ملتقى السماعلة
مرحبا بك بيننا زائرنا الكريم، تفضل بالانضمام الينا
https://smaala.forumactif.com/


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى السماعلة
مرحبا بك بيننا زائرنا الكريم، تفضل بالانضمام الينا
https://smaala.forumactif.com/
ملتقى السماعلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ننهي إلى علم الجميع أن الإشهار خارج عن سيطرة الإدارة
اسالكم الله أن تدعوا بالنصر لأهلنا في غزة

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

حــوار مع فيليـب ميريو حول « الطرق في البيداغوجية » Philippe Meireiu

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

مبشور

مبشور
كبير مشرفي القسم التربوي
كبير مشرفي القسم التربوي

حــوار مع فيليـب ميريو حول « الطرق في البيداغوجية »



إذا كان الجميع يعرف معنى كلمة " بيداغوجية " ، فإنه على ما يبدو ، مع ذلك ، حينما نتحدث عن" الطريقة البيداغوجية "، فإننا نشعر بالغموض وبالضبابية . هذه العبارة تشمل عدة معاني . هل يمكنكم توضيح لنا هذا الامر؟

صحيح أن عبارة " الطريقة البيداغوجية " تغطي حقائق مختلفة جدا : و نتحدث أيضا عن " الطريقة الشاملة " لتعلم القراءة و "الطرق النشطة " أو حتى عن " طريقة الوضعيات المشاكل ". نقول عن المدرس أن لديه " طرق جيدة " للإشارة إلى أنه يعرف كيف يحافظ على الانضباط في فصله الدراسي أو المدرب أنه شخص يعرف كيف يقدم  " طرق عمل فعالة " !

في الواقع مفهوم الطريقة تعبرعن ثلاث حقائق مختلفة ، ولكنها تتموضع في استمرارية  مع بعضها البعض : أولا، فهي تشير إلى " تيار بيداغوجي " متميز بالأهداف التي يسعى إلى تعزيزها و بكل الممارسات التي ينادي باستخدامها لتحقيق ذلك : لذا يمكننا أن نتحدث ، على سبيل المثال ، عن " طريقة فريني" . هناك إلهام مركزي - يتعلم الطفل و هو نشط من خلال عمل يحمل معنى بالنسبة له – مطبعة المدرسة ، والمراسلة المدرسية ، و تحقيقات ، ملفات التصحيح الذاتي ، و " براءات الاختراع "، ومجلس التعاون ، الخ

ولكن أيضا يمكننا أن نتحدث عن " الطريقة " بشكل أكثر دقة لنشير بالذات إلى نوع من الأنشطة التي تتميز بالأدوات التي تنفذها. وهكذا يمكن القول أن التعليم بمساعدة الكمبيوتر هو طريقة بيداغوجية ؛ الأمر الذي لا يعني بالطبع أن كل البرانم التعليمية المستخدمة مبنية على نفس المبدإ وأن جميع المدربين الذين يستخدمونها لديهم نفس المشاريع التربوية : برنام المحاكاة لا يستدعي نفس القدرات ولا يسهل نفس التعلمات مقارنة مع  التشاور مع قاعدة البيانات ...

وعلاوة على ذلك ، يمكن للتدريس بمساعدة الكمبيوتر أن يكون وسيلة لتعزيز التنشئة الاجتماعية ، كما يتضح من بعض التجارب الأمريكية حيث يأتي المراهقون إلى العمل بحرية في غرف الاعلاميات و يستدعون المدرسين عندما يرغبون في ذلك واضعين قبعتهم على الطاولة : يعتبرونهم « شخص ـ مورد » و يتتبعون عملهم جيدا بطريقة تدريجية ، أكثر انتباها ، أكثرا حتراما  للآخرين. ولكن كما هو معروف – و المناقشات المستقبلية هناك جاءت لتذكرنا - أن تكنولوجيا المعلومات يمكن أن تستخدم أيضا كوسيلة لعزل الفرد عن رفاقه ، و  المضي في بناء ردود الفعل مشروطة ، وحتى إنشاء حقيقي لإنظمة التدجين .

وأخيرا ، بالمعنى الضيق ، يمكن للمرء أن يتحدث عن " طريقة بيداغوجية " للإشارة إلى نشاط معين ، أداة دقيقة ، وسيلة محددة من أجل تعلم محتوى معرفي خاص : سوف يتخذ معلم ما طريقة جيدة لتمكين التلاميذ التمييز بين الأفعال الصحيحة و الأفعال المعتلة ، مثل قرين في شركة سوف يرصد الحركة  المناسبة و الدقيقة التي ، في وقت محدد ، تسمح له بالوصول إلى " الموهبة " التي من شأنها أن تصلح القطعة الكاملة . إن بهذا المعنى هو الذي يجعلنا كثيرا نتحدث عن " أساليب العمل " للإشارة إلى طريقة معينة للقيام  بتعلم قصيدة ، و استذكار خريطة جغرافية أو مراجعة اختبار الرياضيات ... ولكن ، هنا أيضا ، لا ينبغي لنا أن نعتقد أن " الطريقة "، حسب هذا المعنى ، هي " محايدة " : فهي ليست محايدة من حيث فعاليتها (ولكن الجميع يدرك ذلك بسرعة ) و لا من حيث أهدافها التي تسعى لتحقيقها : هناك طريقة لتعلم الدرس الذي يجعل الشخص يتعلم لوحده في استقلالية ، يسمح له الدرس باستخدام معارفه في وضعيات وظروف أخرى ... وهناك طريقة لتعلم الدرس باختزاله إلى  نفع مدرسي صرف الذي ننساه بسرعة  في مرة واحدة حينما يحقق نقطة جيدة .




بدءا من الآن ، هل عبارة " الطريقة البيداغوجية "  هي عبارة دقيقة و كيف نجد أنفسنا من خلالها ؟ كيف يمكن  اختيار الطرق الصحيحة عندما نكون مدربين أو مدرسين ؟

قلتَ قبل قليل أن الجميع يعرف ما تعنيه كلمة " بيداغوجية ". أنا لست متأكدا من ذلك . لست متأكدا أيضا أن  جميع الباحثين متفقون على تعريف واحد . ولكن بالنسبة لي ، البيداغوجية ، على وجه التحديد هي الجهد الدائم و المستمر لقطع ذهابا وإيابا سلسلة المعنى التي تنطلق من الأهداف الأكثر عمومية وسخاء إلى التقنيات الأكثر دقة التي تعبر عنها ، وفقا لتعبير جميل من دوليني ، في " أدنى بادرة " . التفكير البيداغوجي هو المساءلة الدائمة لقضيتين مكتملتين للغاية : كيف أجسد في كل يوم مقاصدي البيداغوجية ؟ وكيف أحيل أعمالي اليومية للأغراض  و الغايات التي تنقلها ضمنيا أعمالي وتكون في خدمتهم ؟

لأنه لا ينبغي أن نفترض أن " المشاريع البيداغوجية " (التي تتوافق بشكل عام مع العبارات الجميلة مثل " نمو الطفل " أو " الوصول إلى الحكم الذاتي " ) إنما وضعت لِتَتَحَقَّقَ عن طريقة المعجزة في الأفعال ... في بعض الأحيان ، يتساءل المرء إن لم تعلن عن الأغراض و الغايات لكي لا ننجزها على وجه التحديد ! لذلك عندما نتحدث عن استقلالية المتعلم ، يجب علينا أن نسأل باستمرار كيف و بأي وسائل  يمكننا الوصول إلى ذلك ؛ يجب استكشاف مختلف ميادين التدريب ، ومشاهدة ما يحدث هناك كل لحظة ، و كيف تدار أخطاء التقويم ، و ما وضعية المداولة الجماعية ، و مكان ما تبقى للمتعلمين في تدبير المكان والزمان ، و بأي وسائل و أدوات سوف نكون قادرين و بالتدريج على دفعهم على التخلي عن المساعدة التكوينية التي كانت ضرورية لهم في بعض الأوقات . في المقابل ، عندما نشتغل في العمل اليومي ، مهما كان هذا العمل  صغيرا أو كبيرا ، يجب مساءلة الانسجام  مع ما قمنا به ، وما نريد أن نقوم به ، ما نعتقد في فعله أو ما أعلنا القيام به  ...

و لهذا السبب ، أخيرا ، فان صيغة " الطريقة البيداغوجية " ليست صيغة سيئة ، شريطة أن نقبل أن أي مشروع بيداغوجي يعني البحث المستمر عن الطرق القادرة على تجسيده وأن أي طريقة تحمل ، بشكل ضمني ، مشروعا بيداغوجيا ، نوع من العلاقة إزاء المعرفة والسلطة ، ملمح الانسان و المجتمع اللذان نريد تكوينهما وتشجيعهما .




هل هذا يعني أن الوسائل الملموسة يمكن استخلاصها من الاغراض و الغايات و أنه يكفي أن نعرف أين نريد الذهاب لكي تتوفر لدينا بسرعة الوسائل لتحقيق ذلك ؟

بالتأكيد لا . خاصية البيداغوجية ، هو أن الأهداف لا تحمل في حد ذاتها الطرق القادرة على  تجسيدها . الطرق ، لا بد من اختراعها باستمرار .  يجب إلتقاطها هنا وهناك مع القلق الدائم لاتساقها و انسجامها مع النوايا و المقاصد الحقيقية .



ولكن أليس هذا مثبط للمعلمين الشباب والمكونين ؟ كيف يمكن أن يخترعوا كل شيء ؟ وكيف يمكن ان يجدوا أنفسهم في ظل كتلة من المقترحات التي تتواجد في السوق اليوم ؟

فمن غير المشجع في حالة ما إذا تموضعنا في منظور ميكانيكي : إذا كان يعتقد أحدنا بوجود هناك طريقة جيدة مماثلة لهدف ما و مصممة خصيصا لهذا التلميذ بعينه . كيف ، إذن نعثر على هذه الطريقة السحرية العجيبة ؟ ينبغي أن نتوفر على هذا الكم الهائل من البيانات بداهة أن نعلق الفعل البتة ، لأننا لن يكون على استعداد للقيام به...  سنفتقر دائما إلى معلومات الفنية أو النفسية أو أيضا البيداغوجية .

شخصيا ، أعتقد أن هذا المفهوم للطريقة الصحيحة بصيغة المفرد هي ، في وقت واحد، خطيرة ومستحيلة التنفيذ . أعتقد بدلا من ذلك في ما سماه ميشيل دي سيرتو بـ " الفرصة " : نحن نعيش حالات التي تظهر صعوبات ؛ نستدعي ، إذن ، في كل مرة ، ذاكرتنا و حكمنا ، و نحاول بعض الاشياء على وعي و بينة  للتقريب الذي نتواجد فيه ، لكن مصممين على أن يجد هذا التقريب في اتخاذ القرارات صدى في الاختبار مع النتائج الأخرى المحصل عليها .




وبمجرد ما يختار المدرب أهدافه ويقرر أن يقترح طريقة معينه ، فإنه لا يكفي، إذن ، أن يضعها موضع التنفيذ ؟

بالتأكيد لا . السمة الأساسية للبيداغوجي تصير اذاً قدرته على التعديل réguler  . في أول الأمر، سوف يستخدم ذاكرته (كل ما استطاع أن يقرأه أو يراه ، ما لاحظه من كيفية رد فعل الناس على اقتراح ما ، اعتمادا على الكيفية التي قدمت بها هذه الاقتراحات و العمر، وما إلى ذلك) ، و سوف يحاول الاغتراف مما يعرفه في السابق - أو ما يستطيع أن يتخيله بنفسه - أدوات منسجمة مع أغراضه و مع الوضعية الديداكتيكية التي يتكفل بإنجازها – هذا هو الذي يهم ، اعتمادا على محتويات معينة التي يقوم بمعالجتها ، إكراهات محددة . ثم بعد ذلك ، ينطلق : ينطلق مع بعض الأفكار حول الفعالية الممكنة لما يقترحه ... ولكن ، حسب التعريف ، فهو لا يعرف ماذا سوف يحدث عند تلامذته ؛ لأن ، حتى إذا كانت لديه تجربة كبيرة ، فالمواقف التربوية هي متفردة  و فصلان دراسيان ، و تلميذان ، لا يتشابهان نفسيهما تماما ، لا يتفاعلان بنفس الطريقة تماما . قد يكون عمل المجموعة معد إعداد جيدا، مبني بمنتهى الدقة ، ويشمل التمارين الفردية المسبقة ، وضعية الاشتغال ضامنة للتعبير ومشاركة الجميع ... و يمكن أن نمر جانبا عما كنا نبحث عنه !

و في هذا الوقت بالذات الذي يجب أن لا نتردد في إعادة النظر في مقترحنا و افتحاصه ، مع التلاميذ إن كان ممكنا أو مع الأشخاص المعنيين ، في البحث عن السبب لماذا لم نتوفق : هل هذا لا يتناسب مع طريقتهم في العمل ؟ هل يندرج بطريقة سيئة في برنامجهم العام للدرس ؟ هل المجموعات غير منظمة ؟ هل صيغت التعليمات بشكل خاطئ ؟ هل كان التلاميذ يفضلون ، في موضوع ما ، العمل شخصيا أو، على العكس، كانوا ينتظرون مساهمة استعراضية ؟ و لماذا ؟  إذا وضعنا كل هذه الأسئلة مع الأشخاص في التكوين ، فإننا لا نضيع وقتنا ، على العكس من ذلك ! نأخذ الواقع بعين الاعتبار الذي يفرز هذه الأسئلة و نتعامل معها ، بلا انفصام ، على محتويات التدريس ، مواصفات تعلم التلاميذ والمقترحات المنهجية للمعلم . نتصارع مع مادة تعلمية صعبة نريد كلنا امتلاكها .. و نتكيف ، و ننوع ، نثري أنفسنا و نثري البيداغوجية بأكملها . نتدرب معا في ممارسة الحكم البيداغوجي : و هكذا نتجنب ، في الآن نفسه ، الإفراط في الشعور بالذنب  ( " أنا لا أعرف كيف أواجه هذا الامر .. لن أصل أبدا !" ) أو إلقاء اللوم على التلميذ ( " ليس له مكانة هنا ... لا بد من استبعاده ! )) . البحث المنهجي يصبح حقا مغامرة جماعية حيث يجد الجميع تدريجيا مكانته الحقيقية .




في كتابك الأخير(التربية بين القول والفعل) ، قلتم أن البيداغوجي يجب أن يشتغل على مقاومة الفرد ليكون فردا صالحا ؟ كيف يمكن أن يفعل ذلك ؟

أعتقد أن هذا المفهوم لـ " المقاومة " هو مركزي على الاطلاق في الفعل البيداغوجي : الآخر ، التلميذ ، البالغ في التكوين ، يقاومون دائما بمشروعية خططي لتثقيفهم و تربيتهم ، بمعنى ، يريدون و يقررون حاجتهم بأنفسهم . فهو لا يرغب أبدا في الوقت المناسب ما تم برمجته في التعلم ،  لا يتعلم حقا بالطريقة التي أُدَرِّسُ بها له ، يمتلك تصورات التي تعيق فهم ما أريد أن يدرسه ، لا يقبل طريقتي في التفكير ، تجاربه مختلفة عن تجاربي ولا يضع نفس الأشياء بنفس الكلمات . ثم ، يود أن يقرر بنفسه في تعليمه الخاص و" مشروعه الشخصي" يصطدم في كثير من الأحيان بالمشروع الذي وضعناه رهن إشارته . ولكن إذا كان من الممكن أن يقرر تعليمه الخاص بنفسه فهو إذن من المتعلمين بالفعل !

هناك إذن مقاومة ، و من هذه المقاومة ، ولدت ما أسميه " اللحظة البيداغوجية "، أي هذه اللحظة حيث أسمع فيها أن الآخر لا " يريد السير"، " لا يدخل في لعبتي " يتقوقع في صمته ، يخرس ، أو يتفاعل مع العنف . و الحال في هذه اللحظة حيث يمكن كل شيء أن ينقلب : إما أن المعلم يريد كسر هذه المقاومة وجميع الوسائل ستكون جيدة لهذا الغرض ، من الإغواء إلى الاقصاء.. أو يوافق المعلم على العمل ومع هذه المقاومة و يعيد التفكير في طرقه و أساليبه البيداغوجية . الطرق البيداغوجية تأتي ، بطبيعة الحال ، كوسائل لتجعل من العلاقة البيداغوجية فرصة حقيقية للتلاقي و مقاسمة الإنسانية .

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى