الكفايات المستعرضة و الميتامعرفية غير معروف
طيلة آلاف الساعات من السنين المدرسية الطويلة ، يقوم تلامذتنا بمعالجة المعلومات ، يحاولون فهم الأفكار ، يطورون معارفهم ، يبنون طرائقهم . بدون توقف ، يلتجئون إلى أداة واحدة و وحيدة : الدماغ و قدراتهم في التعلم . وفق هذه الرؤية ، من الملاحظ أن المدرسة لم تدفعهم إلا نادرا بأن ينظروا جيدا إلى تعلمهم ، المساءلة حول كيفياتهم في التعلم . ينساقون بالتدريج وراء الفكرة القائلة أن « ما يحدث بداخل العلبة السوداء » هو أمر جد معقد ، فردي ، خاص و شديد الغرابة إلى درجة أنه لا يليق التفكير فيه أبدا.
كما كان يرد علينا أحد التلاميذ منذ بضع سنين : « نحن نتعلم كما نمشي ، و خاصة بدون ان نفكر ، وإلا سنسقط حتما ! » . أن نستهدف إنماء الميتامعرفية la métacognition ، يعني القيام بعكس المخاطرة ، هو القول أن الوعي ، التحليل و التقويم ، من طرف التلاميذ أنفسهم ، لطرائقهم الشخصية في التعلم يشكل ادوات و وسائل متميزة من اجل تحسين قدراتهم التعلمية .
ماذا تعني هذه الكلمة المتوحشة بعض الشيء و رغم ذلك وضعت في كل صلصات في الادبيات البيداغوجية الحالية . منذ استدخالها في السبعينات من قبل باحث امريكي ( فلافيل ) ، قد ارتبط بعض الخلط بصدد هذه الكلمة . بالفعل ، إن المفهوم يشمل ، في معظم التفسيرات و التحديدات ، على عنصرين من طبيعة مختلفة : يشير في نفس الوقت إلى مجموعة من المعارف الواعية المتواجدة لدى التلميذ بشأن معرفيته الخاصة به و إلى قدراته لتعديل تلك الاخيرة . نعتبر إذا ان تلميذا يمارس ميتامعرفيته حينما يستوضح ، على سبيل المثال ، استراتيجيته في التذكر . ( « لقد لاحظت أنني قد كنت مجبرا على كتابة تلخيص من أجل الفهم ») ، لكن أيضا حينما ، في حالة الدراسة ، يستعمل معارفه لتعديل طرقه في التعلم و القراءة .
بالرغم من ان هذين العنصرين يفترقان في تمايز في العديد من النقط ، فإن محاولة جمعهما في مفهوم واحد يجد له تبريرا مع ذلك من خلال وجود خط مشترك بينهما : المقصود دائما هو عمليات ذهنية حول العمليات الذهنية . في كلا الجانين المذكورين ، يستخدم التلميذ عمليات ذهنية حول معرفيته الخاصة : بعض منها ينتج معارف ، معرفة تعقلية métacognitif حول تعلمه الخاص بينما هناك إنتاج أخر يهتم بالأفعال des actions ، بالتعديلات des ajustements في طرق التعلم . ما تمتاز به الميتامعرفية ، هو أنها عملية من الدرجة الثانية ، لعملية ذهنية لمتعلم يأخذ كموضع له عملية ذهنية أخرى للمتعلم ذاته تخص بنياته المعرفية الآن او في ما مضى . طرح أسئلة بصدد محتوى نص مع وقفات في القراءة ، استخدام استراتيجية معرفية ، من نوع ممتاز ، التساؤل مع الذات .
فالتساؤل ، كما يفعله المدرس ، حول سيرورات تعلم تلامذته ، هذا بدوره لا يعد من الميتامعرفية . أن تحلل سلوكياتك الخاصة في موضوع القراءة ( تشغيل مستمر ، استراتيجيات متبناة .. ) بالعكس هذا هو تطبيق للميتامعرفية لأن العملية تنصب على عملياتك الذهنية الخاصة في القراءة و ليس على محتويات النص أو على العمليات الذهنية للآخر . إن مفهوم الميتامعرفية قد جلب توضيحات جديدة للباحثين في التربية . قدم مساعدة للخروج من المأزق من بينها نذكر هدف وضع هنالك استراتيجيات التعلم « الفعالة » . فعلا لقد استمر البحث طويلا في معرفة هل التلاميذ الذين يتفوقون في المدرسة هم من يستخدمون الطرق الخاصة . غالبا ما كشفت هذه الابحاث عن نتائج متناقضة و مقنعة بعض الشيء . لقد أظهر مفهوم الميتامعرفية افتراضات جديدة : سوف يكون بالأحرى جودة التحليل ، من طرف التلميذ ، لاستراتيجياته الخاصة هو السبيل المحدد لتحسين فعاليته في التعلم . التفسير حول متغيرات الانجازية للتلاميذ تصبح أقل عرضة للبحث و التنقيب في ظل تنوعات منهاجيتهم مقارنة مع التمايزات فيما يتعلق بعملياتهم الميتامعرفية التي يطبقونها عليها .
أيضا لقد فتح هذا المفهوم آفاقا جديدة للفعل البيداغوجي . نستعرض هنا مثالين . فيما يخص التحويل le transfert ، قد اتضح للعيان أن التحليل ، المحدث من طرف التلميذ نفسه ، للسيرورات المعرفاتية التي يستخدمها في مهمة خاصة يشكل أحد العوامل المسهلة للاستخدام المرتقب لهذه السيرورات في مهام متجاورة . في مجال المصاحبة الميتودولوجية كذلك ، المساعدات المركزة حول التدرب الممنهج للاستراتيجيات المعرفاتية ، ذات الطابع المميز ، كانت لا تزال تحمل محدوديتها : تكلفة باهضة في الوقت ، تحويل قليل ، عدم التعلق بالتطبيق عند المتعلم ،الخ . إن مفهوم الميتامعرفية أحدث برامج تروم أكثر إلى تطوير ، لدى التلميذ ، قدرات قابلة للتحويل في التحليل و في التنظير لمناهجه الخاصة . بداخل المنظور الميتامعرفي ، أن تساعد التلميذ في عمله الشخصي ، هذا لا يعني أن تفرض عليه إجراءات خاصة في التعلم لكن إيقاظ لديه بالمصاحبة طريقة التفكير الذاتيl’autoréflexion حول كيفياته التعلمية الخاصة به ، و لاسيما عن طريق المقابلة la confrontation وجها لوجه امام ممارسات المتعلم إزاء ممارسات أقرانه بل مع المناهج الاكثر معيارية : استخراج طرائقهم الخاصة في العمل بوساطة التعقل و استحضار الوعي ، مدهم بشبكات التحليل لهذه الأغراض و مواجهة الممكنات الأخرى بدل إصدار التعليمات و الاحكام .
إعداد التدخلات البيداغوجية يمكن ان توجه بالأسئلة التالية ( رومانفيل 1995 ) :
- ماذا تحمل هذه الكفاية من وجهة نظر التلميذ ؟ من وجهة نظر المدرس ؟
- ما هي عناصرها ؟
- ما هي الحركات و القواعد الاعتيادية التعلمية لدى التلميذ ؟
- كيف تفسر الاختلافات الملاحظة بين طرق التعلم لدى التلاميذ ؟
- كيف يمكن تحسين طرقنا في العمل ؟
طيلة آلاف الساعات من السنين المدرسية الطويلة ، يقوم تلامذتنا بمعالجة المعلومات ، يحاولون فهم الأفكار ، يطورون معارفهم ، يبنون طرائقهم . بدون توقف ، يلتجئون إلى أداة واحدة و وحيدة : الدماغ و قدراتهم في التعلم . وفق هذه الرؤية ، من الملاحظ أن المدرسة لم تدفعهم إلا نادرا بأن ينظروا جيدا إلى تعلمهم ، المساءلة حول كيفياتهم في التعلم . ينساقون بالتدريج وراء الفكرة القائلة أن « ما يحدث بداخل العلبة السوداء » هو أمر جد معقد ، فردي ، خاص و شديد الغرابة إلى درجة أنه لا يليق التفكير فيه أبدا.
كما كان يرد علينا أحد التلاميذ منذ بضع سنين : « نحن نتعلم كما نمشي ، و خاصة بدون ان نفكر ، وإلا سنسقط حتما ! » . أن نستهدف إنماء الميتامعرفية la métacognition ، يعني القيام بعكس المخاطرة ، هو القول أن الوعي ، التحليل و التقويم ، من طرف التلاميذ أنفسهم ، لطرائقهم الشخصية في التعلم يشكل ادوات و وسائل متميزة من اجل تحسين قدراتهم التعلمية .
ماذا تعني هذه الكلمة المتوحشة بعض الشيء و رغم ذلك وضعت في كل صلصات في الادبيات البيداغوجية الحالية . منذ استدخالها في السبعينات من قبل باحث امريكي ( فلافيل ) ، قد ارتبط بعض الخلط بصدد هذه الكلمة . بالفعل ، إن المفهوم يشمل ، في معظم التفسيرات و التحديدات ، على عنصرين من طبيعة مختلفة : يشير في نفس الوقت إلى مجموعة من المعارف الواعية المتواجدة لدى التلميذ بشأن معرفيته الخاصة به و إلى قدراته لتعديل تلك الاخيرة . نعتبر إذا ان تلميذا يمارس ميتامعرفيته حينما يستوضح ، على سبيل المثال ، استراتيجيته في التذكر . ( « لقد لاحظت أنني قد كنت مجبرا على كتابة تلخيص من أجل الفهم ») ، لكن أيضا حينما ، في حالة الدراسة ، يستعمل معارفه لتعديل طرقه في التعلم و القراءة .
بالرغم من ان هذين العنصرين يفترقان في تمايز في العديد من النقط ، فإن محاولة جمعهما في مفهوم واحد يجد له تبريرا مع ذلك من خلال وجود خط مشترك بينهما : المقصود دائما هو عمليات ذهنية حول العمليات الذهنية . في كلا الجانين المذكورين ، يستخدم التلميذ عمليات ذهنية حول معرفيته الخاصة : بعض منها ينتج معارف ، معرفة تعقلية métacognitif حول تعلمه الخاص بينما هناك إنتاج أخر يهتم بالأفعال des actions ، بالتعديلات des ajustements في طرق التعلم . ما تمتاز به الميتامعرفية ، هو أنها عملية من الدرجة الثانية ، لعملية ذهنية لمتعلم يأخذ كموضع له عملية ذهنية أخرى للمتعلم ذاته تخص بنياته المعرفية الآن او في ما مضى . طرح أسئلة بصدد محتوى نص مع وقفات في القراءة ، استخدام استراتيجية معرفية ، من نوع ممتاز ، التساؤل مع الذات .
فالتساؤل ، كما يفعله المدرس ، حول سيرورات تعلم تلامذته ، هذا بدوره لا يعد من الميتامعرفية . أن تحلل سلوكياتك الخاصة في موضوع القراءة ( تشغيل مستمر ، استراتيجيات متبناة .. ) بالعكس هذا هو تطبيق للميتامعرفية لأن العملية تنصب على عملياتك الذهنية الخاصة في القراءة و ليس على محتويات النص أو على العمليات الذهنية للآخر . إن مفهوم الميتامعرفية قد جلب توضيحات جديدة للباحثين في التربية . قدم مساعدة للخروج من المأزق من بينها نذكر هدف وضع هنالك استراتيجيات التعلم « الفعالة » . فعلا لقد استمر البحث طويلا في معرفة هل التلاميذ الذين يتفوقون في المدرسة هم من يستخدمون الطرق الخاصة . غالبا ما كشفت هذه الابحاث عن نتائج متناقضة و مقنعة بعض الشيء . لقد أظهر مفهوم الميتامعرفية افتراضات جديدة : سوف يكون بالأحرى جودة التحليل ، من طرف التلميذ ، لاستراتيجياته الخاصة هو السبيل المحدد لتحسين فعاليته في التعلم . التفسير حول متغيرات الانجازية للتلاميذ تصبح أقل عرضة للبحث و التنقيب في ظل تنوعات منهاجيتهم مقارنة مع التمايزات فيما يتعلق بعملياتهم الميتامعرفية التي يطبقونها عليها .
أيضا لقد فتح هذا المفهوم آفاقا جديدة للفعل البيداغوجي . نستعرض هنا مثالين . فيما يخص التحويل le transfert ، قد اتضح للعيان أن التحليل ، المحدث من طرف التلميذ نفسه ، للسيرورات المعرفاتية التي يستخدمها في مهمة خاصة يشكل أحد العوامل المسهلة للاستخدام المرتقب لهذه السيرورات في مهام متجاورة . في مجال المصاحبة الميتودولوجية كذلك ، المساعدات المركزة حول التدرب الممنهج للاستراتيجيات المعرفاتية ، ذات الطابع المميز ، كانت لا تزال تحمل محدوديتها : تكلفة باهضة في الوقت ، تحويل قليل ، عدم التعلق بالتطبيق عند المتعلم ،الخ . إن مفهوم الميتامعرفية أحدث برامج تروم أكثر إلى تطوير ، لدى التلميذ ، قدرات قابلة للتحويل في التحليل و في التنظير لمناهجه الخاصة . بداخل المنظور الميتامعرفي ، أن تساعد التلميذ في عمله الشخصي ، هذا لا يعني أن تفرض عليه إجراءات خاصة في التعلم لكن إيقاظ لديه بالمصاحبة طريقة التفكير الذاتيl’autoréflexion حول كيفياته التعلمية الخاصة به ، و لاسيما عن طريق المقابلة la confrontation وجها لوجه امام ممارسات المتعلم إزاء ممارسات أقرانه بل مع المناهج الاكثر معيارية : استخراج طرائقهم الخاصة في العمل بوساطة التعقل و استحضار الوعي ، مدهم بشبكات التحليل لهذه الأغراض و مواجهة الممكنات الأخرى بدل إصدار التعليمات و الاحكام .
إعداد التدخلات البيداغوجية يمكن ان توجه بالأسئلة التالية ( رومانفيل 1995 ) :
- ماذا تحمل هذه الكفاية من وجهة نظر التلميذ ؟ من وجهة نظر المدرس ؟
- ما هي عناصرها ؟
- ما هي الحركات و القواعد الاعتيادية التعلمية لدى التلميذ ؟
- كيف تفسر الاختلافات الملاحظة بين طرق التعلم لدى التلاميذ ؟
- كيف يمكن تحسين طرقنا في العمل ؟