ملتقى السماعلة
مرحبا بك بيننا زائرنا الكريم، تفضل بالانضمام الينا
https://smaala.forumactif.com/


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى السماعلة
مرحبا بك بيننا زائرنا الكريم، تفضل بالانضمام الينا
https://smaala.forumactif.com/
ملتقى السماعلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ننهي إلى علم الجميع أن الإشهار خارج عن سيطرة الإدارة
اسالكم الله أن تدعوا بالنصر لأهلنا في غزة

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

"الفارقية ممكنة .. و قد تجلب الكثير" لفيليب ميريو الجزء 2 . مبشور

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

مبشور

مبشور
كبير مشرفي القسم التربوي
كبير مشرفي القسم التربوي

) – الفارقية المعدلة : ماهي المرتكزات ؟
الأسس العلمية .
إن من خلال هذه الرؤية التي أود منها توضيح النقطة الثالثة ، أي الفارقية المعدلة ، و شرح أن هذه الفارقية المعدلة لا تكمن في إلصاق الأوصاف و النعوت بالتلاميذ فحسب و افتراض معرفة قبلية شاملة و تامة تجيز ادعاء الفارقية ، و إنما هي محاولة القيام بشيء مع هؤلاء التلاميذ . أساس هذه الفارقية المعدلة تنبني على عدد مهم من الأعمال إن على المستوى العملي أو على المستوى البيداغوجي . سأنتقل بسرعة و من ثمة لا أريد إمطاركم بالمعطيات و خاصة أني أطلب منكم السماح بالدخول في القضايا الأكثر صلابة في اسرع وقت ممكن . لكن من الممكن ان يكون هذا الأمر ممتعا حينما ندرك بوجود أناس قد اشتغلوا و وبينوا أمورا . نعود بعجالة لكلمة قانون أصبي La loi d’Ashby : « عندما يكون جزء من نظام غير متجانس مع النظام الذي أود تعديله ، فإنه لا يعدل سوى الجزء من النظام المتجانس مع نفسه ».
لنفترض مدرسة ، أو قسما ، و ليكن منظومة un système . يوجد في النظام « جزء من نظام معدل » . الجزء / النظام المعدل في القسم يكون هو المدرس . في المدرسة هو هيئة التدريس . لديكم في كل مرة جزء من نظام معدل و في الخلية – لا أتحدث عن الخلية السياسية – لكن الامر يتعلق بالخلية البيولوجية ؛ يوجد جزء من النظام الذي ينظم و يقود الخلية .
« عندما يكون جزء من النظام غير المتجانس مع النظام الذي يريد تعديله فإنه لا يعدل سوى جزء من النظام المتجانس مع نفسه . أرأيتم الآن ما معنى هذا الكلام . هذا القانون – كلمة قانون إضافة إلى ذلك ربما مصابة بإفراط بعض الشيء ، من الأحسن التحدث عن مبدإ أصبي principe d’Ashby – و سمي كذلك بمبدأ الاختلاف اللازم . و نجده متحققا دوما في القسم ، في مؤسسة مدرسية ، في كل مجتمع ؛ كما أنه يتحقق في تدبير المنظمات ، في الوظائف البيولوجية أو الفيزيائية . فيما يخص أهمية الفارقية سترون التضمينات و النتائج المرتبة عن ذلك .
عندما يكون جزء من نظام معدل – أنا كمدرس – لست مختلفا و متغايرا أو متباينا بالقدر الكافي في طريقة عملي إزاء النظام الذي أود تعديله وهم جماعة تلامذتي ، فإنني لا أعدل غير الجزء المنتمي للنظام أي جزء المنظومة المتجانسة معي . الأمر يعني ببداهة أنني لا أشتغل سوى مع التلاميذ الذين يشبهونني و الذين هم مثلي . ستقولون لي إذا هذه تخطيطات معقدة تريد قول أشياء بسيطة . و مع ذلك من حين إلى آخر من الأفضل أن ندرك ان ما نقوم به حدسيا يشبه الحقيقة العلمية و ان الأمر تم الاشتغال عليه بالمناقشة و الدراسة من طرف علماء موهوبين .
بإمكاننا الاشارة إلى أسس علمية أخرى مماثلة . يمكننا ان نوضح عن طريق العلماء البيولوجيين بالخصوص إلى أي مدى نعتبر نمو الشخصية نموا حافلا بالإمكانات و الترابطات العصبية ؛ و هذه الإمكانات او الطاقات اللامتناهية لا تستقر إلا بالتدريج . فالشخصية ذاتها لا تبنى إلا بالاستقرار التدريجي أثناء تعلماتها . من الممكن توضيح أن هذه الاستقرارية هي لولبية spiralaire و أننا نتعلم و نكتسب شيئا ما في كل مرة ، مما يعطينا نقطة ارتكاز لكسب أشياء إضافية جديدة . و في هذا المعنى ، ليس ما هو أقبح من سجن الذات بداخل تعريف لها ، أن تصبح الذات محكومة بالتكرارية و بالنسخ بصورة ما .
بإمكاننا أيضا التذكير بالأعمال الأكثر قربا منا في المجال التربوي أي ما نسميه بالصراع المعرفي le conflit socio-cognitif ، أعمال آن – نيلي بيرت كليرمون و كل هؤلاء المنتمين للمدرسة النيو – بياجيتية في السيكولوجيا الاجتماعية المعرفية . تشير معظم هذه الأعمال إلى أن الأفراد يبنون ذواتهم من خلال تفاعلاتهم و يكبرون فيما بينهم بشكل مختلف . من الممكن تفسير مفهوم استراتيجية التعلم . لقد عملنا خاصة مع الرفاق الليونيين Lyon حول هذا المفهوم ( انظر الشكل 3.1 أسفله ) . إنه مفهوم معقد بعض الشيء حسب الطريقة المستخدمة لكن ، بالرغم من ذلك ، فهو يسمح لنا بفهم الأمور التي نعيشها يوميا في القسم . استراتيجية التعلم la stratégie d’appretissage هو ذلك الشيء الذي يستخدمه الفرد لكي يفهم و يمتلك أمرا ما . إن استراتيجية التعلم ليست مستقرة تماما ، إنها تتطور على الدوام لأن ما يميزها بالضبط هو لما يتعلم الفرد فإنه يثري كل ما يمتلكه و من ثم فهو ينمي و يطور استراتيجيته .
النمودج المستعمل ، الذي ليس إلا نمودجا من بين نمادج أخرى – يستخدم عدة أنواع من المفاهيم ، يشير إلى أن الفرد قد حصل لديه بسرعة الاستقرار بالنظر للعناصر المكونة لشخصيته الدائمة أي تلك التي ندعوها بالتبعية و بالاستقلالية نسبة للحقل . إن هذه المفاهيم شييخة بعض الشيء اليوم ، لكنها تظل مهمة أكثر و تسمح لنا بتصور العلاقة المتبناة من طرف الفرد إزاء محيطه . أعتقد أن الجميع بدأ يستأنس لهذه التصورات الخاصة بالتبعية و بالاستقلالية بالنظر إلى الحقل ، المقصود هنا هو التجارب القديمة – و تنكين بأمريكا بعد عشرات السنين – التي تظل مع ذلك سارية المفعول دائما . بالفعل إحالة إلى التجارب اليومية ، يكون بعض منا في راحة تامة لكي يشتغل داخل مقهى مملوءة بالصخب و الضجيج و السبب في ذلك بشكل ما هو أن عدوان المحيط يجيز له التركيز الأفضل و تشغيل الذكاء . بينما يحتاج بعض الناس لوسط منظم و منتظم بالكامل بحيث يتم الاستحكام في كل دقائق الأمور بغية تحقيق أنشطتهم الخاصة . نقول أن بعض الأفراد هم في استقلالية عن الحقل أي بمعنى لديهم القدرة على التكيف في أية وضعية تقريبا حسب طرق خاصة بسبب استدخالهم قوانين اللعب ؛ يوجد لديهم نوعا من الذاكرة للوضعيات العملية المستقلة عن الوضعيات الملموسة التي يحيون بداخلها . على سبيل المثال ، الافراد المستقلون عن الحقل ، يعد الأمر غير ذي أهمية كبيرة فيما إذا تم استبدال معلم او معلمة ، أو كون القسم مزين أو لا و المكتب مرتب أم غير مرتب . بالمقابل ، هناك أفراد تابعين للحقل هم الذين يعجزون عن العمل إلا بداخل شروط مستقرة نسبيا و مسترجعة و مفسرة من جانبهم . كنا نظن منذ فترة بعيدة أنهم ليسوا أقل استقلالية . يعملون بشكل مختلف و مغاير فقط . خذ مثلا حالة تلميذ يريد اجتياز امتحان : هذا الشخص المتحرر من الحقل يعتبر « مستقلا » . يتقدم إذن أمام أول مسؤول في الشفوي و يتسلم موضوعه . يردد التلميذ المستقل من الحقل كل ما عرفه و فهمه بعد تهييء العرض . و أثناء هذا الوقت هنا ، يقرأ الأستاذ المسؤول جريدته . كونه مستقلا من الحقل ( أي التلميذ ) لن يكون أبدا عرضة للتشويش . باستطاعته معاودة إنتاجه و ما أعده دونما اختلال او عرقلة . ثم بعد ذلك ، ينتقل إلى الاستاذ الثاني الذي يقدم له موضوعا آخر . و يبدأ في عرضه لكن هنا يلوح الأستاذ الثاني بيده و بإشارات يائسة معلنا إياه أنه قد ابتعد تماما عن الموضوع . بما أنه مستقل من الحقل ، فماذا بوسعه أن يفعل ؟ لقد تابع موضوعه ... إذن كل ما ربحه في استقلاليته ضاع منه في وقت أخذ التغذية الراجعة بعين الحسبان ! بدون شك ، لا يجب أن نفهم من هذه المقولات على أنها فئات بحيث من جانب نعثر على التابعين للحقل ، و من جانب آخر ، المستقلين من الحقل . كلا ، إنما المقصود هو الاستقطاب / القطبية و نحن أكثر أقل تبعية و استقلالا من الحقل . إن أعمال وتكين و هوتو في فرنسا اليوم توضح أننا لسنا مستقرين تقريبا إزاء المحيط ... بين 7 أو 10/ 12 سنة فعلاقتنا بالمحيط عموما قد تم بناؤها و تشكلها تقريبا في هذا السن . هذا لا يعني غياب التغييرات بالمناسبة المتدخلة في الأحداث الأساسية لحياة الفرد الشخصية . لكن هي أحداث ستكون بالضبط استثنائية . و هو كذلك ، يوجد لدينا ما يسميه السيكولوجيون المعرفيون و بالأخص أصحاب الفارقية ، الأسلوب المعرفي le style cognitif الذي يشكل القاعدة الأساس المستقرة عند الشخص و بالمقابل نحرز على استراتيجية التعلم المتوفرة على عناصر أقل استقرارية .

3 .1 . استراتيجيات التعلم
يوجد هنالك ما يسمى بالحمولات العاطفية المتعلقة بالتجارب الماضية « لقد ألمني الأمر في هذه المرة الأخيرة . أديت ثمنا مكلفا . نجحت في حل المسألة في الرياضيات لكن بعد جهد جهيد ، آه.. ليس العرق فقط لكن أضررت بنفسي .. منذ وقت طويل كان لدي إحساس بأنني غبي ، لم أتمكن .. الثمن كان باهضا و كم حز الامر في قلبي » . هناك ثمن عاطفي للعمليات المعرفية و هناك أشياء نؤديها بأثمان عاطفية رخيصة و أشياء اخرى غالية الثمن و تبقى عالقة في ذاكرتنا . هذه الأمور ترتسم و تترك آثارا في تاريخنا . و في كل مرة نجد أنفسنا أمام تمارين و مواد تعلمية ، او أمام مدرسين يذكروننا هنا بهذه الآثار تتداخل هذه الأخيرة و تتلاقى في بناء الاستراتيجية التي نود استخدامها . يوجد أيضا كل ما يتصل بالعلاقات الاجتماعية إزاء المعرفة . منذ فترة بعيدة نعلم أن التلاميذ لا يمتلكون نفس نوع العلاقة الاجتماعية إزاء المعرفة و هذا بسبب إنتمائهم للوسط في حالة ما إذا كان يستعملون فيه لغة واقعية حية كثيرة التدوال أو في وسط حيث الاستعمال المبكر هو للغة المجردة لغة أكثر مفهومية ( أعمال برنشتين ) . لكن منذ ذلك الحين وجدت أعمال أخرى كثيرة – تفسر أن الطفل الذي يأتي إلى المدرسة يمتلك نوعا ما من العلاقة إزاء المعرفة . فالتلميذ المسمى بالتلميذ الجيد هو ذاك التلميذ الذي يدرك أن الأهيمة لا تتحدد في المعرفة و إنما في إظهار خاصة أننا نعرف حينما نجهل كل شيء . إن العلاقة بالنظر إلى المعرفة المتواجدة لدى التلاميذ المنحدرين من الوسط الشعبي هي معرفة أداتية أكثر ، يتفق برنار شو على هذا الأمر و معه السوسولوجيون . سيدرس التلميذ الرياضيات ليس من اجل التميز بجانب الذي يتقن الرياضيات و لكن سيتعلم الرياضيات إذا علم أن الأمر ستكون له أهمية في إيجاد حلول للمشاكل الحقيقة التي تعترض طريقه بكل واقعية . و منذ ذلك الوقت ، و لازمة بورديو سارية المفعول . ندرك تماما ما هو الشيء الذي تفضله المدرسة في الابتداء ، جزء من العلاقات إزاء المعرفة يسميه بورديو « الجحود الاستطيقي للتمدرس » أي هذا الصنف الممنوع الاقتراب منه . هذه السلبية في الجهد و التحصيل للحصول على معجزات الفعل و العمل . هذه الطريقة الواهمة الحالمة بالتفوق و النجاح دونما إبراز حقيقة عملنا حقا و حقيقة . إنه العيش على الاحتياط و الدخيرة لكي نستطيع متبابعة العمل الدراسي في السنة الموالية . الامر الذي يوضح فضلا عن ذلك تساوي النتائج : البنات هن محرومات دوما في التوجيه بسبب افتراض كونهن يعملن أكثر ، لذلك فهن أقل ذكاء . نفترضه و لم أقل هذا حقيقي !
إذن توجد هناك روابط و صلات مع المعرفة . لو أردنا دراسة مشاكل العلاقات أولاد – بنات فلأن الموضوع يحمل أحد الخصائص الأساسية المراد معالجتها . يتحتم علينا مراقبة كيف لعلاقة أولاد – بنات تتطور من وسط اجتماعي إلى وسط آخر . لا يبدو الأمر سهلا . أعمال مهمة و ممتعة في هذا الموضوع قد انجزت توضح أن العلاقة أولاد – بنات لا تمثل نفس النتيجة في أوساط اجتماعية غنية و أخرى أكثر شعبية . هنا تحدث أشياء و تتفاعل فيما بينها و يعتبر هذا جزء من العناصر التي تساهم في بناء العلاقة إزاء المعرفة عند الاشخاص .
و في الأخير ، يوجد العنصر الثالث : العمليات المعرفية المستقرة و المثبتة من جراء التجارب السالفة . هو نوع من الذاكرة العملية التي تجعلك تتذكر أن « عندما نكون في مثل هذه الحالة ، فالأمر قد نجح » . في واقع الأمر ، عندما نجد أنفسنا في مشكل جديد فإننا نطور استراتيجية تضع الكل في اهتزاز و ارتجاج . في محاولة منا الوصول إلى منتهى الصعوبة الموضوعة أمامنا قصد المواجهة . إضافة إلى ذلك ، لا بد من الأخذ المحيط بعين الاعتبار أي جميع الموارد و كل العقبات الموجوة أمامنا . من جانب آخر خاصة باستعمال كلمة استراتيجية فإنني أتحمل المسؤولية كاملة بصدد المفهوم العسكري الحربي للكلمة . أعتقد أن التلميذ و هو يواجه تمرين يشبه الجينرال في ميدان المعركة . إلا أن في عهد نابليون يعني أنه هنا سوف يتساءل أين يتواجد العدو . و هل هو في هذه الجهة – البعيدة أو الجهة القرييبة ، هل يختبئ وراء هذه الربوة ؟ يرسل المبعوثين قصد الاستطلاع . ثم لا بد من معرفة ما هي قوته الحقيقية و على ماذا تستند إمكانياته . هل يمتلك فرسان شداد و هل لديه مدفعية ضعيفة . هل يتسم بالفعالية القصوى حينما يضرب مباغتا أم حينما يضرب رويدا و على مهل ؟ . من اللازم عليه تحديد قوته الخاصة به لكن أيضا لا بد من تكوين فكرة عن قوة عدوه . فالموضوع الذي أنا مثابر عليه ، ذا الواجب في الرياضيات أو التمرين في الفرنسية ما هي خصائصه الحقيقية ؟ من الضروري تقويم قدراتي الخاصة ، تقويم الموضوع و العمل بالشكل الذي يجعلني أنا و الموضوع معا ندخل مع الآخر في علاقة متكافئة . يجب علي أيضا أن أتساءل مثل الجينرال في ميدان المعركة في حالة ما إذا كنت قادرا على تكوين حلف من تلك الربوة ، إذا ما كنت سأستعمل ذاك الجدع في النهر لتسهيل عملية العبور لفائدة جزء من خيالتي . و الحال هذه ، بالنظر للتلميذ سيكون : « هل الوقت هو محدد ام لا ؟ هل باستطاعتي الاطلاع على الوثائق أم لا ؟ » . يجب تدبير كل هذا المحيط و المحيط لن يكون إطلاقا ذاته نظرا لتغيره من حين إلى آخر . في العمق ندرك جيدا مع مفهوم استراتيجية التعلم أن ما يجعل الاستقرارية أمرا حقيقيا و واقعيا هو ليس كونك حرا أم غير حر نسبة إلى الحقل le champ . و إنما هو مقدرتك على العمل بالوعي الأكثر صفاء ممكنا ؛ نتحدث عن التعقل ( الميتا – معرفية ) la métacognition ؛ تلك الصلة و القرابة التي ننشئها و نربيها مع الاشياء التي نشتغل عليها .
سوف تقولون لي : هذا مبهم و مجرد بعض الشيء .. نحن لدينا أطفال من ثلاث سنوات و لا نرى جيدا كيف يمكن العمل بمقتضى هذا الامر . حسنا كلا ، انا أراه جيدا . أرى العمل الخاص بالمدرسات و المدرسين الذين يستقبلون الأطفال من سنتين يعلمونهم كيفية وضع معاطفهم ، و أرى أطفالا من سنتين يضعون معاطفم و هم يجلسون على الأرض و أدرعهم من ورائهم .. و آخرون لا يريدون الجلوس على الأرض لأن هذا سوف يوسخ تنورتهم و سراويلهم . ثم أرى أطفالا يتلقون مساعدة من صديق و آخرون يرفضون مساعدتنا لأن هذا يزعجهم و لأنهم يحبون كثيرا حل المشاكل لوحدهم و سيقعون في فخ معاطفهم غير أنهم يواصلون بوحدهم حتى نهاية التمرين . أرى المدرسات اللواتي يغتنمن الفرصة للعمل مع التلاميذ هنا في هذه الساعة مع هذه الاشياء البسيطة كما هي من اجل إبراز الذكاء و التفكير في هذه المناسبة ، و من اجل أن نجعلها تعبيرا و صياغة لما يقومون به . من أجل جعلها تفسيرا و تبيانا لاستراتيجياتهم . نجعلها فهما و كيف أصبحت حالة التلاميذ و هم يشتغلون : لا نقول لهم : « هذا هو الجواب الصحيح ! » ولكن نقول : « ماذا تفعل ؟ لماذا فعلت هذا ؟ فكر كيف تفعل ؟ ضع نفسك في وضعية تساعدك في تحسين تجربتك ! ما تفعله اليوم فلينفعك غدا و تستخرج منه دروسا و نتائج . لا تجعل نفسك مضطرا دوما لاختراع نفس الشيء ! بالطبع ، ستتغير المشاكل . غدا لن تكون كذلك لأنه استوجب عليك أن تتعلم كيفية ملاءمة استراتيجيتك اتجاه الموضوع او المشكل . استوجب عليك العمل باستمرار في علاقة بينك و بين العالم و هذه العلاقة بينك و بين العالم هي التي تجعلك ذكيا . بخصوص هذه النقطة ، أحكي في بعض الاحيان هذه المذكرة التي تم تدوينها من طرف طالب في كاليدونيا الجديدة حول تعلم صيد السمك حيث يعطي الدليل على أن تعلم صيد السمك هو ، في آن واحد ، تعلم معرفة البئية و مواطن السمك و مواطن لا سمك فيها . هو تعلم معرفة الذات و معرفة فيما إذا سيكون لدينا صبرا أم لا . هل سأستعمل هذه التقنية أو تلك لأنها تتناسب جيدا و احتياجاتنا الظرفية في هذا الوقت بالذات . و أيضا قدرتنا في التعلم عن طريق السمك أي بمعنى نترك ذواتنا تنقاد لمزاج السمك الذي نود اصطياده بغية التكيف وفق السمك وحسب الطريقة المستعملة من اجل إرهاقه و الانقضاض عليه .
إن بناء الاستراتيجيات التعلمية هو دراسة الذات و الموضوع معا في آن واحد . هو دراسة التفاعل بين الذات و الموضوع باستمرار . أعتقد أننا وصلنا إلى هنا إلى أمر بالغ الأهمية يتعلق بنمو و تطوير الذكاء . نضع الأفراد في كل مرة في وضعية تحثهم على التفكير حول استراتيجياتهم التعلمية لكي نجعل منهم أذكياء .. بهذا المعنى جميعنا قبل ان نكون معلمين أو أساتذة أو أساتذة التاريخ ، فنحن أساتذة الذكاء ..أستاذ الذكاء بمعنى أن أي واحد لا يكون لديه كهدف أول ملء الخانات و إتمام البرنامج كله لكن بجعل الناس الذين نتعامل معهم أذكياء . لا توجد أمثلة كثيرة لأناس جعلت منهم المدرسة أغبياء ، لكن مع الآسف هناك من الأمثلة لأناس لم يثيرهم كثيرا وسطهم الاجتماعي او الأسري بما فيه الكفاية و لم يجدوا أيضا الحوافز الضرورية في المدرسة لتنمية ذكائهم .
أعتقد أننا حصلنا هنا على نقطة جوهرية و في غاية من الأهمية : البيداغوجية الفارقية ربما قبل كل شيء و بكل بساطة هي السماح للناس و للتلاميذ و للأشخاص التفكير في الطرق التي يتعلمون بها . لقد سبق لي أن قلت هذا بعد الظهيرة أثناء الاجتماع المصغر المنعقد مع المجموعة التي تسير العمل الذي تبنيتموه : توجد أشياء سهلة للغاية نقوم بها في هذا الباب و التي لا تتطلب أية رخصة من أحد . على سبيل المثال لو قررتم و تستطيعون فعل ذلك هنا بسرعة ، في هذا المساء . ابتداء من الآن في كل مرة تريدون إعطاء تمرين لتلميذ لا تقولوا : « أعطيك التمرين رقم 12 الصفحة 32 » لكن بقولكم : « أمنحكم اختيارا بين التمرين 12 و 13 من الصفحة 32 » ، سوف تخلقون وضعية جديدة تماما ! هذا سيغير كل شيء ! تضعون التلميذ في وضعية القول : « لقد أعطاني تمرينين . عندي اختيار بين الاثنين ، ما هو التمرين الأكثر سهولة ؟ » . و هكذا.. النتيجة نفس ردود الفعل ، طبعا..
« هل تعتقد أن هذا التمرين هو الأكثر سهولة ؟ أنا أعتقد العكس ، من الذي يمتلك الصواب إذن ؟
« هل هذا هو الذي يمثل أكثر سهولة بالنسبة إليك ؟ لماذا ؟
« ما العمل ؟
« آه ! لو عملت وفق هذا الشكل ، سيكون الأمر سهلا .. بالفعل و إذا تصرفت بهذه الطريقة سيكون الأمر صعبا »

نغير تماما العلاقة الموجودة بين المعرفة و القدرة و نصبح فاعلين في تعلمنا الخاص ، و يحدث هذا بالصورة التي لا تلحق أي تغيير ما في نظام المؤسسة ظاهريا . في واقع الأمر ، يظل الاطار كما هو لكن نستدخل فيه فضاءات التعديل و نقتحم اماكن بحيث يستطيع الشخص أن يفكر فيما يصنع أو يعمل أي يتكون لديه الذكاء بصدد ما يقوم به يتبع..



عدل سابقا من قبل مبشور في 14/4/2011, 13:21 عدل 1 مرات (السبب : تغيير العنوان)

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى