ملتقى السماعلة
مرحبا بك بيننا زائرنا الكريم، تفضل بالانضمام الينا
https://smaala.forumactif.com/


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى السماعلة
مرحبا بك بيننا زائرنا الكريم، تفضل بالانضمام الينا
https://smaala.forumactif.com/
ملتقى السماعلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ننهي إلى علم الجميع أن الإشهار خارج عن سيطرة الإدارة
اسالكم الله أن تدعوا بالنصر لأهلنا في غزة

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

المدرسـة فـي مـواجهــة التعقيـد . عـدد 4 لـ Philippe Perrenoud

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

مبشور

مبشور
كبير مشرفي القسم التربوي
كبير مشرفي القسم التربوي

)4 - المواجهة الحقيقية للتعقيد

هيا لنفكر أولا في القطيعة مع الاستراتيجيات بلا مستقبل الموصوفة أعلاه . وحتى نمضي بسرعة ، يبدو انه من السهل محو هذه الاستراتيجيات كما وظفتها بصورة كاريكاتورية . في الواقع ، يوم بعد يوم ، نقع في الفخ بكل سهولة . لأن كل واحد يطرح أوراقه بشكل طبيعي، يدافع عن مصالحه القريبة و الآنية . الاستراتيجيات بلا مستقبل ليست دائمة عديمة الفائدة . من وجهة نظر الفاعل وحده و مع القبول بمنظوره الحالي ، غالبا ما تحرز هذه الاستراتيجيات على معنى . لماذا رئيس مؤسسة و هو لما يقترب من التقاعد بسنتين او بثلاث سنوات لا يبحث في ربح الوقت تاركا هكذا من يخلفه في مهمة مواجهة الأزمة ؟ لماذا يجازف مسؤول سياسي ركوب الشفافية قبل الآخرين ، علما أن المترشحين و الموظفين ، بعيدون كل البعد من الاعتراف به ، سوف يقطعون لا محالة ٍرأس كل من قد يأتي بالأخبار غير السارة ؟ لماذا المدرسون الذين يخافون من الآباء يصرحون بذلك ، علما أن في أول لحظة سينقص هذا الأمر من قيمتهم الشخصية ؟ الأفضل لهم هو الزعاق بدل تدخل الأباء في كل شيء و هم غير أخلاقيين ، و أننا لا نقدر التعامل معهم .

ما يتخده الفاعلون كاستراتيجيات هي ربما ليست إلا تكتيكات قصيرة المدى ، لتلك الصراعات الدائرة في الكواليس . لكن طالما أنهم يفكرون في مصالحهم بشكل أفضل ، فهم على ذلك باقون . إن الاستغناء و نبذ الاستراتيجيات بلا مستقبل يمر عبر تحديد معنى التناوب الحقيقي . بشكل أكثر إيجابية ، سأحاول إذا تحديد بعض الخطوط العملية الأكثر تنويرا أمام التعقيد : ا)- التعرف على التعقيد و لا نعمل كأنما نسيطر عليه بوحدنا ؛ ب)- تحليله و تدجينه جماعة ؛ ت)- إحداث مؤسسات نسقية . فلننظر إلى هذه الجوانب عن قرب .


1.4.) – الاعتراف بالتعقيد

العالم معقد ، أليست هذه هي البداهة ؟ هل من الضروري حقيقة اقتحام الأبواب المفتوحة ؟ أظن أن الجواب هو نعم . و السبب هو أن العقل ينكر بقوة المتناقضات الصعبة التجاوز . إن ثقافتنا تقبل بأن تنظر إلى الاشياء على أنها صعبة و مضاعفة ، و لا بد من بذل المزيد من الجهذ لاكتشاف السيرورات و القواعد الأولية التي تسير الكون ، و الكائنات الحية ، و الأشخاص و المجتمعات الانسانية . لكنها تقبل بصعوبة النظر إلى الأشياء على أساس أنها معقدة ، بمعنى إدغار موران Edgar Morin ، أي في الأخير مسكونة بالمتناقضات ، بالارتيابات الأساسية ، بالصراع .

أن تعترف بالتعقيد ، القصد منه هو أنك لم يبق لديك رؤية واضحة في أحلامك و تجعل الناس متفقين في دفعة واحدة ، يعني هو القيام بمراجعة مستمرة للمشاكل و الحلول حول الحرفة ، معناه هو التغيير في نوعية التفكير أو التغيير المرحلي في البراديغم على وجه الخصوص من أجل دمج براديغمات جديدة . هذا هو ما يشكل قانون البحث من حيث المبدأ : بالنسبة لباحث ، التعقيد ايبستيمولوجيا هو أداة عمل و تحد في الآن نفسه . و مع ذلك ، حتى العلميون يقاومون التغيير النظري ، و ليسوا بمعزل عن الاختزالات و الضابطات الآمنة ، بينما نجد تقسيم العمل يقحمهم أقل بكثير في ذلك مقارنة مع مهن أخرى تتسم بالتدخلات الاستعجالية للفعل اليومي .

كيف للمدرسين و لمسؤولي المدرسة ، في مواجهة التعقيد كله ، يوم بعد يوم ، باستطاعتهم معايشتة بدون تجاذبات وجدانية ؟ بالطبع ، تعقيد العالم ، هو أيضا سره ، سحره ، انفتاحه . لو كنا نعيش في عالم محدود على مستوى الموارد و الايكولوجيا ، حسب تعبير أليبر جاكار Albert Jacquard ( 1991 ) ، فإننا نعيش في عالم للامحدود على مستوى الأفكار و الحضارات . فالتعقيد هو المحرك للتاريخ بلا حد . الامر الذي له أهميته على المستوى الشعري او الفلسفي ، غير انه يغذي إحساسا موهن للهمة للعود الأبدي . من الطبيعي ان كل واحد ، هنا من حيث وجوده ، يحاول في بعض اللحظات نكران التعقيد طلبا لفائدة ترجى من استراتيجية على الرغم من قصرها في الزمن ، استراتيجيات لها فضل على الأقل لتأمين بعض الهدوء والسكينة و راحة البال...

لا يمكن هكذا إحالة كل واحد إلى حواره الداخلي بين سلطة بلاغية و رغبة في الطمأنينة و السلام : القبول بالتعقيد لا يعد من قبيل الاختيار الفرداني الصرف ، إنه يتمثل في بعد الثقافة المشتركة لمجتمع ما ، لحرفة ما ، لمؤسسة ما . بهذا المعنى ، القيام بتجميع مدراء المؤسات قصد التفكير حول مهنتهم يعد خطوة مهمة نحو الاعتراف المتقاسم بصدد التعقيد . ليس فقط كبعد شخصي لتجربة كل واحد ، لكن كبعد جماعي و حرفي .

الاعتراف بالتعقيد لا يعد فعلا ثقافيا فحسب . ولكن إنما التعقيد أيضا يعني ما يجعلنا كذوات ، و كيف نحيا التعقيد ، بأحشائنا ، و بأحكامنا المسبقة ، بأطراحنا ، بأفراحنا . في حالة ما إذا تجاهلنا قسطا من الهلع و الذعر ، و الرغبة في الهروب ، لكن أيضا الاستمتاع ، و التحدي ، فإننا سوف نتلاعب مرة آخرى بالوهم التقنوقراطي : تعقل العالم بدون تعقل ذواتنا كأشخاص معقدين ، محدثين من تجاذبات الوجدان و الاحاسيس و التمثلات الكامنة في تجربة ، في ثقافة ، في شبكة من العلاقات .



2.4)- تحليل و تدجين التعقيد جماعة

لا يكفي الاعتراف بالتعقيد ، يجب معرفته ، بشكل آخر التعقيد هو تجاوز الصورة المغلوطة و المبهمة لمجموعة من التشويش ، من المتناقضات ، الارتيابات و الصراعات . لا يوجد العقل مكتف الأيدي امام التعقيد ، باستطاعته التحكم فيه جزئيا ، نظريا ، و في بعض المناحي ميدانيا . لذا ، فالضغط بين التبعية و الاستقلالية يصعب تجاوزه في مرة واحدة ، لا نظريا و لا تطبيقيا . لكن الحالة تخضع للتحاليل و يمكن ان تدبر لتصبح معاشة بالنسبة للآخرين و تكون خصبة للتنظيمات . نفس الشيء ، الضغط ببن دمقرطة الدراسات و احترام التباينات لا يرقى بأن يحصل على اعتراف بسيط . من الواجب الاشتغال على هذا الموضوع ، نحدد ما الذي يجعله يتكاثر او نعمل على تنقيصه ، إذن هو تحديد و استعمال لهوامش من الحرية .

إن هذا العمل التحليلي و التدبيري للتعقيد حاصل في قلب أي سيرورة تتوخى الامتهانية للحرف ، سواء تعلق الامر بتوجيه و إرشاد مؤسسة او عن طريق التدريس . في مهنة تنفيدية ، يبقى التعقيد في الاساس موكولا للمختصين او المسؤولين ، عمال القواعد لا يسعهم سوى إنجاز « ما يقال لهم » دونما طرح مفرط لأسئلة ، بشأن النموذج « إن الاستراتيجية للقادة ، أي بمعنى تدبير الارتياب و الصراع ، الطاعة العمياء للجنود البسطاء » . حتى إلى ذلك الحين ، فقد صنعت التايلورية زمانها ، كما يبين ذلك ليز دومايي Lise Demailly فيما يرجع للادراة العمومية :
« الامر الذي يتمظهر ضروريا بشكل ميتودولوجي لتحقيق الأهداف العامة من أجل تجديد الخدمة العمومية و كسب العقلانية ، أي ، في النهاية تحسين جودة التحكم في العالم الاجتماعي ، هو الفردانية القصوى للحلول . التدبر مع الحرص في اقتصاد الجهد ، و المصاحبة الفعالة للتغيرات المحتملة و القوية للنظام التربوي ، هذا يعني التدبير على المقاس . أن تعقلن ، معناه هو التعقيد » ( دومايي Demailly ، 1992 b ).

فيما يخص المهن ذات الحمولة لمضامين التضامن و التكافل ، يبدو من الجلي أيضا أن كل الناس يتعرضون للتعقيد . فمهما يكن تقسيم العمل و بنيات السلطة ، فهي لا تتخلى عن التضامن مع المهنيين و مقابلة كل واحد ، فرديا و جماعيا ، لجزء كبير من المتناقضات التي تجتاح المجتمع والنظام التربوي و المؤسسة كما أيضا ممارسة كل واحد .

في عالم المدرسة ، لقد لقد أرسى هذا الوعي معالمه ، بعيدا من ان يبلغ درجة العمومية . ما زلنا نفكر حسب نموذج بيروقراطي كلاسيكي الذي يترك « للرئيس » مهمة تفكيك خيوط اللعبة... بطبيعة الحال ، إن دور رئيس المؤسسة أو أي مسؤول يتجلى في تواجده في مقدمة الصف و تنسيقه للعمل بصدد التعقيد . مستقبلا سيقل شيئا فشيئا الانفراد بالعمل ، و « الاتكاء على الذات وحدها » ، و من تم الرجوع مع ابتسامة أمام زملائه قائلا لهم :« لقد فكرت ، ها هو الحل .» و ذلك لمجرد فقط ان حلا مثل هذا في تفرده و انفراده قلما يصبح الحل . ما هو إلا افتراض أول ، بقدر غياب منفعته فهو جامد و مغلق و ان صاحبه متعلق به كتعلق الأب بابنه . لا يمكن لإدراة واقعية إلا أن تنشط و تحفز الآليات التي تغذي جزءا مهما من المساعدين و مستخدمي المدرسة . في التدبير العصري ، مواجهة التعقيد هو قضية الوحدة العاملة و ليس فقط هم المسؤولون وحدهم .

زد على ذلك ضرورة مقاسمة هذا التحليل من طرف الجميع . و الحال هاته أننا لا زلنا متواجدين في مرحلة حيث حرفة التعليم تتأرجح بين نموذجين ، أحدهما للمنفد المؤهل لكنه ذو عريكة سهلة ، و الأخر للممتهن الحر في طرقه و أعماله موجهة وفق المقاصد الكبرى ( هاتمايشر Hutmacher ،1990 ؛ هوبرمان Huberman 1991 ؛ بيرنو Perrenoud 1993 / aet b ؛ فونك Vonk 1992 ). لعل النموذج البيروقراطي يشكل أقل خطورة ، فهو يعتبر ملاذا . الاتجاه نحو المهننة يمثل إذن طريقا طويلا ، إلى درجة ان خلال السنين و مما لا شك فيه خلال عشرات من السنين القادمة ، ستواجه المدرسة التعقيد حسب براديغيمن نفسهيما متناقضين ... هنا أيضا ، سيكون بلا فائدة ان نعتقد في اختزال المهننة بمجرد الإقرار . الأفضل هو مقدرة الاشتغال عليها . و كل مشكلة ، وكل صراع ، وكل أزمة ، هي مناسبات للتعلم جماعة و بشكل مغاير .



3. 4 ) – إحداث مؤسسات قادرة على التفكير النظمي

كل مؤسسة هي منظومة و منتمية لنظام أكثر شمولية و اتساعا . يظل التحقق من معرفة هل المؤسسة تشعر بذلك ام لا . إن المؤسسة القادرة على نهج التفكير النسقي هي مؤسسة قادرة على التفكير في ذاتها و من خلال التعقيد الداخلي و ارتباطاتها الخارجية ، فهي مؤسسة قادرة على بناء نظرة شمولية لعملها و محيطها ، و تقترح الخطوط العريضة الملائمة لنشاطها .

لكي نحلل و ندجن التعقيد جماعة ، من الضروري وجود فضاءات مخصصة للتخاطب ، عن طريق الانشطة العادية التي نمارس فيها ليس استشارة دورية فحسب ، بل نشاط تضامني يدور حول المشاكل الحقيقية المطروحة . السلطة المتفاوضة ، ما أسرع هذا الكلام : في التطبيق ، هو مجموعة من القواعد و السيرورات تنتظم دائما حول المهنة . لا أريد هنا الدخول في التفاصيل حول انماط الاشتغالات ، التشارك ، تبادل الأراء و التفاوض على مستوى المؤسسات . في هذا الميدان ، كل ما يتعلق بمشروعات المؤسسات و التفكير بصدد المدارس الفعالة و التجديد ، هناك عدة اقتراحات مهمة ( أنظر كاتير تيرلير Gather Thurler ، 1992 ، 1993 c &d ).

ربما يجب التفكير أيضا في ثقافة الحوار داخل مجتمعاتنا و أنظمتنا التربوية :
النقاشات المعاصرة حول المدرسة و التربية تشبه كل شيء ماعدا الحوار . لا نتجابه أبدا بالمعنى الكامل رأسا لرأس و نمارس بشكل ممنهج " سياسة الخطوة جانبا بجنب " : « لا أجيبك ؛ ليس كوني أنني أفهمك مع ذلك بالضرورة ؛ يكفيني اتهامك بخطإ قاتل ، كي أقدم اتهاماتي كغذاء ثقافي للرأي و ، بعد ذلك ، أتموضع بكل حرية حيث شئت ؛ هكذا بامكاني الاستمرار في الحديث وحدي مرتاح البال » ( ميريو و دوفلاي Meirieu et Develay ، 1992 ، ص : 19 ).

ضد هذا الحوار الأصم ، يرفع ميريو و دوفلاي من شأن و قيمة المناقشة الحقيقية ، حيث يمنح كل واحد مناسبة للمتخاطب كي يعبر و يرد عليه في العمق . ما ينطبق على الحوار السياسي ينطبق أيضا على الحياة داخل المؤسسات . إن بداية نشوء الثقافة المشتركة ، هو الاعتراف بالتفاوتات و الاشتغال عليها بجدية . لا تتحدد المساعدة في أن نتفق حول الكل ، لكن هي معرفة حول تدبير الاختلافات ! يتبـع ..




الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى