ملتقى السماعلة
مرحبا بك بيننا زائرنا الكريم، تفضل بالانضمام الينا
https://smaala.forumactif.com/


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى السماعلة
مرحبا بك بيننا زائرنا الكريم، تفضل بالانضمام الينا
https://smaala.forumactif.com/
ملتقى السماعلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ننهي إلى علم الجميع أن الإشهار خارج عن سيطرة الإدارة
اسالكم الله أن تدعوا بالنصر لأهلنا في غزة

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

المدرسة في مواجهة التعقيد . مع فيليب بيرينو . الفصل 2 .

2 مشترك

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

مبشور

مبشور
كبير مشرفي القسم التربوي
كبير مشرفي القسم التربوي

المدرسة في مواجهة التعقيد [color=red]الفصل 2

فليب بيرينو philippe Perrenoud
كلية علم النفس و علوم التربية
جامعة جينيف – سويسرا
1993




2[size=18] . ما يقوي التعقيد حاليا

إن التعقيد مقيد ، و لقد ذكرنا هذا بعد قليل ، في الطبيعة ذاتها للعلاقة التربوية و لنظم التعليم . هل يعد هذا مع ذلك مثبتا ؟ أين تتجلى خطورته اليوم ، هل يتحدد في الوقائع ام في العقول ؟ سأحاول تبيان أن بعض العوامل تساهم سواء في نمو التناقضات في حد ذاتها ، او في الاحساس بالتعقيد المتخذ من جانبنا بداخل النظام المدرسي .




1.2)- تاثيرات احتمالية أكثر فأكثر

ربما لم يسبق لنا أبدا أفضل من اليوم قياس جهلنا فيما يرجع للمفاعيل الحقيقية للتعليم . منذ السنين ، عاشت المدرسة نسبيا حياة هادئة و في احسن صورة ، في جزء منه بلا شك لأن النمو المتزايد كانت له الغلبة في الانشغال بالمراقبة لفعالية الممارسات التربوية . في البداية انصب العمل على تمدرس الجميع ، ثم توسع التمدرس الاجباري ، ثم نما التأطير الماقبل المدرسي و التكوينات المابعد المدرسية ، و انتشرت تربية الكبار...

في نفس الوقت الذي وصل هذا الاندفاع والهروب نحو الأمام إلى حدوده القصوى ، فإذا بنا نكتشف وجود ، في المجتمعات المتمدرسة في أبعد الحدود ، 10 في المائة و 25 في المائة من الأمية الوظيفية ، و أن حتى الرجال الاكثر تعلما بصفة عامة هم غير مسلحين أمام السيدا ، وأمام التغييرات التكنولوجية ، و البطالة و التحولات الصناعية ، و تدفق المهاجرين و التطور في اتجاه المجتمعات ذات التقانية المتعددة ، و امام إعادة التركيب للدول و الأمم ( توحد المانيا ، البناء الأوروبي ، انهيار الامبراطورية السوفياتية ) ،وعمليات النقد و المضاربة التي تتحدى الحكومات ، و امام انغلاقات العالم الثالث ، و مخاطر العلم ( التطبيقات الوراثية ، النووية ) ، و الأضرار الملحقة بالمحيط .

هل توجد المدرسة في مستوى طموحاتها المعلنة ؟ هل من المعقول استثمار المزيد و المزيد في التربية بدون تطويق بشكل أدق أكثر العلاقة بين المصاريف و النواتج ؟ هل هكذا من قبيل الصدفة أن تضاعفت و نمت الأعمال اليوم حول مؤشرات نواتج التربية ، و حول نجاعة و فعالية النظم التعليمية ؟

لم يعد من الممكن أبدا الاعتقاد ، و اليد على القلب ، أن الزيادة في المدرسة تعني بالضرورة الزيادة في الكفاءة و الحكمة للجميع . إن الشك أصبح متمركزا بعد الآن في قلب النقاش ، و أن الإجراءات الدقيقة لفعالية و لنجاعة نظم التربية لم تعد كافية للقضاء على هذه الريبة ، و السبب هو نمادج التمدرس المتمركزة حول هذه النظم و المتضامنة معها هي التي توجد في أزمة : نمادج التقدم الاقتصادي ، نمادج المعرفة العلمية ، نمادج الفعل العقلاني ، نمادج القرار السياسي . فهذه الإلتباسات و الشكوك تزيد من خطورة الاحساس بالتعقيد . إن المدرسة تشعر بعدم الاطمئنان واليقين اكثر من أي وقت مضى ، و لا إصلاح مدرسي يمكنه اليوم إعطاء الضمانة على أنه سيحقق التقدم المؤكد . إنه رهان ، وعلى المحافظين كما يحلو لهم اللعب به وافتضاح امره باسم سياسة التقشف في الميزانية او الملل و التقزز من طرف الجميع أمام التغيير . كأنما الوضع الراهن يعتبر في حد ذاته عربونا للنجاعة ...




2.2)- افتقاد العدالة

إن الاحساس بعدالة نسبية هو شرط للتعايش السلمي في حظيرة تجمع ما . إذا كان بعض الفاعلين لديهم دائما انطباعا بأنهم مستغلون ، مهمشون ، منحطون ، مبعدون في هويتهم و في حقوقهم ، سيفعلون ما بوسعهم لكي يسيطروا على السلطة او يغيروا قواعد اللعبة لتصبح في خدمتهم على الأقل .

و الحال أن العدالة هي بناء إنساني حيث يستمد هذا البناء قوته من بعض التوافق . مادام ان أغلبية التلاميذ و الآباء يظنون أن الدبلوم ينظر إليه كاستحقاق و انه من الانصاف الحصول عليه من طرف هؤلاء الذين عملوا و أظهروا كفاءاتهم ، فإن الانتقاء سيعاش كتجربة قاسية لهؤلاء الذين تم استبعادهم ، لكنه سيظل قائما على أساس المشروعية .عندما يختلط مفهوم العدالة او ينشطر إلى أجزاء ، نلاحظ على سبيل المثال بعض الطلبة يحتجون و يطالبون بحق الدبلوم و يمتنعون عن أي انتقاء في الجامعة . إذن ليس هناك أبدا أي تعاقد اجتماعي ممكن ، عدالة البعض هي ليست إنصافا للآخرين .
جزئيا نفس المشكلة تواجهها المدرسة الاجبارية . ما معنى الانصاف ؟ هل هو إعطاء للجميع مناسبة لإجراء الامتحانات ؟ او ضمان للجميع نفس المكتسبات ؟ هل يعد إنصافا و عدلا السماح لتلميذ بالتكرار ليكون في أحسن حالة أمام الانتقاء حينما يلج القسم الأعلى ؟ أم السماح مباشرة لتلميذ ما بالاستمرار في دراسته إلى ما وراء التمدرس الاجباري في حالة عدم احترامه للتعاقد الديداكتيكي ؟ أو هو التمسك و الالزام المباشر بالتوجيه المدرسي للأسر ؟ او نوافق بشكل مباشر و صريح فقط على مخالفة القوانين ؟ أو نعمل مباشرة على تغيير معايير النجاح حسب الأقاليم و الجنس و الإثنيات ؟

بشكل عام : من هو المتستفيد من المدرسة ؟ و من الذي ينفق عليها ؟ فيما يتعلق بالصحة العمومية ، الحوار مفتوح : هل يعقل ، مثلا ، أن ملايين من الناس « عقلاء » يغطون مصاريف الصحة لهؤلاء الذين يتناولون المخدرات و شرب الدخان والكحول أو يعرضون أنفسهم للمخاطر القاتلة في الطريق ؟ و عندما لا نقدر البتة على تغطية الكل ، هل يعد إنصافا إعطاء الأولوية لهؤلاء ام لهؤلاء ، للشباب ام للعجزة ؟ إن التربية تقوم و لا تزال دائما تسائل عن مثل هذه المناقشات على مستوى المجتمعات الوطنية او الجهوية .

إن موضوع العدالة يحضر تماما أثناء التعايش و تقسيم العمل بداخل المؤسسات المدرسية : هل يعتبر من العدل ان الأساتذة الأكثر خبرة و تجربة باستطاعتهم ، بفضل أقدميتهم ، اختيار المدارس الأكثر عصرية و حداثة ؟ عند حدوث أزمة مالية ، هل يحق الاستحفاظ بمناصب الناس المتواجدين في عين المكان مع إقفال باب التوظيف في وجه الشباب المتمرس ؟هل فقط هو مجرد المطالبة من المستخدمين أن يقدموا المزيد من التضحيات ؟ مجرد فقط تسريح هؤلاء الذين يتشتكون من هشاشة وضعيتهم ، في تجاهل تام لكفايتهم ؟
بداخل المؤسسات ، هل من المعقول منح الأقسام الأكثر صعوبة للوافدين الجدد ؟ هل يمكن تغيير أماكن التلاميذ او الأساتذة من أجل عقلنة تنظيم الأقسام ؟ هل يمكن تخصيص المعدات الأكثر تكلفة لفائدة الشعب الأكثر إلحاحا و طلبية ؟ هل نهمش المواد الفنية على حساب الاعلاميات ؟ هل نعوض ما يمكن اعتباره جزءا من عمل ، مثلا التفكير ، و الاشتغال مع الزملاء ؟ حول كل هذه الأسئلة ، و أسئلة أخرى أيضا ، إن أشكال العدالة تختلط و لا تتوضح ؛ لا نستطيع أبدا الانتماء إلى البديهيات المشتركة ؛ في كل مناسبة يتخذ فيها القرار ، يجب معاودة بناء المعايير المشروعة للعدالة او هو استحمال شك الاعتباطية ( دوريت ، Derouet 1992 ).





3.2) - حركات تضامنية تتهاوى

» أنا أولا » ، « كلا حسبه » ، « و من بعدي الطوفان » : هذه التعابير ليست جديدة و توحي ، في كل المجتمعات ، و في جميع مراحل التاريخ ، أن الأفراد يتأرجون بين الأنانية و التضامن . إن الأعمال السوسيولوجية تشير مع ذلك إلى ميل كبير نحو تفقير الروابط المجتمعية ، إلى تعاظم الفردانية كمرجعية مثلى ، إلى التقوقع و الالتفاف حول الحياة الخاصة ، إلى ترك السياسة لأقلية من المحترفين ، إلى الفتور و التراخي في أنماط التشارك إزاء التدبير .

إن« إتقان اللعبة » أصبحت القاعدة الذهبية . أصبح الآباء و التلاميذ ينظر إليهم كمستهلكي المدرسة ( بايون Ballion ، 1982 ) ، مستخدمين موارد الخريطة المدرسية بشكل أفضل لضمان أحسن الدبلوم ، لا يساورهم أدنى شك فيما إذا كانت استراتيجياتهم قد ألحقت الضرر بالمساواة الاجتماعية و التباعدات الاقليمية . معظم المدرسين يهتمون قبل كل شيء بالبحث عن منصب قار و مريح ، و الابتعاد عن التلاميذ ذوي المصاعب و القلاقل ، و عن الآباء المتشددين ، و عن المدراء الاقوياء ، وعن الاصلاحات الطموحة ..
كل هذا يغير من طبيعة التنظيمات : لقد أصبحت « أسواقا » حيث تنتشر فيها الاستراتيجيات الفردية . من أجل تجنيد مستخدميها ، وجب على الموجهين بعد الآن التعويل على التحريض الشخصي – تخفيف او تدبير أوقات العمل، منح ، إجازة - تكوين ، ترقية – عوض الانخراط في القيم المشتركة . فالتعقيد يزداد على إثر ذلك . لذلك ، نجد رئيس المؤسسة الذي يأمل في طرح مبادرة وجب عليه اليوم العمل مثل القائد السياسي : جس نبض الرأي العام حتى لا يجد نفسه في عزلة ، يعدل مقتراحاته من أجل أن تكتب لها النجاح و التوفيق .




4.2) -السلطة المرفوضة

إن السلطة التقليدية مرفوضة ، لا يرضى التلاميذ و لا الأساتذة بالخضوع و الطاعة لها لأنها صادرة من الأعلى .إنما يريدون بأن يستشاروا و يقتنعوا . هؤلاء الذين خبروا الظاهرة يقترحون التوجه نحو السلطة المتفاوضة ( بيران Perrin / ، 1991 ) ، في ربط كل أحد بالقرار . الأمر الذي يزيد في التعقيد على أية حال ، لأن في إطار التدبير التشاركي ( دومايي / Demailly ، 1990 ) ، فالاجراءات تتخذ بشكل بطيئ ، لا بد من دمج للرؤى و البحث عن التوافقات و السهر على جعل بصفة ممنهجة بعض الشركاء خاسرين .

أن التعقيد قوي جدا و خاصة أننا نعيش في مرحلة انتقالية ، حيث من خلالها لا يزال الفاعلون لا يمتلكون الوسائل التي تكون في مستوى طموحاتهم : عدد من المسؤولين يخافون من الحوار و يفضلون الموت في أرواحهم ، عندما يعجزون فعل شيء ما ؛ فإننا نراهم يتسابقون في عجلة من أمرهم ، كلما سنحت لهم الفرصة ، و هم بذلك ينقضون على السلطة الممنوحة . و عدد من المأجورين يلعبون دائما فوق طاولة مزدوجة : يتقلدون و يرفضون المسؤوليات بشكل انتهازي ، لا يقبلون التقيد في تعاقد طويل الآمد تفرضه عليهم سلطة متفاوضة ، بحيث أن كل واحد يفقد جزءا من حريته أثناء ذلك .




5.2)- بعض الضعف في الثقافة المشتركة

الدمقرطة النسبية للدراسات ونمو و تقدم المدارس المندمجة في المدارس و المؤسسات أديا إلى طلاب غير متجانسين hétérogènes . مع الازدياد كذلك في اللاستقرار القوي الذي احدتثه الحركات الديموغرافية و الهجرة : في اغلبية المدارس ، وجدنا أنفسنا في مواجهة عدد هائل من التلاميذ الذين يأتون و الذين يرتحلون ، و يلتحقون أثناء شبابهم بعدة مؤسسات ، في مختلف الانظمة المدرسية . من هنا برزت ، في غياب تعلم مستمر ، الصعوبة في اقتسام نفس الدلالات والرموز ، إذن التواصل .

إن هذا التنوع أصاب المدرسين أيضا : الأصول الاجتماعية الواضحة ، التجوال و الاطارات القانونية ، الانخراطات السياسية المتناقضة ، التمثلات المتباعدة للثقافة ، للتربية ، للحرفة ، للمدرسة . تقام وحدة الهيئة التدريسية بالفعل على أساس الرابطة الحرفية corporatistes ، هذا لا يكفي لتأسيس ثقافة مشتركة . الشيء الذي يعتبر في الآن نفسه ربحا و إعاقة . ربحا لأن المدرسة تتعايش مع الاختلافات ، بين الأطفال ، بين المراهقين ، بين عالم الكبار . إعاقة لأن ، امام التعقيد ، بناء جواب ملائم و متساوق يصبح عملا جبارا .





6.2)- فاعلون بدون بدائل

نسبة إلى هؤلاء المهنيين تعتبر المدرسة فضاء مغلقا . لا احد يودع في سجنها بالكامل ، لكن للخروج من هذا السجن ، لا بد من تحول مهني حقيقي . إذن محكوم على الناس العيش و التقادم بداخل الجماعة لما يكبرون ، و خاصة أن أنماط التدبير للمستخدمين ، في الوظيفة العمومية ، لا يسهل لا تكوين الفرق المنسجمة ، و لا تنظيم الصراعات بواسطة نقل جزء من الفاعلين .

نسبة إلى تنظيمات اخرى و مهن أخرى ، فإن المدرسة لديها حرية أقل في مواجهة التعقيد ، لأن الفاعلين لا يتوفرون بأنفسهم أبدأ على هامش التحرك . مما لا شك فيه يعتبر هذا شكلا أيضا من الحماية في حق الأشخاص و الأعمال ، غير انه يساهم في الجمود في ذات الوقت : بشكل عام لدينا نفس الأشخاص ، إذن هي نفس الأفكار المسبقة ، نفس الصراعات ، والتحالفات نفسها ، و الإعاقات نفسها ، والإمكانات نفسها، التي نستخدمها امام المشاكل الجديدة .





7.2)- ضرورة الواجهة و الخطاب المزدوج

ليست المدرسة منظمة كمثل المنظمات الاخرى : فهي تعمل تحت أنظار الآباء و الرأي أكثر من أية مقاولة او اكثر من الادارات . مما يلزمها العمل الدائم على جبهتين : تحاول ، في الداخل ، مواجهة المشاكل الحقيقة ، مع التحكم في واجهة محترمة . لا تقدر المدرسة ، لا تجرؤ أن تصرح على أنها لا تعرف ، تشك ، مخطئة . في أقل حركة و تردد ، تراها تسلم الاسلحة لمشنعيها ومنتقصيها . لذا ، فالتساؤل فيما إذا كان الاصلاح المهم قد حقق أهدافه من الممكن أن يبدو سليما و منطقيا . وعلى الرغم من ذلك ، لو فتح مسؤولو النظام التربوي الموضوع و تساءلوا بكل وضوح ، فإن الاصلاح ينقلب مباشرة إلى نقد ذاتي أو إلى اعتراف مشبوه . « كيف ، ألست متيقنا بأن هذا الاصلاح القائم ذي التكاليف الباهضة لم يعط نتائجه ؟ » لا يقدر أصحاب المدرسة قول « بالطبع لا ، لسنا متيقنين ! » من الضروري الحصول على ضمانة البحث في الفضاء أو الطب حتى نستطيع قول ان الامر استوجب عددا من المحاولات الخاطئة للحصول على نتائج حقيقية ...

لقد اندثر في الاخير النظام السوفياتي ، من بين عدة أسباب ، لأنه كان يمنع قول الأشياء كما هي ، يعني مواجهته للتعقيد بكل صراحة . إذا كان المستقبل دائما مشرقا ، إذا كان الحزب دائما بجانبه الحق ، إذا كان التصميم دائما يتصف بالاكتمال ، إذا كان الخطأ دائما مبعدا في النهاية ، سيكون من المستحيل مقاسمة تحليل ما و تحديد برنامج عمل . مع كل التناسبات المسجلة ، إن المدرسة تعاني من ذات المشكلة . كل احد يعرف أن البرامج لا توصف بالكمال ، و أن بعض الاوقات تنعت بالعبثية ، و ان المعينات البيداغوجية يمكنها ان تصبح فعالة ، و أن استعمال الزمن ليس متوازنا ، وان ... كم يجب من الوقت ، كم من الازمات المقنعة حتى نقدر على البوح بذلك و نتصرف ؟ هل المدرسة مجبرة بأن تتأخر على الدوام عن التعقيد ؟ التصرف الملائكي و لغة الصم البكم تتعاونان فيما بينهما لمنع الجلاء و الوضوح . لا يكفي أبدا أن كل احد ، منزويا في ركن ، يغترب و يضيع في أوهامه و تخيلاته . بالعكس ، إن هذا ليساعد في التشتت و انفصام العروة بين التخلي المكشوف للأشخاص و الانتصار و تحقيق الفوز للمنظمات . إنما فقط الشفافية و الوضوح المتقاسم هو ما يسمح بمواجهة التعقيد و التغلب عليه .





8.2)- الأزمة و الشك حول قواعد اللعبة

عندما نتواجد في قلب أزمة ، يحدث لنا ميل أولا في بداية الأمر في التقليل من شأن الأزمة ، ثم ، عندما نزن قيمتها و نخبرها ، نجد التهويل و نعتقد أن « لا شيء مثل هذا إطلاقا سوف يحدث في المستقبل » . سيكون من اللائق بلا شك أن نقول أن الازمات تعمل كمؤشرات موحية للتناقضات القديمة ، و أنه من اللازم أخذها بعين الاعتبار و التمحيص .
من ضمن اليقينيات التي زعزعتها الازمات المالية العمومية و الركود الاقتصادي ، بعض منها يبدو لي له مستقبل :
هل مازلنا نعتقد في التربية على مستوى الاوطان ؟ ألسنا سائرين نحو مدرسة حيث أن كمال الاشكالية للثقافة المشتركة ، واللامساواة امام التعليم ، والحق في الاختلاف سيعاد التفكير فيه على المستوى الأوروبي ؟ هل مازلنا نحلم بتربية تتحكم فيها الدولة في محتوياتها و مقاصدها ؟ إلى أي حد يجب تمويل التعليم بواسطة الاعتمادات العمومية ؟ و في آخر الامر من يعبر عن المقاصد و الاحتياجات ؟ هل حرفة المدرس من المفروض عليها ان تنبثق دوما من الوظيفة العمومية ؟ وضعية هذه الأخيرة هل هي إلى الأبد ؟
كيف تجد المدرسة مكانتها بجانب الميديا و مناهج الاعلاميات المبنية على تكنولوجية المعلوماتية ؟

هذه اللإلتباسات و الشكوك ، التي تظل بعيدة و بلا زوال ، تزيد في التعقيد و تنميه ، لأن الغايات ذاتها موضوعة للمساءلة . إذن هناك قواعد اللعبة المجتمعية . إنه من الصعب مسبقا أن نتوافق حول تأويل القواعد و إيجاد الطريق الأفضل و الانسب لتحقيق الأهداف الطموحة . لو ، في كل خطوة ، يطرح سؤال حول معنى التعليم العمومي و أهدافه ، فإن النقط المعيارية الاكثر بساطة لا توجد ، فالكل دائما هو محط مساءلة ، لا أحد بقادر على تأسيس حجته حول مشروعية قد حدتث و يحدث بشأنها الرفض و الاحتجاج .


Admin

Admin
المدير العام
المدير العام

ألف شكر على الموضوع وألف تحية للجهد المبذول.
لقد أبحرت بنا في عالم جدلية التعقيد الذي تواجهة المدرسة على مر العصور والأجيال وباختلاف مرجعيات صناع القرار والخاضعين للقرار.
فعلا ذاك الفعل هو بمثابة موجة دائمة الحركة تحمل معها عصارة الفكر البشري بمختلف مشاربه

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى