في تدبير جيش من العمليات الحسابية لا تسمن و لا تغني من جوع .. فطوبى للمتوجين !! أي فئة ( أ – 1 ) الذين هم في غير حاجة لمثل هذا الحساب العقيم و كفى بالله شر القتال .. فأما إن كان لا بد من تحمل هذا القدر ، فإن شر فئة هي فئة ( ب – 2 ) . و لا خوف على المهمشين و المقصين من لائحة الترتيب فهم يمرون بدون حساب ! و هؤلاء هم أشد ضعفا .
و هناك من يسلك طريقة اخرى في احتساب ذاك المعدل السنوي للموارد المخصص لفئة ( ب – 2 ) الضعيفة جدا على وجه التحديد ، فنجده مثلا يطبق النسبة المئوية في الأزوان بعد إتمام احتساب المعاملات و هذا مرغوب فيه لأنه اكثر عدلا و إنصافا كما سيتضح من خلال مثال نورده في آخر المقال . و الوزن هنا منصب أساسا بين طرفين مهمين : الموارد من جهة ، والكفايات من جهة اخرى بصرف النظر عن المعاملات . ذلك أنه كلما صعدنا نحو المستويات العليا من النظام التربوي ، نجد أهمية الكفايات تزداد وزنا و تنقص بالتالي في الأقسام الصغرى ما عدا في المستوى 3 و 4 حيث نجد تكافؤا بين الموارد و الكفايات . إنما هذه الازوان في واقع الأمر ، تجسد سياسة الدولة بشكل عام و المكانة المعطاة للمقاربة بالكفايات . مثلا في القسم الخامس ، تشكل الموارد % 40 و الكفايات 60 % . فما الفرق بين ذلك ؟ إن الفرق لكبير جدا لو علمنا أن المعني بالأمر الذي هنا هو التلميذ الضعيف المرتب أصلا في فئة ( ب – 2 ) و المجرد من كفاياته الاساسية ، كيف يتمكن من أن يبلغ « المعدل » في " الموارد " و هي لا تمثل إلا نسبة ضيئلة نسبيا ( 40 % ) في مقابل ( 60 % من الكفايات المعدومة ! ؟ ) . هذا معناه أنه لا بد من مصاحبة و مواكبة للتلميذ غير المتمكن من خلال تفعيل آليات الدعم الخاصة .
لا بد إذن من الخروج من هذا المأزق و تدبر الأمر بالاستعانة ، هذه المرة ، بالمعاملات – و الاوزان تبقى كما هي – المعدلة مؤخرا في الموارد ، و التي تعرف بـ [ 2 – 3 – 3 – 4 = 12 « شهرا » !] للرفع من رصيد النقط المحصلة عليها أثناء المراقبة المستمرة . بالفعل لقد أبديت رأيي في هذه النازلة / الموضوع كم من مرة للسيد المدير و أبلغته عن مدى تأسفي كون معظم المدرسات و المدرسين يـبخلون بما لديهم من « النقط » الممنوحة أثناء المراقبة المستمرة .. نعم ، و هو كذلك .. دون ان أستثني أي احد بطبيعة الحال . مع احترام مبادئ و قناعة كل مدرسة و مدرس في هذا الباب الحساس جدا . لأننا فعلا نسبح ضد التيار . لا يسعني هنا إلا البوح و المكاشفة في هذا المضمار .. وقد أعلنت لتلامذتي من حيث لا أدري أهو صواب ام لا عندما حل الادماج في هذه السنة في مرحلته الثانية ( التكوينية ) قلت للتلاميذ : « من يريد منكم الادماج فليتقدم ! و لم يتقدم إلا 14 تلميذ من بين 66 » . عقدت العزم إذن ، و اتخذت القرار على الفور ملبيا مطالب تلامذتي لأنهم كانوا صرحاء على أقل تقدير ؛ فوجدت نفسي منخرطا في وضعية مفارقة قريبة من « الفارقية » لأول مرة في حياتي . لقد كنت تماما مثل ذلك « الطباخ » وهو يعد أكلات سريعة بلا مذاق تعقيد الوضعية لكنها تسد الرمق و تعيد البسمة للصغار : ميكرو وضعيات هنا و هناك بدون أدنى تكلف أو تردد . استنشط الجميع لهذا « التأسيس » و لهذه المبادرة و لقيت إقبالا كبيرا بالأخص من طرف التلاميذ الأكثر ضعفا و الذين يشكون فقرا في الموارد المغذية للكفايات ! في الحقيقة ، ما كانت النتيجة هي مبلغ غايتي و لا حساب المعدل السنوي في آخر السنة هو هدفي . لم أكن أهتم حتى « بالنقط » الممنوحة ، كل ما في الأمر و قد ظهرت الحقيقة جليا هو أنني كنت أراقب هذه اللحظة الحرجة أي الرفع من « معنويات » التلاميذ « الاكثر ضعفا » و تضميد « الجراحات » و « طرد » الخيبات في الأمل و التهميش و اللامبالاة .. و اشياء أخرى و إن لم تكن تحسب في كناش « الكفايات ». فأين من كل هذا "معدلنا السنوي " بعد هذا الاستطراد ؟
في الحقيقة ، لقد طرحت على نفسي هذا السؤال مورطا نفسي أولا في متاهة و أنا بعيد كل البعد عن الجواب الشافي و المقنع نظرا لغياب عدة عوامل مناسبة و مساعدة من بينها مثلا هشاشة التقويم بالوضعيات و « الدعم » المخصص للتلاميذ بعد قضاء فترة من التعلم غير الناجح . و الحق يقال ، لا يمثل لي « هذا.. ! المعدل السنوي.. » المبحوث عنه في عالمي الباطن إلا شبحا او ظلا لا يفارقني إلا بعد أن أقوم بعملية « التطهير» بالمعنى الفرويدي للكلمة ، أو بعد الإقرار بمسؤولية ، او إرجاع الحق لذويه و ذلك على قدر الاستطاعة . إن فعل الادماج ليس بالأمر الهين فهو يتطلب قدرات ذهنية مرتفعة ، و خصوبة في المعارف ، و حالات التأهب القصوى ، تظافر الجهود و تبادل الخبرات ، الحزم واليقظة ، استخدام أدوات وسائل و برامج و تقنيات غير متوفرة تقريبا لحد الآن . فعن أي معدل نتحدث عنه بعد هذا الذي قيل و بعدما " أفرعنا " التعليم من جوهره و أعدمنا الكفايات حتى صارت و نحن مكرهون مثل بقية التمارين الاخرى و حصص المراجعة و الوقت المتبقى .. الخ ؟ فكيف يمكن للمتسابق أن « يتوج » في حلبة السباق و هو لا يمتلك قدمين ؟ او حافي القدمين على الأقل؟ و هل نسبة 40 % من الموارد – في أي مستوى من المستويات - تكفي لمجابهة قطعة في الإملاء ؟ أو كتابة « رسالة » حجاجية او احتجاجية كيفما اتقف ؟ او حتى صياغة جملة واحدة او جملتين للتعبير عن الحاجيات ؟ فلنجرب ..
على أي حال و مهما كان الأمر ، نريد ان نحسب المعدل السنوي لهذا التلميذ المرتب في ( فئة ب -2 ) و هو لا يتوفر على معدل الكفايات .. غير أنه قد حاصل على معدلات جيدة نسبيا في الموارد . فهل سيتمكن من الحصول على المعدل ؟ نتمنى ذلك ..
1) – تصنيف في فئة ( ب – 2 ) :
المستوى الخامس ( مثال ) / الموارد :
- معدل المرحلة 1 : 4 على 10 . ( المعامل في 2 = 8 )
- معدل المرحلة 2 : 5 على 10 . ( المعامل في 3 = 15 )
- معدل المرحلة 3 : 6 على 10 . ( المعامل في 3 = 18 )
- معدل المرحلة 4 : 7 على 10 . ( المعامل في 4 = 28 )
المستوى الخامس ( مثال ) / الكفايات :
* معدل المرحلة 3 : 4 على 10 . ( المعامل في 4 = 16 )
* معدل المرحلة 4 : 4 على 10 . ( المعامل في 6 = 24 )
الطريقة الاولى : [ معدل الموارد مقسوم على 12 .]
( 8 + 15 + 18 + 28 = 69 على 12 = 5,75 ) . الوزن ( 40 في المائة ) : 5,75 في 40 = 230
معدل الكفايات :
( 16 + 24 = 40 على 10 = 4 ) . الوزن ( 60 في المائة ) / 4 في 60 = 240
المعدل العام :
230 + 240 = 470 . على 100 = 4,7 او 4,8 ( خارج التصنيف ! )
الطريقة الثانية ( المرغوبة ..! )
الموارد : ( 8 + 15 + 18 + 28 = 69 ) . الوزن في 40 في المائة : 69 في 40 = 2760
الكفايات : ( 16 + 24 = 40 ) . الوزن في 60 في المائة : 40 في 60 = 2400
المعدل العام :
2760 + 2400 = 5160 على 100 = 51,60 على 10 = 5,1 (مصنف في : فئة ب – 2 )
ملاحظة : الفرق بين المعدلين واضح : 5,1 - 4,7 = 0,4 ( تقريبا نصف نقطة ..) تقريبا هذا شيء لا يذكر من حيث الأهمية البيداغوجية و الأهداف المتوخاة أن يكون التلميذ مصنفا او غير مصنف بسبب نصف نقطة .. !! و بالأخص عندما تغيب الاجراءات الضرورية و الوقائية التي ينبغي اتخاذها فورا لفائدة هؤلاء المستضعفين .. في الارض .
11 فبراير 2012
مبشور محمد