ملتقى السماعلة
مرحبا بك بيننا زائرنا الكريم، تفضل بالانضمام الينا
https://smaala.forumactif.com/


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى السماعلة
مرحبا بك بيننا زائرنا الكريم، تفضل بالانضمام الينا
https://smaala.forumactif.com/
ملتقى السماعلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ننهي إلى علم الجميع أن الإشهار خارج عن سيطرة الإدارة
اسالكم الله أن تدعوا بالنصر لأهلنا في غزة

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

ولماذا يفرح التلاميذ عندما يغيب المعلم ؟

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

scoupidou_222

scoupidou_222
المدير التنفيذي
المدير التنفيذي

قد تكون الصدفة أو الاهتمام المشترك بالقضايا التربوية هو الذي جمعني بالمشرف على تنفيذ المشروع التربوي والذي يهدف إلى جعل المدرسة صديقة للأطفال من حيث المضمون والأداء،
لتكون مدرسة قادرة على تلبية احتياجات التلاميذ المتنوعة... مدرسة قادرة على مواكبة عصر يمتاز بسرعة مذهلة في التطور التكنولوجي والمعرفي...
فالحديث الشيق لهذا التربوي المتفائل (من منظمة اليونيسيف) عن كيفية جعل المدرسة (صديقة للطفولة) قد أرجعني 26 عاماً إلى الوراء. نعم أرجعني إلى اليوم الأول لي في المدرسة الابتدائية، ذلك اليوم الذي كنت انتظره كانتظاري ليوم العيد، ليلتها لم أستطع النوم فقد احتضنت إضبارة تسجيلي في المدرسة كاحتضاني لملابس العيد الجديدة ليلة العيد.
جاءت اللحظة التي كنت أنتظرها فدخلت برفقة عمي المدرسة والبهجة تعج بكل حواسي وأوصالي، رحت أتفحص كل شيء بنظرات سريعة (البناء الكبير، الباحة الواسعة التي كانت تحتضن عشرات التلاميذ.....الخ) وأقارنها بالصورة الجميلة الرائعة للمدرسة التي رسمتها أسرتي بمخيلتي....
ولكن ما إن دخلنا إدارة المدرسة حتى تحطمت تلك الصورة الجميلة. نعم تحطمت على عتبة لامبالاة مديرٍ يضرب أحد التلاميذ بكل قسوة. يضربه على إيقاع صرخات وبكاء ذلك الطفل (التوبة ياأستاذ، والله ماراح أعيدها، موأنا ياأستاذ....الخ) يضربه وهو محاط بجمع من المعلمين والمعلمات.
تجاه هذا المشهد القاسي تحولت فرحتي لغصة، فحل الخوف والرعب بنفسي بعد أن غادرتها تلك البهجة الطفولية.
وزاد الطين بلة عندما همس عمي بأذني (ستلقى نفس المصير إن تخطئ التصرف في المدرسة) فأجهشت باكياً، ومنذ تلك اللحظة ولدت لدي حالة نفور من المدرسة (رهاب المدرسة) استمرت تلك الحالة قرابة الشهر تمنعت خلالها من الذهاب للمدرسة. ومع الأيام وبمساعدة المعلمة الرائعة (ر. س) التي تفهمت سبب خوفي ونفوري من المدرسة فساعدتني بطرق تربوية للتخلص من تلك المحنة وأن التزم الصف. لكنني لم أستطع أن أتخطى ذلك الحاجز النفسي تجاه الإدارة إلا بعد أعوام طويلة. ولكن بعد أن عملت بصفة مرشد اجتماعي في بعض المدارس اكتشفت بأن هنالك الكثير من المراجعين (أولياء التلاميذ) يتثاقلون أو يتجنبون قدر الإمكان دخول الإدارة!!!...
- ياترى لماذا هذه الهوة بين المدرسة وتلامذتها القدامى والمستجدين (المجتمع)؟!!! وهل حاولت تحفيز أولياء الأمور والمجتمع المحلي لزيادة الاهتمام بالمدرسة ومشاركتهم في شؤونها؟.
- لماذا يتمنى التلاميذ أن يكون اليوم الدراسي أقصر؟ ولماذا يفرح التلاميذ المتفوقون والمتأخرون عندما يغيب معلمهم عن الدوام؟ ألأنهم سينصرفون باكراً؟ لماذا يتململ التلميذ عند قدومه للمدرسة؟ ألا يوجد ما يجذبه إليها؟
- هل استطاع المعلم أن يرتقي بنفسه وعلمه ليصل عالم الأطفال , وهل استطاع أن يخلق نسيجاً من علاقات الحوار المحبة والاحترام والعطف بينه وبين تلاميذه؟ أم بقي وراء منبره مطالباً تلاميذه أن يرتقوا هم لعالمه؟!!!!
- هل يهتم المعلم بتطوير وتدريب نفسه ليواكب روح العصر ومتطلباته وخاصة بعد شعوره وإيمانه المطلق بأنه لم يعد المصدر الوحيد للمعرفة بل أضحى وسيطاً بين الطلبة ومصادر المعرفة.
- هل نستطيع القول بأن المدرسة بدأت تفقد حتى وظيفتها التعليمية، وأصبح التعليم منزلياً، وإلا لماذا هذا اللجوء الكثيف للدروس الخصوصية بكل مراحلها (حتى الأول الابتدائي)!!!
- ألم تكن خطة تزويد المدارس بمرشدين نفسيين واجتماعيين خطوة حكيمة من أجل تطوير مدارسنا اجتماعياً وتربويا.. (فجوهر مهمة الإرشاد " كما تراه وزارة التربية " تكمن في تحديد الإطار العام للمشكلات الراهنة في المجتمعات المدرسية وذلك من خلال التعرف عليها وعلى آليات تشكلها، وكيفية التعامل والحد منها ومن ثم إبعادها وبصورة كلية. لهذا فهو يساهم بطرق ووسائل كثيرة لمساعدة التلميذ على بناء شخصيته وإدراكه الصحيح للواقع الاجتماعي والارتقاء به على أساس التفاعل الإيجابي بينه وبين البيئة الطبيعية والاجتماعية المحيطة به.) فهل حظي الإرشاد بدعم ومتابعة المعنيين؟ وهل توفرت له مستلزمات وأسباب النجاح..؟ أم أصبح حال المرشد كحال من قال به الشاعر "كتفوهُ وألقوا به في اليم وقالوا له إياك أن تبتل"!
- متى وكيف ستصبح المدرسة صديقة للأطفال يقضون فيها أجمل الأوقات، يجدون فيها الصدق والدفء والحنان والأمان، يجدون فيها من يحاورهم ويستمع إليهم ويشجعهم على إبداء آرائهم بحرية تامة، يجدون فيها ما يفتقدونه في بيوتهم. ويتساوى فيها الفقير والغني بالحقوق والواجبات.
آسف لهذه المقدمة التراجيدية ولكن التشخيص بهدف العلاج يتطلب أحياناً الكثير من الواقعية وإن كانت قاسية. واسمحوا لي بأن أقول : إن العلاج والتطوير والتحديث ممكن جداً في حال توفر الإرادة لذلك والإيمان بذلك. وأن تخلق الظروف وتقدم المساعدات والتسهيلات من قبل الجهات المعنية لتكون دعماً وحافزاً لتلك الإرادة ولذلك الإيمان لتطوير مؤسساتنا التربوية. وذلك من خلال الاهتمام ببعض القضايا، فإن تحققت على أرض الواقع ستكون مدارسنا جنات ومناهل علم لأطفالنا.
1- القضية الأولى : توخي الدقة والشروط الموضوعية عند اختيار المعلم، فيجب التركيز على صفاته النفسية والخلقية.
أن يكون محباً ومدركاً لمدى أهمية وحساسية هذه المهنة أو هذه الرسالة التي يحملها (فهو يبني شخصية الفرد) وبالنتيجة هو يحدد ملامح شخصية ومستقبل مجتمع بأكمله.
فمن الضروري أن يكون المعلم (متزناً نفسياً. يمتلك مهارة الاتصال والتخاطب، يجيد الاستماع والحوار، يحترم الرأي الآخر، متسامحاً، قوي الملاحظة، واسع الثقافة،....الخ) فإن تمتع معلمنا بهذه الصفات فسيكون خير قدوة لأطفالنا.
- وليكون معلمنا كذلك لابد من الاهتمام بتطوير قدراته التعليمية من خلال تدريبه بشكل مستمر وإطلاعه على آخر الوسائل والطرائق والنظم التعليمية. وضرورة المساهمة الحقيقية في حل مشاكله (المادية، الصحية...الخ) وتحفيز وتشجيع المبدعين منهم بطرق عينية ومعنوية.
2- القضية الثانية : كيفية التعامل مع التلاميذ في المواقف المختلفة :
- كلنا كنا تلاميذ صغاراً ونتذكر تماماً كم كنا ولازلنا نحب ونتقرب ونقتدي بالمعلم الذي كان يستمع إلينا ويرشدنا إلى ما هو صحيح إن أخطأنا، وكم كنا نشعر بالأمان والاطمئنان ونحن معه، نلجأ له إن استصعب علينا أمر ما، ونحن بدورنا كنا نحاول أن نتجنب ما يزعجه أو يغضبه.
- وكم من تلميذ قد كره الدراسة والمدرسة وتسرب منها نتيجة لقسوة وجهل معلم. حتى الآن يستعمل بعض المعلمين الضرب مع تلاميذهم الصغار. وإن افتقروا للحيلة يقومون بإرسال التلاميذ إلى الإدارة متجاهلين بذلك دور ومهام المرشد الاجتماعي في المدرسة، ولتتحول بذلك الإدارة بالنسبة للتلاميذ الى رمز للقسوة والعقاب!!
فالمقولة التربوية تقول: (إننا نتعلم ممن نحب والعكس صحيح)
فالعقوبة الجسدية أسلوب خاطئ في التربية، إن دلت فهي تدل على ضعف وسائل وأساليب المعلم أو المربي التربوية.
- فالتربوي الناجح (الذي أوجد نوعاً من المحبة والثقة والصراحة في الحوار بينه وبين تلاميذه) يلجأ لأسلوب الإرشاد والتوجيه وإلى إصلاح أخطاء تلاميذه بالتصويب عن طريق التعليم والتعلم. فهو يعتمد المبدأ القائم على "تعليم التلاميذ كيف يتعلمون". وكحل أخير يستطيع المعلم أن يستعمل العقوبة التربوية (التنبيه المسجل، الحرمان من رحلة علمية مقررة، تغيير موقع جلوسه، حرمانه من جائزة مقررة، استدعاء ولي أمره...).
3- القضية الثالثة: الاهتمام بالمدرسة ومرافقها والعمل على إيجاد أسباب لجذب التلاميذ إليها :
- فمعظم مدارسنا تفتقر للحدائق والملاعب، علماً بأنها قد شيدت على مساحات شاسعة من الأرض، فيضطر أولادنا لقضاء أوقات الاستراحة وأكل أطعمتهم تحت أشعة الشمس الحارقة صيفاً. علماً بأننا نستطيع وبكل سهولة إنشاء حديقة في كل مدرسة وذلك باتباع الطريقة التالية: بعد تخصيص وتهيئة أرض الحديقة،على إدارة المدرسة أو لجنة النشاط أن تقوم في نهاية كل فصل دراسي بتوزيع شجرة على كل تلميذ متفوق يقوم بزراعتها بنفسه وتسمى باسمه ويكون هو المسؤول عن سقايتها والاهتمام بها. وإن تخرج أحد التلاميذ من تلك المدرسة أو انتقل لمدرسة أخرى فمن حقه أن يهدي شجرته لأحد التلاميذ المتفوقين المستجدين في المدرسة ليتابع مهمة العناية بتلك الشجرة من بعده. وكل ذلك يجب أن يكون بإشراف لجنة من المعلمين تشكلت لهذه الغاية. وبإمكان هذه اللجنة أن تقيم في كل عام دراسي حفلة لاختيار أجمل شجرة وذلك بهدف تشجيع التلاميذ على الاستمرار. وبعد سنوات قليلة سنجد بأنه قد تشكلت بكل مدرسة حديقة جميلة، يجلس ويلعب تلاميذنا تحت ظلالها.
ولهذه الخطة أو المشروع فوائد وأغراض وأبعاد تربوية كثيرة أهمها إيجاد رابط بين المدرسة والتلميذ.

4 - الصف هذا المكان الذي يقضي فيه التلاميذ معظم يومهم المدرسي. فكم سيكون مفيداً لو تقلص عدد تلاميذ الصف الواحد إلى (20-25) تلميذ وتلميذة، عندها ستكون فرصة كل تلميذ في المشاركة أكثر وستكون متابعة التلاميذ أسهل للمعلمة ولا ضير إن جهزت الصفوف بالمراوح والستائر صيفاً، وبالمدافئ شتاءً.
- كما أن طريقة جلوس الأطفال (التقليدية) في الصف على شكل مدرجات تثير الكثير من الملاحظات ولها الكثير من السلبيات.
فكم سيكون رائعاً ومفيداً إن اعتمدت طريقة المجموعات الصغيرة (الطاولات المستديرة) في توزيع وجلوس التلاميذ في الصف.
ولعل من أهم فوائد تلك الطريقة في التوزيع والجلوس مايلي :
- أن جلوسهم على شكل مجموعات كفيل بأن يلغي روح الفردية والأنانية والانغلاق على الذات لدى التلاميذ، وبالتالي سيخلق روح المحبة والتعاون الجماعي فيما بينهم.
- كما أن من شأن تلك الطريقة في الجلوس أن تعلمهم الحوار والاستماع لبعضهم بعضاً، والشعور بالمسؤولية تجاه أجوبتهم وتصرفاتهم.
– كما أنها ستعالج وبالتأكيد المشاكل التي يعاني منها بعض التلاميذ مثل (الخجل، الانطواء، التراجع التعليمي....الخ)
- كما أنها ستخلق نوعاً من المساواة والعدل بين التلاميذ في الصف، وتكون علاجاً لإشكالية المقعد الأول والأخير التي تثار دائماً بين التلاميذ خلال العام الدراسي. - كما تلعب الرحلات التعليمية والترفيهية التي ينظمها المعلم لتلاميذه دوراً كبيراً في جذبهم للمدرسة، فهي تلبي رغباتهم في حب الاستكشاف والاطلاع على المحيط. مثل زيارة (مصنع، مخبر، مشفى، موقع أثري...الخ) وتكون بالنتيجة مصدراً لتنمية وزيادة معارفهم بطرق ترفيهية تعليمية.
وأظن بأن الأمر ليس صعباً ولا يكلف سوى تأمين حافلة لنقل التلاميذ، وهذا ليس بالأمر الصعب على إدارة مدرسية تسعى وتهدف إلى إسعاد وتعليم تلاميذها.
- كما يجب الاهتمام بهوايات الأطفال وميولهم وأنشطتهم، والعمل على تنميتها وتوجيهها تربويا من خلال إنشاء الفرق الرياضية أو الموسيقية والفنية و...الخ وذلك بإشراف مختصين بتلك المجالات. أقول هذا لأنني أعرف تماما ًكيف تُعامل مادة الموسيقى والرسم والرياضة ففي أغلب الأحيان هي مواد ثانوية مهمشة. متناسين بذلك الدور الذي تلعبه تلك المواد في تنمية الروح الجمالية والخلقية والإبداعية في شخصية التلميذ.
وختاماً : يجب أن ندرك بأن مواجهة تحديات العصر يتطلب جيلاً جديداً من المدارس تكون أكثر التزاما وتحملاً للمسؤولية، قادرة على تخريج أطر بشرية تتسم بقدرتها على تنمية نفسها وبالتالي تنمية المجتمع ككل في معظم الميادين، لنتمكن من العيش في هذه القرية العالمية من دون أن نفقد جذورنا وخصوصيتنا.
لهذا فمدرسة المستقبل (صديقة الأطفال) مدعوة للعمل على تنمية الشخصية المتكاملة لجميع التلاميذ وتيسير المعرفة لهم وتطوير نموهم الفكري وقدراتهم العقلية واكتشاف قدراتهم الكامنة وطاقاتهم الخلاقة واستثمارها ما أمكن. وإفساح المجال لظهور قدراتهم الإبداعية وذلك بتشجيعهم على المناقشة والحوار والتساؤل والنقد والتفكير الحر، وعلى المشاركة في اتخاذ القرارات.. وحجر الأساس لهذه المدرسة هو التربوي المحب والوفي والمخلص لعمله، المدرك لقيمة رسالته الإنسانية.
(السعادة الحقيقية في الحياة أن تقضي حياتك من أجل هدف تعتقد بأنه هدف مقدس.. وأن تكون قوة من قوى الحياة بدلاً من أن تكون مجرد شيء صغير أناني معزول مليء بالشكوى والأحزان يندب حظه. أنا شخصياً أرى حياتي ملكاً لكل المجتمع ولذلك علي أن أقدم لهذا المجتمع كل ما أستطيعه ماحييت... أريد أن أقدم كل ما يمكنني حتى آخر نفس عندما يحين وقت وفاتي. وكلما شقيت في العمل عشت أكثر. والحياة ليست شمعة صغيرة ولكنها مصباح كهربائي رائع أمسك به ليضيء بأقصى طاقته إلى أن يحين الوقت لتسليمه إلى الأجيال القادمة. " برنارد شو ").

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى