ملتقى السماعلة
مرحبا بك بيننا زائرنا الكريم، تفضل بالانضمام الينا
https://smaala.forumactif.com/


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى السماعلة
مرحبا بك بيننا زائرنا الكريم، تفضل بالانضمام الينا
https://smaala.forumactif.com/
ملتقى السماعلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ننهي إلى علم الجميع أن الإشهار خارج عن سيطرة الإدارة
اسالكم الله أن تدعوا بالنصر لأهلنا في غزة

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

التقويم و الكفايات . حوار مع . Philippe Perrenoud

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

مبشور

مبشور
كبير مشرفي القسم التربوي
كبير مشرفي القسم التربوي

التقويم و الكفايات
حوار مع فيليب بيرنو
تقديم ليليان بورتلانص
ترجمة : محمد مبشور


فيليب بيرنو ، سوسيولوجي ، دكتور في علم الاجتماع و الانتروبولوجيا ، أستاذ في جامعة جينيف ، مختص في حقل المناهج ، و الممارسات البيداغوجية و مؤسسات التكوين . يعتبر احد منشطي مختبر الابحاث حول مستجدات التكوين و التربية Life .

سؤال : نسجل أولا أن اهتماماتك بتنمية الكفايات في المدرسة و تقويم الكفايات ليس امرا جديدا . هذا الاهتمام معروف في كيبيك لأن كتاباتك مقرؤوة بشكل موسع و منتشرة في مدارس تكوين المدرسين . بعد مرور سنوات قليلة أشرتم إلى الصلات و الروابط الموجودة بين التقويم التكويني و التعديل القوي للتعلمات . لا بد من توضيح للسياق التربوي الحالي المقدم من طرفكم و الذي حرر مؤخرا و ظهر في مجلة المربي l’éducateur . أشرتم إلى أن البرامج الآن تسير نحو تنمية الكفايات و ليس فقط نحو كسب المعارف . في النص الذي يحمل عنوان « تقويم الكفايات » أقمتم حدودا دقيقة بين تقويم المعارف و تقويم الكفايات . قلتم أن تقويم الكفايات لا يطرح أية مشكلة جديدة . فما هي التباينات التي يمكن إقامتها بين تقويم المعارف و تقويم الكفايات ؟

فيليب بيرينو : كل شيء يتوقف على التحديدات الممنوحة لهذين المفهومين . سيرا على خطى بعض ديداكتيكي المواد التعلمية أمثال جان – بيير اصطولفي من الممكن أن نستغني عن مفهوم الكفاية شريطة أن نحدد المعارف كموارد تستعمل ليس فقط لكي تجيب على أسئلة الامتحان بعيدة عن أي سياق واقعي و طبيعي ، و لكن الهدف منه هو إيجاد حلول للمشاكل و اتخاذ قرارت و قيادة المشاريع ،الخ . أتفق مع هذا الطرح : إذا كانت المدرسة في واقع الأمر تنمي المعارف المستعملة ، و إذا كانت تقوم القدرة la capacité بكل جدية و تعمل على تحويلها ، من باب التعبئة و الاستخدام في الوضعية ؛ على التو يمكن القول أن المدرسين يعرفون جيدا ما معنى تقويم الكفايات . غير أن المشكل المطروح ، كما يقول اصطولفي نفسه في « المدرسة من أجل التعلم » ، هو أن طبيعة المعارف المدرسية « لا هي بالنظرية و لا هي بالتطبيقية » مما يسمح بتقويم هذه المعارف بصورة مستقلة عن حقل استعمالاتها في حل المشاكل الحقيقية و اليومية و اتخاذ القرارات المناسبة . إن التقويم المدرسي المنتشر و المعروف لا يقدم أي توضيح فيما يرجع لقدرة المتعلمين الخاصة في استخدام معارفهم خارج السياق أي في وضعية معقدة . لو تبنت كيبيك برنامجا كفائيا ، فلأن من الممكن تخيل هذا الأمر ينطلق من كون المعارف تظل غير مفهومة و غير مدمجة من قبل التلاميذ مسوغة لهم استخدماتها في الحياة . لو كانت المعارف تمثل أدوات من اجل اتخاذ القرار و التصرف فيما مضى لما كانت هنالك حاجة أو دعوة للاصلاح في المنهاج . ليكن ما كان المعجم المستعمل ، فإن صلب الموضوع او المشكل هو : تعلم استخدام المعارف من أجل البقاء في الحياة .

سؤال : في كتابات سابقة لقد تم التأكيد على أن المدرسة تنتج الفشل و خاصة فيما يرجع لتقويم التعلمات . هل من الممكن أن ننهج التقويم الفردي لتعلمات التلاميذ ؟ و بأي شروط يمكن أن يتم ذلك ؟

فيليب بيرينو : الروائز و وضعيات التقويم على ما يبدو لي داخل نفس مجموعة القسم أو بداخل نفس قاعة الدرس في الجامعة كلها متشابهة . نتائج هذه الروائز أو الاختبارات المعيارية تظل في معظم الأوقات فردية لأن الجميع لا يحصل على نفس النقطة. لا يملك الجميع نفس النتيجة . حسب المنظور الاشهادي في نهاية البرنامج أو في آخر مرحلة ليس هنالك ما يدعو للاستغراب او الدهشة بأن تقاس المكتسبات بشكل متشابه . في المقابل ، من غير اللائق الاكتفاء بوضع التلميذ داخل مقياس و نقارنه مع تلاميذ آخرين عوض جرد معارفه و كفاياته . و هذا أيضا يعتبر قضية مهمة و أساسية حسب المنظور التكويني . الشيء الذي يستوجب معرفة جيدة تخص تعلمات التلاميذ و كيفية تعلمهم و مساعدتهم و الدفع بهم نحو الامام بغية تحسين ظروف التعلم . إن التقويم التكويني على مستوى الفرد يفرض ذاته بكل بساطة حيث أنه يساهم في التشخيص و حل المشكلات . أصناف من البيداغوجية الفارقية تستلزم بالطبع أكثر من التشخيص . تستلزم إذا تدخلا شخصيا من نوع آخر في تنظيم العمل . و كل هذا سواء أكان هدفنا هو المعارف أم الكفايات أو الاثنين معا .


سؤال : رغم ذلك ألا يطرح تقويم الكفايات بعض المشاكل و الصعوبات الخاصة ؟ لقد أشرتم بقوة على أنه يجب على التقويم أن يمر عبر أنشطة القسم الاعتيادية . أعتقد أن هذا الكلام غير مستوعب من طرف المدرسين و المؤطرين العاملين بالقطاع . ما هي الوضعيات التعلمية الواجب استيعابها و تنظيمها من قبل المدرسين في القسم من أجل السماح لهم بتقويم كفايات التلاميذ عبر أنشطتهم الاعتيادية هاته ؟

جواب : أولا لنحاول جميعا تفسير لماذا يجب تقويم الكفايات بواسطة الوضعيات . و أضيف : الوضعيات ذات الاشكالية التي تحتوي على أمر ننجح فيه . بالطبع ، هناك اختبارات تضع التلاميذ في وضعيات و أنواع تقليدية أخرى لأنظمة مصحوبة برهانات النجاح . أتحدث هنا عن وضعيات من نوع مختلف أي تلك التي يكون النجاح فيها يحدث عبر موبلة المعارف و الدرايات المكتسبة لحل مشكلة معقدة . لماذا نربط هذه الفكرة بهذا المفهوم للكفاية ؟ بكل بساطة لأن الكفاية قد استنفذت . فإذا تتبعنا مثلا تصور لوبطرف الذي يساير كثيرا التعاريف الأخرى للكفايات في السيكولوجيا المعرفاتية و سيكولوجيا العمل – نجده يتحدد من عنصرين : من جهة هناك ، الموارد ، والمهارات ، و المعلومات ، والمعارف ، والمواقف ، والقيم ، والموارد المتاحة و الحاضرة بالذاكرة القصيرة الأمد ؛ و من جهة أخرى توجد القدرة ؛ مكتسبة ؛ الاغتراف من معين هذه الموارد في الوقت المناسب و تفعيلها بصورة تآزرية للحصول على كفاية من أجل اتخاذ قرار ملائم وتصرف عادل ،الخ.
من الضروري على المدرسة مقاومة إغراء قوي حينما تريد تقويم الكفايات . فهي تحسن تقويم المهارات ( مثل العمليات الحسابية او اللغوية ) أو تقويم المعارف ؛ و قد تحيد عن الخط و تختزل تقويم الكفاية في مكان الموارد الضرورية لتلك الكفاية تحديدا . كمن يراقب مثلا جميع بهارات أكلة كونها مجتمعة لديه ، يخاطر إذن بأن الوجبة قد تصبح جاهزة . لكن هذا هو المشكل عينه بالذات . إن الكفاية تذهب إلى أبعد نقطة إلى ما وراء الجاهزية التبسيطية للموارد الضرورية . إنها الفن الأكثر أعجوبة ، خيمياء عجيبة Alchimie étrange كما يقول لوبطرف ؛ تحدد ، تجند ، تجمع الموارد المناسبة بمهارة فائقة . لا نعرف كيف يتم هذا التجميع أو التوليف غير أن القصد منه هو ليس التطبيق لإجراء أو لمنهجية بأي حال من الأحوال . إن موبلة المعارف تتطلب عمليات عقلية معقدة أكثر ، جزء من هذه العمليات لا شعوري على الأقل عند الخبير طالما أن هذا الجزء ملتصق بعاداته وطابعه الثقافي son habitus .

ليس هناك أي برهان عقلي يدعو للتفكير في ان مجموع الموراد يشهد على وجود كفاية . بعض الدراسات الحديثة المقامة في بلجيكا على يد دو كيتيل De Ketele تبين بالاضافة إلى ذلك أن الكفاية الحقيقية و الواقعية لا تضمن ، فوق هذا كله ، الحضور لكل المعارف و المهارات المفترضة اكتسابها . هناك تلاميذ ينجحون في وضعيات معقدة دونما الحصول على كل الموارد « القانونية » ، إنهم يتدبرونها بطرق أخرى . أو بعبارة أخرى « سلة » الموارد لم تتحدد بشكل معياري . من الممكن أن نعثر على كفايات بسلات مواردها مختلفة و من ذات المستوى . عكس ذلك ، قد نجد بعض التلاميذ الحاصلين على كل الموارد التي تم ضبطها و تقويمها اتباعا عبر روائز المعارف و المهارات و لا يقدرون على عملية التحويل أو تعبئة هذه الموارد في وضعية.

استخلص من ذلك أنه في حالة ما إذا أردنا حقا و حقيقة تقويم الكفايات في المدرسة ، فإنه من الواجب قياس ليس مخزون الموارد فحسب لكن قدرة استخدام هذه الموارد في وضعية معقدة بصورة متضامنة و متآزرة . إذن لا بد من وضع التلميذ في حالة و هو يواجه هذه الوضعيات التي ستكون ، في التربية الأساس ، شبيهة لما يحدث في العمل بالتكوين المهني .



سؤال : هذه الوضعيات التعلمية يجب ان تكون معدة من طرف المدرسين . بصفة عامة ، ننتظر منهم بناء هذه الوضعيات و يستخدمونها في القسم . ألا يشكل هذا الأمر عملا إضافيا ؟ ألا يثقل كاهل المدرسين أثناء مزاولة مهامهم ؟

فيليب بيرينو : لا أحد يشك في ذلك . لكن الكل متعلق بالطريقة التي نستخدمها و نفهم بها المنهاج و التقويم في ذات الوقت و بالأخص علاقتهما مع أنشطة التكوين . لو أردنا تنمية و تقويم الكفايات و لا نرغب إطلاقا في تقنين او الحد من كم المعارف المستعملة و المطلوبة ، فإننا سوف نسقط في ردب منهاجي لأن تعلم و تقويم موبلة هذه المعارف و الدرايات لن يكون سوى العنصر الغائب عن مسرح الأحداث . منهاج كفائي متقن و مستحكم البناء يجب ان يضحي ببعض المعارف و يقيم عليها الحداد . مع الآسف العديد من الأنطمة لا تريد التخلي عن أية معرفة و تنظر إليها و كأنها ضرورية بالكامل . نتمنى إنماء و تطوير الكفايات بشكل من الأشكال من قبل التلاميذ « زيادة من السوق » . إن هذا الرفض و كل هروب و تخلي هو بكل وضوح عامل الابهاظ .

لو أعدنا التوازن للمنهاج حيث نخصص وقتا لإنماء الكفايات مسهلين و مقومين فعل ذلك هذا يعد إذا تحديا جديدا و حملا ثقيلا يمارس على المدرسين غير أن ثمن هذا التقويم يتماشى و الطريقة التي بموجبها سيدمج في العمل المدرسي الاعتيادي . لو كان من اللازم و الضروري إحداث وضعيات خاصة بالتقويم ، وضعيات معقدة و غالية الثمن في المعدات و الوسائل و الزمن وضعيات صعبة الملاءمة و المراس ؛ فإن تقويم الكفايات سيأخذ وقتا كبيرا بكل تأكيد الشيء الذي يتعذر معه تنظيم اختبارات في المعارف . إذن لا بد من تخصيص أغلافة زمنية ذات أهمية كبيرة للتقويم و وضع أليات مكلفة جدا في عين المكان : مسائل ، سيناريوهات ، لعب الأدوار ، مشاريع . الحصيلة ستكون وضعيات بحسب المناسبات قصد إظهار الكفايات المراد تقويمها . في هذه الحالة ، سوف نصل بسرعة إلى حدود الزمن المدرسي ، إلى حدود طاقات المدرسين ، إلى التعاون الفعلي بين التلاميذ . من هنا تلوح ضرورة دمج التقويم في العمل المدرسي الاعتيادي . بعبارة أخرى ، لا نخلق أوضاعا من اجل التقويم تكون أوضاعا استثنائية . وإنما التقويم و التطوير للكفايات يتم في الآن نفسه من خلال و عبر نفس الأنشطة و الوضعيات و هذا هو مااقترحته في مقال حديث ظهر في مجلة المربي l’éducateur ؛ لكن بطبيعة الحال هذا الامر ليس سحريا . لكي ننمي الكفايات على وجه الخصوص ، من المفترض أن نجعل التلاميذ يواجهون ، أحيانا او على الدوام ، وضعية معقدة .

سؤال : هكذا يتم تقويم التلاميذ وهم يشتغلون .لقد كتبتم : « تعد الممارسة المكثفة للحوار الميتامعرفي ( التعقلي ) ورقة رابحة في تقويم الكفايات .. ربحا مؤكدا » هل من الممكن توضيح هذه الممارسة التعقلية ؟ و أيضا كتبتم : « معظم الوظيفة الفكرية غير مرئية » فكيف يمكن إذا ربط الحوار الميتامعرفي باختفاء الوظيفة الفكرية ؟

جواب : إذا كانت الوظيفة الفكرية لا ترى ، فإن الحوار الميتامعرفي لن يكون مفروضا أو الزاميا . بالضبط فالوظيفية تسمح بالوصول أو بالاقتراب إلى الاختفائية . من هنا نقول أن الأمر سهل .. نحن هنا نتواجد في آن واحد عند تخوم معارفنا التنظيرية و الأليات الملموسة التطبيقية التي يمكن استخدامها . ما أقدمه هنا هو نقطة توجيهية في البحث و الابداع و ليس امرا يمكن معايشته و نكتفي يتطبيقه . في الوقت الراهن لا أحد يحسن حقا و حقيقة تقويم الكفايات ما عدا في التكوين المهني بلا شك . إن الصعوبة بادية أقل في هذا الميدان الأخير بسبب تملكنا وضعيات في اليد بيد أن في المدرسة الاساس ، يظل هذا المشكل قائما بالفعل بحيث ان المدرسة إلى حد ما تشكل في حد ذاتها عالما مستقل الذات .
إننا نعاني من التهور النسبي بداخل الانظمة التربوية التي تصنع المقرارت و البرامج الخاصة بالكفايات و تتجاهل معرفة تقويمها. يتبنى النظام التربوي المناهج بعملياته و إجراءاته التقويمية الكلاسيكية المأزومة ثم يلتفت بسرعة جهة المختصين في التقويم مطالبا إياهم : « قولوا لنا كيف نعمل لتقويم المكتسبات في المنهاج الجديد » . كان من الأفضل طرح السؤال من ذي قبل أي وقت بناء المناهج و قبل الشروع في العمل . لكن سوسيولجيا المناهج توضح ان قضية التقويم هي آخر ما يفكر فيه بعدما نتبنى البرامج الجديدة . من الممكن أن نتصور الأمر ضربا من الخيال : لو فكرنا في التقويم منذ البداية ، سوف نؤخر تفعيل البرامج الجديدة في انتظار جواب شاف و مقنع لقضية التقويم ، و نتأكد بأنفسنا من هذا الفراغ لما نطلب من المدرسين تفعيل التقويم حسب ما يقتضيه البرنامج الدراسي الجديد .. يقولون : نعم ، لكن كيف نعمل ؟ نفهم إذن أنه كان من المفروض علينا التفكير في التقويم منذ البدايات الاولى .

أغلق هذه المزدوجتين و أعود لسؤالك بشأن الحوار الميتامعرفي . بالنسبة لمواد التعلم / فعل – تصرف كالرياضيات و بعض الحرف اليدوية و الممارسات الفنية ، فإن الكفاية تترجم إلى إنجاز يمكن ملاحظته نسبيا و تصويره بالفيديو لأن الانجاز يتحول إلى إشارات و أفعال حسحركية بحيث من الممكن من خلالها الاطلاع و الوقوف على درجة نجاح الكفاية او فشلها . فالبهلواني قد يفقد توازنه أم يتفوق في حركاته ، يسقط أم لا يسقط . بإمكاننا بصورة ما أن نستقرأ من الحدث كون الكفاية موجودة و يتحقق التوازن .

وعلى الرغم من ذلك تظل الوظيفة الذهنية الضامة للانجاز غربية جدا . لا احد من المدرسين هو بقادر على أن يعفي نفسه من فهم و تفهم ما يدور في عقلية الرياضي و المغني و الطباخ . بالنسبة لتلاميذ المدرسة سوف لن يكون الانجاز معروفا و محددا بكل يسر . فمن جهة ، يتواجد التلاميذ في صميم حركية التعلم ؛ و من جهة اخرى ، ستختفي و تزول الملاحظة خلافا لما يحدث في الانجاز الرياضي و التعبير الفني او المنتوج الحرفي . إن تقويم الكفايات فقط بواسطة ملاحظة التلاميذ و ما يفعلون يستنفد حدوده بسرعة كبيرة و بالاخص في إطار التكوين حينما نقول للتلميذ : « بإمكانك أن تعمل أكثر » فهذا الكلام لا يساعد المتعلم فيما يخص الطريقة او الكيفية . من اجل منفعته ، لا بد للملاحظ من تحديد و عزل الوظائف أو السلوكات الخاصة و إبراز نقط ضعفها . إن هذا الامر يستحيل في غياب محاورة الفاعل . جزء من التقويم التكويني يمر عبر نوع تصوري مماثل لما يمكن تسميته في الطب بالمنطق السريري ( الاكلينيكي ) : الشيء المنضوي في الفعل ، الاسئلة التي نطرح ، الفرضيات التي نصوغها، الاستراتيجيات المرفوضة لأنها غير واقعية أو أقل طموحا ، الخيارات التي ننظر فيها و المراقبة التي نقوم بها قبل بدء أي عمل أو حراك . كل هذه البراهين و الحجج تبقى بعيدة المنال أثناء الملاحظة المباشرة . لإعادة بنائها و إقامة الدليل على حضوريتها و ربما على جودتها من الضروري استجواب الفاعل . المقصود هنا هو التلميذ . نحاول أن نفهم كيف يفكر . الحوار الميتامعرفي يقتضي من الملاحظ أن يكون قادرا على مساءلة الفرد لكن الفرد من جانب آخر يفسر كيف يفكر و كيف يرسم و لماذا يختار هذا و ذاك و فيما يفكر الآن . إذا لم تكن هذه الكفاية المنعكسة و الميتامعرفية قد تطورت منذ التمدرس فإن وظيفتها الذاتية و الشخصية ستبقى متحجرة و معطلة بالنسبة إليه و من تم يصبح عاجزا عن تقديم مساعدة إفهام المدرس عن كيفية اشتغال المدرس الذي نفسه هو غير عارف بذلك . التمرن الاستبطاني التأملي هو حواري بمعنى أن حيث الذي يسائل يساهم في التساؤل و يحاول اتخاذ موقف واع بخصوص الطريقة التي يوظفها و يعبر عنها . إن هذا البعد يبدو أداة حاسمة في تقويم الكفايات المعقدة .


سؤال : هذا الأمر ليس سهلا بدون شك حتى بالنسبة لمن تصفونه بالمدرس الخبير في تقويم التعلمات . فيما يتعلق بهذه الخبرة ، هناك أسئلة تطفو على السطح : المدرسون متهمون بالذاتية la subjectivité حتى في الصيغة الجديدة لتقويم التعلمات . إذن ، عندما لا يقوًَم المدرس بواسطة الروائز و الامتحانات الكتابية ، هذه الشبهة أو الاتهام الصادر من الآباء و المجتمع ، هل سوف يستمر و يدوم بل وقد يستفحل ؟ هل يمكن اعتباره حاجزا قابلا للتجاوز ؟ هل يستجيب المدرسون لهذا المطلب ألا و هو التحول إلى « ملاحظين أثناء عملهم » دون إصدار حكم من الاحكام ؟ هذه قضية تخص تكوين المدرسين أيضا .

فيليب بيرينو : لا أدري إن كان قابلا للتجاوز ام لا . لكن فعلا هناك مشكل يستعصي عن الحل . أول شيء يمكن ان أقوله ، على كل حال ، هو أنه من اللائق و الطبيعي أن يصبح المدرسين خبراء في الملاحظة أثناء اشتغالهم و أثناء الحوار الميتامعرفي . لا بد أن نكون متفائلين من اجل القول اليوم أن كل المدرسين هم الآن كالخبراء . صحيح أنهم لم يتلقوا تكوينا في هذا المجال ، يشكلون أقلية في الاعدادي مقارنة لما يحدث في الابتدائي . و اليوم بالرغم من كل ذلك ، فإن شكوك و اتهامات الآباء مقبولة و متفهمة . يعلم الآباء جيدا أن خبرة المدرسين في التقويم عامة و في تقويم الكفايات على وجه الخصوص لا ترقى إلى المستوى المطلوب . بإمكان المدرسين الوقوع في الخطأ ، يرزحون تحت الأحكام الجاهزة ، يصبحون أداة استمالة في يد بعض التلاميذ الاذكياء لإنقاد ماء وجوههم ملتفين حولهم و ذلك بلفهم في الطحين . الثقة ؛ ذلك هو الوجه الآخر للشك و الريبة ؛ تبنى الكفاية عندما تلقى تأكيدا من الخبير و هي تتشكل و تبنى و لا تحمل العيب و نقائص كثيرة . يطالب الآباء بقوة بأسئلة من اختيار متعدد أو بإجراءات أخرى أكثر موضوعية مظهريا بسبب عدم منح الثقة في الحكم المهني للمدرس . لو قال الآباء : « يعرف المدرس ما يقول . لقد لاحظ ابني عن قرب . يدرك حقيقة ابني و انا أثق فيه » لو كان الآباء يحملون إزاء المدرس ذات العلاقة المتواجدة لدى الطبيب حينما يقوم بالتشخيص سيكونون بدون شك مخدوعين في الغالب لأن لا أحد معصوم من الخطأ غير ان عدد ساعات العمل و الجهد والطاقة ستكون موفرين في أغلب الحالات . في الطب نفسه ، من الممكن ان يحصل المريض على طلب تشخيص آخر في حالة وجود رهانات كبيرة مثلا في عملية جراحية مهمة و الطبيب نفسه يطلب رأيا أخر . من الطبيعي أن لا نثق دائما في الخبراء . من هنا ينبثق الحذر و الاحتراس . توجد هنا خطوة لا يمكن تجاوزها . الالحاح و توخي المزيد من الموضوعية بتفويض التقويم إلى إجراءات أوتوماتيكية قد يؤدي إلى الباب المسدود . البديل هو منح الثقة للمدرسين الذين يمتلكون رؤية بناءة و الذين يعرفون استقراء الكفايات و المعارف انطلاقا من مؤشرات واضحة . فإذا كان النظام التربوي يريد تقوية و غرس الثقة و وضعها في يد خبرة المدرسين بشأن موضوع التقويم ، يجب وضع المزيد من الموارد ، المزيد من الوسائل و المزيد من التكوين تحت رهن إشارتهم .
الوجه الآخر للقضية كما أرها هو رهانات التقويم . للنظام بعض التبعات يتحملها لو استطاع وضع الثقة في المدرسة الأساس . لا أتحدث عن الدراسات العليا حيث الاصطفاء هناك يأخذ معنى مختلفا . أن يكون الهدف الرئيسي هو تكوين الجميع ، معنى ذلك أن التقويم لن يصبح منظورا إليه كأداة تختار و تصطفي لكن تساعد في التعلم و يقل الاحتدام والتصادم . جزء من مستهلكي المدرسة الذين هم الآباء لديهم إحساس بصراع المصلحة بين التقويم و المهن المدرسية المخصصة لأولادهم . شكوكهم إزاء أحكام المدرسين هي جزء من الدفاع ضد سلطة المدرسة التي ترغب في إبعاد أولادهم من بعض الشعب أو الأسلاك التكوينية . باختصار ، لا يمكننا في آن واحد تهديد الاطفال والأسر بالتهميش و بالاقصاء و بالتنحي دون معاقبة ، و من جهة أخرى وضع ثقة الآباء في رجال المؤسسة التي تهددهم . يوجد هنا فضاء للعمل بالنسبة للمدرسة في حالة ما إذا رغبت التموقع بجانب التكوين بكل صدق و وضوح بدل الانتقاء la sélection .


سؤال : في مستوى أخر ، في إشارة إلى ما يجري في الابتدائي و في الاعدادي فإن الأمر لا ينطلق تماما بنفس الوتيرة . و نفس الخطاب يمكن قوله بالنسبة لكيبيك . إن ظروف العمل لا تتشابه في مدارس الاعدادية و في مدارس الابتدائية . فالصورة التي يحملها المدرسون عن أنفسهم هي في تغيير مستمر ! من إطار إلى إطار آخر . و أيضا المهمات ليست ذات المهمات . إذن ، هل يجوز لنا أن نعتقد بأن مدرسي الابتدائي و الاعدادي لا توجد لديهم نفس الاستعدادت لتقويم الكفايات ؟ من المؤكد أن لديكم علما بالسياق الكيبيكي لكن تعرفون جيدا السياق المدرسي بسويسرا على وجه التحديد . هل قمتم بمعيانات تتعلق بالتقويم لأساتذة الابتدائي و الاعدادي ؟


جواب : أعتقد أنني أشاهد نفس الاختلافات النوعية في كل مكان مع تباينات مرتبطة بمفهوم التمدرس الاعدادي و تكوين أساتذة الاعدادي . إنني أرى التشابهات المتزايدة بكثرة بدل الاختلافات الهائلة من بلد إلى بلد أخر كما أعرفه . بصورة حصرية ، هذا الامر ناتج عن ظروف العمل في التعليم الاعدادي و خاصة أثناء تقسيم الزمن المدرسي للمواد التعلمية . كما انه من الصعب جدا القيام بالتقويم التكويني و إنماء الكفايات عندما نشتغل في ست ، ثمان او عشرة حجرات بمعدل ساعة واحدة ، ساعتان أو أربع ساعات داخل قاعة الدرس . فالتقويم التكويني و الملاحظة المستمرة تفترض بالحري نوعا من التعايش الدائم بذات المكان المخصص للانشطة . يشق على الاستاذ ملاحظة التلاميذ أثناء عملهم في مادة التاريخ ، و في مادة الرياضيات أو في مادة البيولوجيا عندما يقضي معهم ساعة في يوم الاثنين صباحا و ساعة في يوم الخميس بعد المساء . هذا تحد مستحيل مواجهته و صعب التطبيق . كأن نتعرف بكل دقة على عدد من التلاميذ الذين نقابلهم إلا قليلا . إن ظروف العمل و استعمال الزمن و اختصاصات أساتذة التعليم الاعدادي كل هذا يمثل عوائق رئيسية في وجه تقدم ونمو و تقويم الكفايات ما عدا ربما في المواد الأساسية تلك التي على الأقل تتوفر على 4 أو 5 ساعات من العمل أسبوعيا داخل القسم . الحل ، إذا ما كان هنالك حلا لكن سوف يحدث اضطرابا و بلبلة لعدد من الناس و في مقدمتهم المدرسين طبعا ، هو على الأرجح نتجه نحو الحد من تخصصات عمل اساتذة الاعدادي و القطع مع استعمال الزمن الاسبوعي . لو اشتغل أستاذ البيولوجيا أسبوعا كاملا مع نفس التلاميذ سيتمكن من مساعدتهم في تنمية الكفايات و مراقبتهم أثناء العمل بصورة مغايرة تماما بدل تقديم نفس عدد ساعات التدريس المتشعشعة بمعدل ساعتين في الأسبوع طيلة منتصف السنة . إن الاصلاح المنهاجي يطرح مشكلا بنيويا و تنطيميا في العمل بالتعليم الاعدادي إلا أن لا أحد لديه الفائدة في قول هذه الأمور بفظاظة . في اعتقادي أننا سائرون نحو تناقضات من الصعب التغلب عليها .
ثم أيضا هناك قضية أخرى تخص تكوين مدرسي الاعدادي بسويسرا و في العديد من البلدان الأوروبية و هذا التكوين ليس في المستوى المطلوب على كل حال إذا ما قارناه بنظيره في الابتدائي و المتعلق بالعمليات التعلمية للمعارف و كفاءة التقويم في النهاية . طالما أن مدرسي الاعدادي يتلقون تكوينا أغلبيته مواد تعلمية des disciplines أي تكوينا متمركزا حول المادة المراد تدريسها و ليس على العمليات التعليمية – التعلمية ، فإن قدرتهم في التقويم ستظل ناقصة لأن الأفكار و المفاهيم الضرورية و المساعدة لفهم العوائق التي تعترض طريق التلاميذ سوف لن تصبح لا معروفة و لا مستوعبة . لنأخذ أحد الامثلة الأكثر استعمالا و تطبيقا . اليوم يدرك مدرسي الابتدائي لماذا تظهر بعض العوائق الكلاسيكية على مستوى العد الحسابي ، و بناء الفضاء ، و بعض عمليات الجبر او دراسة المجموعات . لست متيقنا من ان أستاذا و هو يدرس التلاميذ عمرهم 14 سنة يمتلك من الوسائل و الأدوات المفاهيمة المتكافئة ( في الديداكيتيك ، في نظرية التعلمات ) ما يجعله قادرا على فهم فكرة العدد السالب و الجذر المربع أو التماس المتعذر لفئة من تلامذته . لا أعتقد ان ثقافة رياضياتية موسعة تكفي لاستيعاب صعوبات التعلم ؛ فهي احيانا تضع ستارا و سدا منيعا حيال هذا الفهم و الاستيعاب و لماذا لا يفهم التلاميذ . جميع المناهج التي تتبنى الكفايات ، جميع المقاربات البنائية و جميع الالحاحات على التقويم التكويني تقتضي التوجه نحو إعطاء المزيد من الأهمية للتكوين الديداكتيكي و السيكوبيداغوجي للأساتذة .



سؤال : و الآن في نهاية هذا الحوار ، أود أن أستبق المستقبل ، مستقبل التقويم بكل واقعية . ما هي الأفخاخ ؟ لأن هذه الأفخاخ موجودة بكل تأكيد ؛ أفخاخ تقويم الكفايات ؟ ما هي الأفخاخ الرئيسية التي تنصحوننا باجتنابها ؟

فيليب بيرينو : لا أدري إن كان لدي جواب محدد بشأن ذلك . قبل تجنب الأفخاخ من الضروري أن ننتقل إلى الفعل ! ما أراه في تقويم الكفايات بالأحرى هو الموانع و المعيقات . سيكون الفخ إذن هو الرجوع إلى الوراء و القهقري صوب التقويم لأننا لا نحسن أي شيء أفضل و انفع من التقويم . في الحقيقة ليس ذلك بسبب التقويم ذاته لكن على الأرجح مكمن الخلل راجع للصعوبات في تنمية الكفايات و تدبير المشروعات و خلق وضعيات حبلى بالاشكاليات و في خلق فضاءات للقرار و العمل بداخل القسم . بيد أن لا التمدرس و لا تكوين المدرسين يتمتعان بصحة جيدة .

إذا كان إنماء الكفايات يعني التغيير في نظام « تدبير القسم » ، الشيء الذي تزداد صعوبته في الاعدادي أكثر مما في الابتدائي؛ و إذا فشلنا في الأمر إما لأن الأساتذة لم يتفقوا ، وإما لانعدام تكوينهم ، و إما بسبب تنظيم العمل الذي يستحيل معه التقدم ؛ إذن سوف نختزل مفهوم الكفاية في بعض الدرايات les habiletés و نختزل تقويم الكفايات في تقويم هذه الدرايات . سنقوم بذلك لأول وهلة و لسوف ينطلق التقويم مظهريا لكنه سيجانب طموحات المنهاج المتوجه نحو الكفايات . ربما هذا هو الفخ الرئيس . و أجده ينطبق على أنطمة عدة لأن في الأخير هذه الانظمة تفتقد للوسائل لبلوغ مراميها و طموحاتها و تتسرع كثيرا . بطبيعة الحال ، إن البحث عن الوسائل غير مرحب به في ظل الأزمة المالية و انتظار الوقت لا يسمح بالحصول على النتائج قبل الانتخابات المقبلة .

منعطف خطير جدا تعرفه هذه الانظمة التربوية ؛ هذا تشاؤم أحمله كسوسيولوجي ؛ أن نشاهد جميعا هذه الطموحات و هي تتقهقر بدون أن نصرح بذلك هذا يعنى اللعب بالكلمات . في مثل هذه الظروف ، لا يعد ضربا من المستحيل كون البرامج المتبناة عبر الكفايات تنمي الدرايات منزوعة السياق و ذات صلة ضعيفة بالوضعيات المعقدة : هذا هو ما تتقنه المدرسة لأنها لم تجد الوسائل أو لم ترغب في ركوب المخاطر لفعل شيء آخر بسبب غياب تام و كلي للتساؤل بصدد الادوات والوسائل . إذا كان لا بد من الاشتغال بالمشروعات ، إذا كان من اللازم العمل بواسطة المسائل ، إذا كان استعمال الحوارات و الانشطة الاجتماعية يعد حاجة ملحة و عملا مطلوبا ، فإنه من الواجب التحلي بالشجاعة و مواجهة نظرة الآباء . لا بد من الخروج من المدرسة . الأمر الذي يحدث فوضى في عالم يمتاز بالتنظيم البالغ . إننا نطالب من التلاميذ بالمزيد من العمل في بعض الأحيان و أيضا من الأساتذة على أكبر تقدير لأن طريقة المشروع على سبيل المثال لا تتلاءم بالكامل و لا تتماشى و العمل الاعتيادي في القسم . في حالة ما إذا وقع تراجع أمام هذه التحديات من الممكن أن نبتعد تدريجييا و بدون وعي عن وحي البرامج المعتمدة على الكفايات و لا نستبقي سوى المفرادات المعجمية . إن ما أتيت على ذكره بعد حين هو فخاخ الاصلاح . فهو لا يهتم بالتقويم أصلا . من المؤكد أننا لو اتجهنا نحو التقويم الحقيقي للكفايات من خلال نوع من الملاحظات المستمرة أي وفق نهج التدريب coaching الخاص بالشخص الرياضي المتدرب ، بأستاذ الموسيقى الذي يشتغل مع ، يلاحظ كيف ، يناقش و يصدر حكما صائبا و سديدا بشأن الكفايات و طبيعتها و نموها ؛ فإن فخ الاعتباطية l’arbitraire سيظل يشكل خطورة لدى بعض عدد من المدرسين الذين سوف يبالغون في التقدير اتجاه قدراتهم التقويمية و يقترفون بعض التظلمات . لا بد من التحلي بأخلاق تقويم الكفايات و ذلك بفضل التكوين و اتخاذ إجراءات المراجعة و المساعدة . نرجع لموضوع الاتهام . لا يجب تغذيته أكثر من اللازم و ندافع عنه لكن لا بد من التكهن بحقوق الطعن و المراجعة في حالة حدوث الشطط مهما كان الأمر .

هناك فخ آخر : إننا نختصر ما نقوم بتدريسه حتى نمهر في تقويمه أو بعبارة أخرى ، إن الدرايات سوف تضعف مفهوم الكفاية شيئا فشيئا . يوجد تناقض حقيقي بين العمل بالكفايات المعقدة حيث لا يدري المدرس أثناء سيرورتها مسبقا فيماذا يفكر أو يقوم به – سوف يكتشفه بمعية التلاميذ – موفرا بذلك الوقت و الوسائل . بإمكاننا وضع الثقة في دور النشر و التوزيع و منتجون آخرون ينتمون للطبقة الايديولوجية لينتجوا فهرسا من 127 وضعية معيارية قابلة للتصدير في أخر الأمر . ستكون هذه الوضعيات كذلك ملقنة مثلها مثل التمارين مع المغاطس و القطارات ! الفخ الاساسي الذي يترقب إشكالية البنائية كلها هو : كيف نصنع وضعيات حية وضعيات تدوم مع ذلك أربعون أسبوعا في السنة ، ثلاثون ساعة في الأسبوع ؟

آخر فخ : هو الاستسلام للاغراء إزاء التقكير التبسيطي . مثلا أن نستقرأ من كلامي عبارة قد توحي أو يفهم من خلالها أنني ضد الاصلاحات ، ضد منهاج الكفايات أو ضد البنائية لأنني أحاول وضع المشاكل و حدود المقاربات بشكل جلي و واضح . فإنه لا يوجد أكثر سوءا اليوم من الرجوع إلى الفكر الأبيض و الأسود حول التربية و لا يوجد أكثر حزنا من أن نشاهد بعض الباحثين و هم يساهمون في ذلك .






عدل سابقا من قبل مبشور في 15/6/2011, 15:29 عدل 1 مرات (السبب : تصويب)

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى