فيبلب ميريو
" ضعف و قوة المربي "
البيداغوجية بين القول و الفعل ( ESF ، 1995 )
التجربة البيداغوجية هي ، في الأساس ، تجربة المقاومة من طرف الآخر و الرفض إزاء المشروع الذي أريد تطبيقه عليه : في الحقيقة ، لا يرغب الآخر أبدا فيما أرغب فيه ؛ لا يتمنى بالضرورة تعلم ما قمت بتحضيره إياه ، و لا الخضوع لاستراتيجيات التعلم التي أقترحها عليه .
هذه المقاومة تنهض على أن لا أحد بمقدره التصرف في مكان الآخر ، يقرر التعلم أو الكتابة في مكان الآخر ، يقطع مع تصوراته أو يسائل موروثه الثقافي ؛ لا أحد بإمكانه اتخاذ قرار بشأن حرية الآخر .
المربي الذي يعتقد القيام بهذا الأمر يحكم على نفسه بالخسارة ، لأن ، حتى و لو نجح في ذلك ، فإن كثافة وعي الآخر غير القابل للاحاطة الشاملة ، سوف تمنعه من تحقيق المراد .
و الأخطر ، المربي الذي يتمكن من فعل ذلك ، بكامل الوعي أو بلا وعي ، سوف يقدف بالتربية في التدجين ، يخلط بين تكوين الشخص و صناعة الشيء .
إذن يقتضي مشروع التربية الاعتراف بالضعف بصفة جذرية إزاء حرية الأخر .
لكن هذه الضعف لا يعد حتمية . و الخطاب البيداغوجي يقدم شهادة لهذا التناقض من خلال ما يطلعنا عليه من التناقضات : مع تعظيم و تمجيد « احترام الآخر » و الجانب الداخلي لنموه ، فإنه يتمسك بإعداد وسائل التدخل الارادية volontarisme عنيدة و متصلبة .
في الواقع ، إن الاعتراف بضعفنا التربوي يسمح لنا فقط بالعثور من جديد على سلطة بيداغوجية حقيقية : تلك التي تسمح للآخر بأن يأخذ مكانته و ، من أجل هذا الغرض ، التصرف في الأليات و المناهج ؛ تلك التي تقترح عليه علوما للتملك ، معارفا للتحكم و للافساد ، التي تسمح له ربما ، و عندما يتخذ قرارا عما قريب ، بان يشتغل بنفسه » بيستالوزي )
" ضعف و قوة المربي "
البيداغوجية بين القول و الفعل ( ESF ، 1995 )
التجربة البيداغوجية هي ، في الأساس ، تجربة المقاومة من طرف الآخر و الرفض إزاء المشروع الذي أريد تطبيقه عليه : في الحقيقة ، لا يرغب الآخر أبدا فيما أرغب فيه ؛ لا يتمنى بالضرورة تعلم ما قمت بتحضيره إياه ، و لا الخضوع لاستراتيجيات التعلم التي أقترحها عليه .
هذه المقاومة تنهض على أن لا أحد بمقدره التصرف في مكان الآخر ، يقرر التعلم أو الكتابة في مكان الآخر ، يقطع مع تصوراته أو يسائل موروثه الثقافي ؛ لا أحد بإمكانه اتخاذ قرار بشأن حرية الآخر .
المربي الذي يعتقد القيام بهذا الأمر يحكم على نفسه بالخسارة ، لأن ، حتى و لو نجح في ذلك ، فإن كثافة وعي الآخر غير القابل للاحاطة الشاملة ، سوف تمنعه من تحقيق المراد .
و الأخطر ، المربي الذي يتمكن من فعل ذلك ، بكامل الوعي أو بلا وعي ، سوف يقدف بالتربية في التدجين ، يخلط بين تكوين الشخص و صناعة الشيء .
إذن يقتضي مشروع التربية الاعتراف بالضعف بصفة جذرية إزاء حرية الأخر .
لكن هذه الضعف لا يعد حتمية . و الخطاب البيداغوجي يقدم شهادة لهذا التناقض من خلال ما يطلعنا عليه من التناقضات : مع تعظيم و تمجيد « احترام الآخر » و الجانب الداخلي لنموه ، فإنه يتمسك بإعداد وسائل التدخل الارادية volontarisme عنيدة و متصلبة .
في الواقع ، إن الاعتراف بضعفنا التربوي يسمح لنا فقط بالعثور من جديد على سلطة بيداغوجية حقيقية : تلك التي تسمح للآخر بأن يأخذ مكانته و ، من أجل هذا الغرض ، التصرف في الأليات و المناهج ؛ تلك التي تقترح عليه علوما للتملك ، معارفا للتحكم و للافساد ، التي تسمح له ربما ، و عندما يتخذ قرارا عما قريب ، بان يشتغل بنفسه » بيستالوزي )
عدل سابقا من قبل مبشور في 4/5/2011, 13:52 عدل 1 مرات (السبب : إضافة)