ملتقى السماعلة
مرحبا بك بيننا زائرنا الكريم، تفضل بالانضمام الينا
https://smaala.forumactif.com/


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى السماعلة
مرحبا بك بيننا زائرنا الكريم، تفضل بالانضمام الينا
https://smaala.forumactif.com/
ملتقى السماعلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ننهي إلى علم الجميع أن الإشهار خارج عن سيطرة الإدارة
اسالكم الله أن تدعوا بالنصر لأهلنا في غزة

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

المـدرسـة في مواجهــة التعقيـد . لـ Philippe Perrenoud الجزء 3

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

مبشور

مبشور
كبير مشرفي القسم التربوي
كبير مشرفي القسم التربوي

3 ) – بعض الاستراتيجيات بلا معنى
ماذا تفعل المدرسة و أصحابها أمام التعقيد ؟ في الغالب ، يتبنون استراتيجيات فارغة ، استراتيجيات لا تخدم أي شيء و لا تعمل إلا نقل المشاكل من مكان إلى مكان آخر او استبدال في القرارات : كل هذا ليس عبثا : فمن طبيعة التعقيد نفسه أنه لا يطرح القضايا بشكل متساوق و متفق عليه ، و السبب ، بالضبط ، يرجع للتعقيد الذي يجزء كل شخص او كل تنظيم . فلا يمكننا ان نندهش ان جانبا من الاستراتيجيات التي تطمح في مواجهة التعقيد إنما تسعى في إنمائه و تقويته de facto ، و حتى لا يغيب عن أذهاننا أن الواقع يصمد في وجه الاختزال و التبسيط . يبقى أن التفكير الجماعي حول التعقيد أمر لا مفر منه لاجتناب المصائب الأكثر خطورة و فظاعة . و هاك بعض منها .


.3.1. )- سياسة النعامة

مثل أية إدارة عمومية ، تتوفر المدرسة على الوسائل لتأجيل الوعي بالمشاكل و إقصاء هذا الوعي زمنا بعيدا . يشعر الموظفون بالحماية و الأمان و يستظلون بظل قانون يضمن لهم الدخل ، والعمل ، و التقاعد . هناك نصوص أخرى تبدو أنها تؤمن الخلود النسبي للبرامج ، للبنيات ، للمؤسسات . بدون شك هذا يعطي الانطباع أننا نحيا في عالم غايتة الاستقرار . فهو لا يخلو من الصراعات و المتناقضات ، لكن ليس إلى درجة الاحساس أنه يهدد حياتنا و مشروعيتنا . يمكن أن يبدو من الصواب إذن الانتظار حتى ينتهي الوزاء ، و الاصلاحات ، و الازمات بأفاعيلها ، دونما مطارحة القضية . العاملون في المدرسة لا يعيشون في الود و الصفاء ، غير أن أكثريتهم ليست مستعدة للمساءلة و معاودة الطرح الأساسي للقضية . يفضلون التفكير في أن الكل سوف يتدبر أمره ، و أننا نحتاج دائما إلى مدرسة و معلمين .



.23)- البحث عن كبش الفذاء

شكل كلاسيكي آخر لنكران التعقيد : العمل على " وضع القبعة " على رؤوس بعض المتهمين المشار إليهم : التلاميذ ، أصحاب المستوى المتدني ، الذين لا يهتمون بأي شيء ؛ الآباء ، الذين يتدخلون في كل شيء و يمنعون المعلمين في تأدية واجباتهم ؛ السياسيون ، الذين لا يفهمون أي شيء في البيداغوجية ؛ اليسار ، الذي يضعف الانتقاء و السلطة ؛ اليمين ، الذي يضعف المدراس ؛ الادارة ، التي تبيض الدوريات متجاهلة كل الميادين ؛ المختصون ، الذين يصنعون البرامج و المناهج التي لا تقف على الأرجل ؛ « الهيراركيات » التي لا تساند زميلاتها بما فيه الكفاية ، بل مدرسون آخرون ، أكثر سماحة من اللازم او أكثر نشاطا من اللازم ...

بطبيعة الحال ، لا احد يحب أن يجد نفسه أنه ينتمي للمشكل ، يساهم في خلق المتناقضات كما يود تحليلها و العمل على تجاوزها . التعقيد ، مثل الجحيم ، دائما هم الآخرون . التفكير النظمي يقتضي و يستلزم التموضع القوي ، هو نوع من القبول بالتعقيد كخاصية لمنظومة الفعل عوض ان يكون بمثابة تلخيص للضرر او عدم كفاءة هؤلاء الفاعلين أو الآخرين .

لا تتحدد مواجهة التعقيد في القول على أن المواجهة هاته تنبعث من أصل واحد ، و انه يكفي إسكاتها او إخمادها فيقضى على المشاكل إذن أبدا . التعقيد هو خاصية المنظومة . فلا ندري كيف يمكننا تطويقها بوساطة « تشهير المحرضين » . لا يسعنا إلا استدعاء « الاظناء » المفترضين كي ننخرط في عمليات التعليل و المحاججة و تخصيص ظروف الحماية و الامن التي تزيد مرة أخرى في التعتيم و التعقيد للواقع . إن البحث عن كبش الفذاء يخلق لدى هؤلاء الذين يحسون بأنهم مستهدفين مجهودا فائق الحد من اجل توضيح فعاليتهم أو حسن نواياهم و إيمانهم ( بيرينو Perrenoud ، 1992 ) .



3 .3)- بلاد الغال

نعرف بلد أبيليكس و أستيريكس الذي قاوم الرومان، البلد الضائع في وسط الغال la Gaule المحتلة . غالبا ما تعمل المدرسة حسب هذا المنطق . من الممكن للعالم ان يتغير ، و الاقتصاد يتدهور و يتشكل من جديد ، و المجتمعات تتآلف ، و اللاجئون يتكاثرون ، و المدرسة تتابع عملها بتمهل و ثبات ، تأخذ أحيانا خمس دقائق للتحدث عن سقوط جدار برلين أو حرب الخليج ، لتعود بسرعة إلى « الامور الحقيقية » ، أي البرنامج ، كل واحد مهتم بالتقدم و إقفال السنة بدون التعرض لنقد زملائه .

نفس الانغلاق ، على مستوى آخر ، في منطق الميزانيات . إما إبقاء الموارد كما هي على حالتها او إنماؤها ، حتى لا نغير أي شيء في الممارسات ، على ما يبدو يعتبر هذا المنطق أحد الأولويات . تتحدد صورة المدرسة بشكل طوعي على انها دولة في دولة ، حصن منيع ، من اللازم عليها الانفلات من صعوبات الظرفية و دعوتها الوحيدة في ذلك هو أنها تطمح « التهيؤ للمستقبل ». عندما تعلم في النهاية انها ليست في مأمن ، فإن الوقت قد يفوت للاستحكام في المقدمات ، و قطاعات أخرى من المجتمع ، بل الدولة ، هي التي ينبغي لها قيادة اللعبة متفهمة بسرعة حقيقة الازمة .

نفس المحاولة الانعزالية توجد على مستوى المؤسسات . يأمل البعض اللإلتفاف بنطاق صحي يضعهم بمعزل عن الاصلاحات ، والصراعات ، و اضطراب العالم . و البعض الآخر يفتخر بالحكمة البالغة التي سوف تساعده في « وضع في السلة » كل الأفكار الغريبة و الشاذة الآتية من مكان بعيد . فئة أخرى ترحل معتقدة في قوة و قدرة الابتكار كالفارس في الميدان و هي تبتعد عن البرك الضحلة بغية بناء « مدرسة أخرى » حسب مستواها . في كلتا الحالتين ، هو التجاهل للتداخلات و الانتماء للنظام المفتوح . إن التنظيمات الاكثر فعالية ، بعيدة من ان تتجاهل او تنكر الوضع ، تحاول مراقبة و تدبير الوسط الذي تنتمي إليه . ليس القصد إذن هو فقط العمل بصدد صورة ما من الصور، و الاستثمار في العلاقات العامة . إنما القصد أساسا هو أن تكون حاضرا في المناقشات على مستوى النظام الذي نحن جزء منه و تعديل ثقافتنا و قراراتنا في الاتجاه الذي يخدم سياستنا المحلية .


43.)- النوم البيروقراطي

كل بيروقراطية تنهض على أساس الخيال ، حيث أنها تحدد مقاصد و غايات واضحة تكون في مصلحتها ، من أجل احترامها و احترام حدود ميزانيتها و القواعد التي وضعناها نحن لهذه البيروقراطية . بإمكاننا إذن العمل كأنما باستطاعة البيروقراطية القضاء على التعقيد هنا و الآن ، وبنفس الطريقة ذاتها التي يقضي الحقل الميغناطيسي على الجاذبية في كل مكان . نراوغ إذن في الاعتقاد أن النظام السياسي يدبر تضارب المصالح و اختيارات المجتمع و يعطي للمدرسة مأمورية طبعا مضاعفة ، لكن من حيث التعقيد ، حسب معنى موران Morin ، تظل غائبة ؛ بشكل آخر هي مأمورية خالية من المتناقضات الداخلية و الإلتباسات .

إن الواقع يتشكل من نوع آخر : في الديموقراطية – و حتى في وضع توتاليتاري – لا يمكن للنظام السياسي تجاوز متناقضات المجتمع ، حتى لا نمنح للدولة و إدارتها سوى المأموريات الواضحة و المعقولة . إن المتناقضات المتوارية خلف المساومات المؤقتة نجدها تطفو على السطح من جديد عندما يتهيأ القصد لتدبير الميزانيات ، و تأويل النصوص ، و تعديل البنيات و البرامج المدرسية ، و اتخاذ القرارات في الحالات المتفردة . التناقض يحصل في أذهان الناس : أباء ، تلاميذ ، مدرسون ، مدبرون . إنه فقط بثمن شكلانية قانونية فارغة من المحتوى هو الذي يجعلنا نفكر في المنظومة المدرسية كرجل « متنفد » بسيط لإرادة سياسية واضحة ، ثابتة و أحادية . في الحقيقة ، ميزان القوى و التجاذبات الوجدانية تجتاح المدرسة ، مثل أية مؤسسة . إن مواجهة التعقيد ، هو التوقف عن الحلم بطرح جانبا من الهموم والمعالجة حسب فاعلين آخرين او في مستوى آخر من النظام . يبقى ان النوم البيروقراطي يمتاز بالاغراء . لا أتحدث هنا عن المردوية أو الفعالية ، إنما الانغلاق في وجه المشاكل الحقيقة للعالم ، بكل وعي و حس إيجابي : « و هذا لا يتعلق بدورنا ».


5.3)- الهروب نحو الامام

عدد كبير من رجال المدرسة يمتلكون سرا عند مواجهة التعقيد : يحتمون بالايتوبيا Utopie . لا ننكر المشاكل ، نقول أنها سوف تجد حلولا في الاصلاح المقبل ، عبر و من خلال البيداغوجيات الحديثة ، و التكنولوجيات العصرية . تعيش المدرسة على بقية من الأمل تنتظر « الحفل البيداغوجي » الكبير . تظن أن الأفكار الطيبة بمقدورها لوحدها معالجة معضلة الفشل المدرسي أو الحوار الصعب بين الآباء و المدرسين . يوضح ليز دومايلي Lise Demailly ) 1990 (في الاعداديات الفرنسية أننا انتقلنا بالتوالي إلى مرحلة عصرنة العلائقي ( " التواصل ، العقد البيداغوجي ، المشروع ! ")، إلى عصرنة التكنولوجي ( " حاسوب لكل قسم ! " ) عصرنة التنظيمي ( " اللاتمركز ، مشروع المؤسسة و التدبير التشاركي ! ") . بدون حرق بالضرورة ما كنا نتعلق به و نحبه كثيرا ، نعزله في مكانه الذي يستحقه ، ولكن لنضع جيدا كل هاته الآمال في إيتوبيا جديدة . عامل ثابت لا يتغير لرفض مميزات النسقية للتربية و الاعتقاد الجازم بأننا نستطيع التقدم متجاهلين بعض ملامحها .

يتعرض التعقيد للجحود و للنكران من طرف هؤلاء الذين يسميهم بقوة ربير هاري Robert Hari بسكان نياكا(Nyaka )، البيداغوجيون المثاليون الذين يجيبون عن كل سؤال ، إن لم يكن اليوم ، على الأقل في المستقبل القريب . بينما تتمثل مواجهة التعقيد في القبول الحدث انه غير متجاوز إلى حد ما ، لأن المتناقضات و التعارضات و الصراعات موجودة في طبيعة العلاقة البيداغوجية ذاتها و مقاولة التمدرس . هذا لا يعني إطلاقا أنه لن يكون أي جديد تحت الشمس ، لكن فقط التقدم لن يمر عبر نكران التعقيد . إن تاريخ المجتمعات و تاريخ المؤسسات التربوية على حد سواء لم يتركا لنا اليوم أي لبس أو غموض في هذا الصدد : لا وجود هناك لأية ثورة ، لا وجود لأي إصلاح باستطاعة هذا و ذاك إنقادنا من الصراعات و التناقضات .


6.3) - البسيكودراما الدائمة

للهروب من التعقيد ، بإمكاننا إفراغ محتواه في قالب مأساوي ، إلى درجة أن الفاعلين وهم يحتفلون يستثمرون منه طاقة مهولة أثناء مواجهتهم الخاصة أمام المتناقضات ، و العقبات ، و التباطؤات ، و تناقضات العالم . تعتقد بعض المؤسسات في المواجهة عن طريق الحماسة الفوارة المستمرة ، و الخطاب الجامح حول التجديد و الابتكار . بعض المدرسين يجدون في الدراما موضوعا للعب بعض الادوار ، كالاستيلاء على السلطة .
يفقد رجال المدرسة جهدا لا يستهان به في نشر أو تكذيب القيل و القال .بعضهم يصف الشيطان على الجدران في انتظار أدنى صعوبة . آخرون يحسون إذن بوجوب إلقاء خطاب شيطاني مدمر . من غير المشروع أيضا قول أن الثقافة تموت عندما نحدف ساعة او ساعتين من حصة التلاميذ و بالمقابل ننكر أن ضغط مثل هذا الاجراء يمارس تأثيره في استعمال « الوقت المتبقى » ، أو الاعتقاد انه من السهل تخفيف ثقل البرامج ( بريت و بيرنو Perret et Perrenoud , 1991 ) . إن هذا التناوب بين الكوارث المعلنة و الضمانات المتعذرة لا يساعد في تطويق التعقيد ، غير أن قلة من الفاعلين تجد في ذلك قوت كسبهم . و البعض منهم ، تحديدا ، من أجل و لغرض هذه الحقيقة . سواء من جهة المنظمات النقابية الخالصة أو القوية أم من جهة السلطة التي لا ترغب في التشاور .

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى