ملتقى السماعلة
مرحبا بك بيننا زائرنا الكريم، تفضل بالانضمام الينا
https://smaala.forumactif.com/


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى السماعلة
مرحبا بك بيننا زائرنا الكريم، تفضل بالانضمام الينا
https://smaala.forumactif.com/
ملتقى السماعلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ننهي إلى علم الجميع أن الإشهار خارج عن سيطرة الإدارة
اسالكم الله أن تدعوا بالنصر لأهلنا في غزة

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

منبــر لمــن لا منبــر لــه . عنوان الحلقة : ورقـــة .. في مهــب الريــــح .

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

مبشور

مبشور
كبير مشرفي القسم التربوي
كبير مشرفي القسم التربوي

ورقــة في مهـب .. الريــح


إنني لأجد نفسي في عز هذا الشهر المبارك حرا و عطشا عاجزا تماما عن قول أي شيء عن التعليم و التعلم و ما آلت إليه الامور أولا و ثانيا في ظل شعار ينادي بالتغيير و تنزيل مقتضيات الميثاق و الدستور . فلم نعد في الحقيقة نعرف ماذا جرى بعد الذي كنا نصدقه و نعمل سويا على إنجازه فرادى و جماعات من ذي قبل رغم الظروف الصعبة و المشاكل المتتالية . و اليوم ، لقد طال الانتظار ، و توجس القوم خيفة من مستجدات الأحداث السياسية الجديدة في بلادنا بحثا عن مخرج يعيد للفلسفة التربوية وللمؤسسة معا هيبتها و وقارها ، نجاعتها و مصداقيتها . ليس بودي الآن و لا أنا قادر فعل ذلك سوى اللهم القيام ، هنا و الآن ، بترتيب بيتي الذي أعمل فيه قدر الامكان و حسب القناعات و المعطيات التي أمتلكها .

فلا يهم إن ضاعت البيداغوجية .. او ما شابه ذلك . لكل واحد منا بيداغوجيته ، يمتلك أسلوبه في التعامل مع الحقائق و الوقائع المفروضة عليه من كل الجهات . كل واحد منا يتخندق في معتركه يناشد السلم الاجتماعي و تحقيق المصلحة العليا للبلاد و تأدية الرسالة النبيلة الملقاة على عاتقه . و إن في نظري ، لهذا هو أسمى و أنبل هدف من جميع الأهداف الاخرى المتبقية و التي ما تحقق منها إلا جزء ضئيل . حقا لقد كنا نطمح إلى تحقيق أكثر من هذا جرأة و إقداما لتدليل الصعاب و قهر الحواجز و تقوية المناعة للجسم التربوي المنهوك . لكن شاءت الاقدار أن تشق ربما طرقا أخرى جريا وراء مصلحة آنية و درء مفسدة مبيتة .. و من يدريك لعل الساعة آتية ! و هناك من الاخبار السارة و غير السارة التي لم نسمعها بعد وكذا الأدوار و المناصب الجديدة التي لم تر النور وخاصة مع مجيئ معالي الوزير الجديد و تصريحاته المخيفة و المضحكة في فنون « المغامرة » في هذا القطاع بالذات و القطع مع زبانية « المال العام » و التلاعب بمصير و مستقبل أولاد المغاربة على حد قوله . إن السياسة هي فن الممكن . ترى هل يمكن للسياسة أن تصلح ما أفسده الدهر ؟ و هل من الحكمة و السياسة إيقاف ؟ مسلسل إصلاح منظومة التربية و التكوين بعد مضي أكثر من عشر سنوات فقط تحقق من خلالها بعض من التراكمات اليسيرة و بعض من الاستحقاقات المتواضعة على كل حال لكنها تظل مع ذلك مطلبا ملحا و أمرا ضروريا كأرضية للانطلاق و الخوض في « مغامرة » أخرى جديدة و ليس القطع مع « تجربة » سابقة مهما كانت الحجج والتبريرات المقدمة .

لما خرج الفتية عندنا إلى الشارع و هم ينادون بإسقاط « الفساد » تيمنا بإخوانهم العرب الآخرين بإسقاط « الحكومات » ، فإنه لم يتبادر قط إلى ذهننا أن رئيس حكومتنا الحالية ( أمد الله في عمره ) سوف يعلن جهارا في الجزيرة قوله : « عفا الله عما سلف » . الأمر الذي أثار حفيظة بعض الشباب الثائرين خاصة و المتتبعين للشأن المغربي عامة . من المؤكد أن « الغش » في الامتحانات هو من جنس الفساد . و كم كنا نتمنى أن يقطع دابر الغش أولا من جذوره الأولى هنا عندنا في التعليم الابتدائي حيث إنك لتجد أقرب الناس إليك في الادارة يشجعون على الغش أو لا ينهون عنه . و يحدث هذا رغم أنفك و يقال لك : أخوك مكره و لا بطل . تالله كيف ندفع بهؤلاء التلاميذ الصغار الضعاف إلى الهلاك المحقق و الانقطاع المبكر عن التعليم و نحن ندعي الاستقامة و النهج القويم ؟ ألم يكن من الأجدر لنا البحث و التفكير عن « تدخلات» مناسبة و معقولة في المكان و الزمان الضرورين لتلافي مثل هذا الهدر الذي لا يقره لا قانون و لا شريعة في الأرض و هو مع ذلك أمر يسهل تنفيده ؟ لماذا نخفي إذن رؤوسنا هكذا في الرمل كما تفعله النعامة .. لنخرجه مكرهين في النهاية و قد ساهمنا في تكريس التخلف على مدار السنين ..

إن مسألة ما هو إدراي صرف من جهة ، و ما هو بيداغوجي تام من جهة أخرى يعد أحد الأسباب الحقيقية لهذا الشرخ القائم في بنيان المؤسسة التربوية . قد تتعقد و تصطدم المصالح فيما بينها و تنشأ الازمات بين مؤيد و معارض ، بين من بيده الحل و العقد و بين من يمتلك أسباب و مسببات التنزيل و التفعيل لمقتضيات التعليم و التعلم . و لعل « مشروع المؤسسة » خير دليل على ذلك ، حيث أن مضمون المشروع يشكل نسبة كبيرة من الاجراءات التقنية و الادارية خالية من روح « المشاركة » الجماعية و البناءة لرجال التعليم ، أي كل ما له علاقة مباشرة او غير مباشرة بهموم و مشاكل الدراسة و التحصيل : مستوى التلاميذ الفعلي ، برامج الدعم و التصحيح ، المراقبة و التقويم ،الخ . و الحق يقال ، عندما تغيب البيداغوجية ، أية بيداغوجية ، فإن « الادارة » تكشر عن أنيابها و تكشف عن ضعفها المعرفي الكبير في هذا المجال الحساس و الخطير ، لذلك فهي لا تود فتح أي نقاش مثمر و بناء و مسؤول في هذا الباب . كما أن ما يسمى بـ « المجالس » التعليمية المتعددة و المشار إليها في العديد من المذكرات و الدوريات و الوثائق لا تقوم بدورها ما عدا في الخطابات و الحفلات : هذا حق بيداغوجي تم تصريفه إداريا لأنه مخيف ومثير للقلاقل و الفوضى حسب ظن أهل زمن التدبير البائد . لا يمكن أن يخطئ المشرع المدرسي حينما نادى كم من مرة بتفعيل هذه « المجالس » لأنه يعتبرها الحجر الأساس لكل « ديمقراطية » تربوية حقة تتغيا مصلحة التلميذ و هي فوق كل اعتبار. ماذا نقول عن هذه المجالس : أرض بوار ؟ مشروع غير مربح ؟ أم كما قيل بعد حين : ( عفا الله عما سلف ) : كيف ؟

بعد هذا و ذاك ، لقد كنا في السنوات الماضية نلقي باللائمة على بيداغوجية « الاهداف » التي أصابتنا بالضجر و السأم و بالتحجر و التقوقع أحيانا و نحن نلهث بلا وعي وراء استكمال آخر ورقة من المقرر الدراسي لكي نطويه طيا لكأنما نحن في استباق مع الزمن . إنما الذي كان يغيب في العملية التربوية في الحقيقة هو العمق الاستراتيجي للعملية برمتها ، نوع من الاستيلاب الفكري حسب التعبير الماركسي أو فقدان ما يصطلح عليه بـ « معنى التعلمات ». و هذا صحيح في جزء منه وارد جدا يشعر به كل من اشتغل وفق هذه البيداغوجية في بداية الثمانينات . كان التلاميذ يتقنون تمام الاتقان جميع « التمارين » المقدمة إليهم بدون مشقة او تريث . كانوا ينجزون أدق التفاصيل و كان يغيب عنهم « المهم .. » أي القصد ؟! مثلا في اللغة العربية ، تظل مادة « الانشاء » مادة مستعصية على الجميع إلا من أتى « قدرة » أو خبر شيئا من أهله و كان مؤهلا و يحمل من محيطه السوسيو ثقافي المتميز ثقافة النخبة . نفس الشيء في مادة « الحساب » ، حيث من الصعب « حل المسائل » بكل جدارة و استحقاق . لا أحد منا ينكر هذه الحقائق ، ثم إذا حضرت « المفاجأة » او الطامة الكبرى فهذا مرده لروح « خبيثة » لم تنجز الوعد و كان « غشا » في الخفاء و حتما مقضيا . و لعمري كل من شارك في تصحيح اوراق الامتحانات يشعر بمعنوياته تهتز اشد الاهتزاز لما يراه من ضعف في المستوى لا يشهده مثيل ، وبالأخص حينما تتشابه الاجوبة عند الجميع بلا منازع .

هذه قضيتنا / أطروحتنا الاولى في مسيرة التعليم بعد الخطوات الكبرى à grands pas في الثمانينات ؛ و قبل الخطوات ، أتى بوكماخ الذي ولى زمانه و ظلت أبجدياته المصورة لحد الساعة عالقة في أذهاننا و ماثلة بين أيدنا تارة تسحرنا و تارة تجذبنا نحو الماضي البعيد . إن بيداغوجية الأهداف ليست كلها سلبية و ضد طبيعة مسار التعلم : بإمكاننا تعويض كلمة « هدف » بالتعليم « الهادف » كما فعل من قبل الاستاذ محمد الدريج في محاولة منه لاستباق الأحداث ( الجيل الثاني من الأهداف ) الذي لم يكن عضوا مشاركا في بلورة ميثاق التربية و التكوين. لقد كان لديه تصور واضح و محدد لمفهوم « الكفاية » قبل صدور الكتاب الأبيض المملوء بالأخطاء الاستراتيجية القاتلة : تعريفات مبهمة و فضفاضة لا تستند إلى أية قاعدة علمية معترف بها . فمفهوم « أسيسة الكفايات » مثلا كان غائبا منذ البداية مما جعل ميثاق التربية و التكوين يترنح و يتخبط في التيه منذ سبع سنين تقريبا حتى جاء برنامج « الاستعجال » لانقاده . و هل « فشل » برنامج الاستعجال في محاولة إنقاد ما يمكن إنقاده ؟ نعم الحديث عن الفشل ، هنا ، هو فشل « سياسي » . و الأطروحة ما زالت تبحث عن نقيضها بالمعنى الديالكتيكي للكلمة .

تلقينا الامرين نحن معشر المعلمين و المعلمات حينما طلب منا – تجازوا – تطبيق « نهج » جديد في كيفية تصريف تعلمات التلاميذ وفق أحدث البيداغوجيات . لم نكن أنذاك قد استوعبنا جيدا الظرفية و لا الرهان لهذا العمل الجبار . من جهة ، تم السكوت عن أهم نقطة محورية في التكوين ألا و هي مدى ارتباط مفهوم « الكفاية » بـ « الادماج » . و هل كل « إدماج » كيفما حل و ارتحل يؤدي حتما إلى تحقيق الكفاية ؟ مثل هذه الأسئلة التنظيرية ما كان لها أن تثار أثناء فترة التكوين الذي كان يشق طريقه بالسيف كالمحارب . جملة من التعليمات هنا و هناك و الويل لمن سولت له نفسه تجاوز الحدود المعرفية او الخطوط الحمراء حسب مكتب التعليمات . و باختصار شديد ، لقد تم إفراغ التكوين – و أي تكوين ؟؟ – من أهم ما فيه و اكتفى رجال و نساء التعليم ببعض الجداول و الترسيمات على الحائط و إلتقاط بعض الصور التذكارية .

و الامر الآخر الاكثر شدة حدث و لا يزال يحدث الآن مع الأسف الشديد : صعوبة الملاءمة بل استحالة التوفيق بين منظور الادماج كإطار ميتودولوجي جذاب و متطور من جانب ، و المادة التعلمية التي لم يطرأ عليها أي تغيير او مراجعة من جانب آخر . ثمة هناك سوء نية وفهم أو تأويل بين الديداكتيك و الوضعيات الادماجية النهائية ؛ علما أن هذه الأخيرة تعد بمثابة « التتويج » لمسار التلميذ في آخر السنة . و في هذا الباب ، لا أحد منا نسي ما حملته « مذكرات » التقويم من مصاعب و أزمات و نذير شؤم على التعليم كله . فكان لزاما علينا تصحيح الوضع قبل فوات الآوان . فإما نلتزم بمفهوم استمرارية الدولة و نطبق شعار التغيير الذي تبنته وزارة التربية منذ انطلاق عملية الاصلاح : « النجاح للجميع » . ما معنى النجاح للجميع ؟! هذا الزائر الجديد قد يبدو غير مرحب به لاول وهلة لأنه لا يتماشى و منطق قضيتنا التعليمية على مدار السنين و التقاليد المتبعة منذ ظهور المدرسة المغربية على أقل تقدير . لا بد من توضيح الامر لكل من ساهم و يساهم في استقبال هؤلاء التلاميذ الناجحين بلا معدل لكن تحت قيود .. و إلا ستحل « الكارثة » . و هذا بالضبط ما وقع في جل المدارس بجميع مستوياتها و أسلاكها . فهل من مذكر ؟!

و في المقابل ، في حالة عدم الاخذ بهذا المعنى أي النجاح لكل التلاميذ دون إبقاء أي أحد كما يتبادر عكس ذلك إلى ذهن بعض المديرين ( مبدأ الاستحقاق .. أو الاستحياء ) ، أي الرجوع مرة أخرى لمبدأ « الكوطا » او الخريطة المدرسية « اللعينة » او « البنية » ؛ فإننا جميعا نؤكد على متابعة نهجنا غير السوي في إلحاق الضرر لعدد مهم من التلاميذ غير القادرين على متابعة دراستهم آجلا او عاجلا . فكلنا متفقون على هذه النتيجة النهائية بلا حرج ؟ فهل سنظل نعاود التجربة تلو التجربة .. هذه هي « المغامرة » التي تحدث عنها السيد الوزير ..و من معه.. مع كامل الاحترامات .

لا أعتقد أن مفهوم « الكفاية » la compétence سينقطع يوما عن دائرة الاحداث و المستجدات في عالم التربية و ما سوى ذلك . إنه مفهوم ملتبس و قوي جدا و متجذر في الكائن و في ما وراء الكائن . يتحدى جميع الاجزاء و التفاصيل الدقيقة ليصب في بوتقة التوحد الأكبر الذي هو « النسق » مصحوبا في ذلك بميكانيزمات : التطور ، و الانسجام ، والاكتمالية ، والارتهان ، و الاستقطاب ، و الحدس ، و الاشراق ، و الخبرة اليومية ، و التمرن ، الخ . مفهوم مثل هذا لا يمكنه حصريا التعايش في القسم مع « القلم / الورقة » كما وضح ذلك فيليب برينو في كتاباته مرارا و تكرارا . لا يكفي اجترار التعلم و اللعب به أو العمل على غلق المنافد في أحسن الحالات . إذن ، لا بد من حضور بعد ثان ذي أهمية قصوى يكون « الوضعية » التي سوف تخدم أغراض الكفاية و تحقق « قيمة مضافة » : أهداف بيداغوجية و تربوية و معايير محددة و معروفة . و الحال ، بما أن الكفاية لا تقترن – عندنا – بفلسفة المشروع و السيناريوهات و لعب الادوار كابتغاء المناهج الحديثة الباهضة والمكلفة في الثمن و الوقت ، فإن تصريف أي وضعية بالشكل غير المطلوب أي على مستوى « التصور و الاحتمال » يتطلب من المدرسات و المدرسين عملا سيكولوجيا جبارا و فوق العادة ( جونارييت / كندا ) . أما فيما يخص المعايير و هي ثلاثة معايير : الانتباه ، و التطبيق ، و عدم التناقض . كان الاولى التعامل معها وفق مفهوم « الأسلاك » الذي هو مفهوم مستحدث نادى به الميثاق . نخصص سنتين لكل معيار على حدة مع تحديد « دفتر التحملات » و المراقبة و التتبع و التغيير في المناصب حسب الضرورة . إن معيار الانتباه ، مثلا ، يتناسب جيدا مع تلاميذ القسم 1 و 2 ؛ في حين تم استبعاد معيار عدم التناقض من القسم 4 . هل تم استخراج المغزى من هذا الحصر؟ في الحقيقة ، فهو إن دل هذا على شيء فإنما يدل على وجوب أهمية التخطيط الاسترتيجي و المحكم لجميع مكونات العملية التعليمية / التعلمية و التشاور و المشاورة مع من يهمهم الامر و في مقدمتهم نساء و رجال التعليم – بلا فخر – المناضلين الأوفياء الذين لهم كلمتهم على أرض الميدان .

فاما الادماج Intégration ، فإنه لم يأت في الحقيقة إلا ليحل مشكلة شخصية يعاني منها التلميذ و المعلم على حد سواء و ليجعل أي الادماج من التفاصيل « نقطة واحدة » ، و من الجسم المتهالك « كيان » واحد حر ينبض بالحياة المبدعة و الخلاقة ، و من ضيق في الأفق سعة كبيرة في المتعة و النشاط و من التلقي و التنفيد الأعمى روح المبادرة و السعي الجاد لارتياد الآفاق والمجهول . فهل نجح الادماج عندنا و هو في عنفوان شبابه بهذه الكيفية المرجوة ؟ في جميع المشاريع الكبرى لا نستطيع الحكم على هذه « التجربة / المغامرة » و ننعتها بالفشل و هي في بداياتها الجنينية نظرا لانعدام مقومات البحث العلمي و الموضوعية و النقص الحاصل في تقصي الحقائق على أرض الواقع . ثم ماذا يعني النطق بالحكم حول « فعالية » الادماج كأسلوب تقني متميز و الكل يعلم أن « البرامج و المقررات » الدراسية لم تعرف أية مراجعة او تغيير تكون بمثابة السند و الحجة الدامغة لأي حكم آت يؤكد مصداقية الادماج أو يلغيه . أليس « الفساد » أولا يكمن في محاربة مثل هذه « الاحكام الفاسدة » تحت أية ذريعة . و الهدم ليس كالبناء .

طبعا ، هناك بعض المآخذ من حيث التخطيط لمراحل الادماج لا يمكن قبولها إلا بالقوة و الحجة و سداد الرأي – و هذه الأشياء غائبة مع الآسف – لا يمكن ان نترك المعلم (ة) يفعل ما يشاء بيداغوجيا و ديداكتيكيا مدة ستة أسابيع كلها ، ثم نقدفه قدفا هكذا في بركان الدمج ، بل في « تعليم الادماج » و تقويمه ..!؟ على سبيل المثال لا الحصر : التدبير الامثل للفضاء والعمل بواسطة المجموعات ينجم عنه مشاكل لوجيستيكية حقيقية بسبب الاكتظاظ و التناوب على القسم ، التقويم الذاتي الذي يعتبر أحد الأهداف النبيلة والمهمة في عملية الادماج لا يتحقق في بعض دقائق ، إرجاء إنجاز التعلميات الواردة في دفتر الوضعيات إلى الغد لا يخدم المصلحة أبدا إذ يشجع التلاميذ على الاتكالية و الغش ، بيداغوجية التلقين و التشحين لا يمكنها ان تجد ذاتها و تقطف الثمار المرجوة وخاصة أن الادماج إنما يقتضي في الأصل او ينبني أساسا على بيداغوجية متفتحة ، بنائية و سوسيوبنائية . ثم لا بد من تظافر الجهود : التحكم المطلق في منهجية التدريس و توحيدها ، التصحيح الآني للمسار و التدخلات المناسبة ، بناء قنوات التواصل لتمرير نتائج التجربة و المصادقة عليها ، الخ .

و على الرغم من كل هذه الثغرات المرصودة لا في منهجية تصريف الادماج ككل – ( بين الوضعية الديداكتيكية و الوضعية الادماجية هناك بون شاسع يجب ملؤه – كذلك تضارب بين مكونات الكفاية / شفوي و كتابي – أهمية تعليم الادماج / و تقويم الادماج ) – ولا فيما يخص الافتقار إلى برنامج دراسي صحيح يليق بآداب الادماج و مسوغاته ؛ فإنني أقف و أعترف أمام من ( حضر ) أثناء حصة في الادماج في العربية أن التلاميذ كانوا مع ذلك يحبون هذا النوع من التعلم الجديد بصورة لا تكاد تصدق . اما في باقي المواد الأخرى ، فالصورة لا ترقى أبدا إلى المستوى المطلوب و ذلك للأسباب السالفة الذكر . لا أريد من هذا الكشف الوجيز تقديم تحليل واف لمجريات الادماج و تشعباته المخيفة و شطحاته المغرية و صعوباته الظاهرة للعيان ، و إنما لا بد من القول أن المهم من كل هذا هو « بناء الكفايات ». هذا يعني المراوحة الدائمة و المستمرة بلا انفطاع بين « الجزء » الذي هو الدرس لا يغني و لا يسمن من جوع ، وبين « الكل » الذي يشكل الخلفية الايديولوجية و التاريخية و العلمية للمادة المدروسة . هذا يعني أيضا إقامة نوع من « الجدل » القوي و البناء بين الديداكتيك و الحداثة البيداغوجية . هذه نقطة أخيرة تهم الممارس و الممارسة على وجه التحديد ، أما الباقون فلهم الارادة « السياسية » الحقيقية في حال ثبوتها و تصديقها بالعمل الجاد و المتواصل . و الله الموفق و السلام .






ملاحظة : مع تحياتي الخالصة – عيد مبارك سعيد – لكل أعضاء منتدى السماعلة . لكل المشاركات و المشاركين . إلى اللقاء في ساعة مباركة .



عدل سابقا من قبل مبشور في 4/11/2012, 13:26 عدل 2 مرات (السبب : تصويبات)

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى