الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وبعد ،
فنسأل الله تعالى ألا يجعل حظنا من ديننا قولنا وأن يصلح نياتنا وأعمالنا وأن يجعل عملنا كله خالصا لوجهه الكريم وأن يثبتنا على الحق حتى نلقاه إنه ولي ذلك ومولاه وبعد
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [النساء:1], [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] * [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [الأحزاب:70-71]. أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، ثم أما بعد: فمع الدرس الأخير من دروس سورة الحجرات، سورة التربية والأخلاق, وبعد أن عشنا مع هذه القواعد التشريعية العظيمة التي أرستها السورة لبناء مجتمع إسلامي كريم؛ نستطيع أن نسجل باطمئنان كامل أن هذه الصورة التي لا تتجاوز ثماني عشرة آية تكاد أن تستقل بوضع منهج متكامل لبناء مجتمع إسلامي كريم سليم العقيدة, نقي القلب، نظيف المشاعر, عف اللسان، مهذب الأخلاق .. إنه مجتمع مثالي بكل ما تحمله هذه الكلمة من تصورات .. مجتمع له أدب مع الله, ومع رسول الله, ومع نفسه, ومع غيره .. مجتمع رباه الإسلام بهدي القرآن على يد من كان خلقه القرآن؛ فقد رباه الله ليربي به الدنيا صلى الله عليه وسلم. وتختم السورة الجليلة العظيمة الكريمة بوضع لبنة التمام في هذا البناء العظيم, وفي هذا الصرح الشامخ المهيب؛ وذلك ببيان الحقيقة الكبرى، ألا وهي حقيقة الإيمان، وذلك من خلال الحوار الذي دار بين أعراب بني أسد وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلقد ذكر جمهور المفسرين أن هؤلاء وفدوا [url=http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=amaken&id=3000015&spid=451]المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة مجدبة، وكانوا يمنون بذلك على رسول الله عليه الصلاة والسلام, ويقولون: يا محمد أتتك العرب بأنفسها على ظهور رواحلها، وجئناك بالأثقال والعيال ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان وبنو فلان، فأعطنا من الصدقات فإن لنا حقاً عليك, يمنون بذلك على النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت الآيات: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [الحجرات:14] وكما في الآية التي هي قبل أواخر السورة: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [الحجرات:17]. ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل, فمن قال خيراً وعمل خيراً قبل منه, ومن قال خيراً وعمل شراً لم يقبل منه, ليس الإيمان كلمة تقال باللسان, ليس الإيمان زعماً يدعى, ولكن الإيمان حقيقة ذات تكاليف، وأمانة ذات أعباء: لا تقولوا آمنا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا، أي: استسلمنا وأذعنا وانقدنا خوفاً من القتل والسبـي: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [الحجرات:14] أي: لم يستحكم الإيمان بعد في قلوبكم. |