ملتقى السماعلة
مرحبا بك بيننا زائرنا الكريم، تفضل بالانضمام الينا
https://smaala.forumactif.com/


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى السماعلة
مرحبا بك بيننا زائرنا الكريم، تفضل بالانضمام الينا
https://smaala.forumactif.com/
ملتقى السماعلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ننهي إلى علم الجميع أن الإشهار خارج عن سيطرة الإدارة
اسالكم الله أن تدعوا بالنصر لأهلنا في غزة

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

منبر لمن لا منبر له . الحلقة 6 : مـن غشنــا .. فهـــو منــا

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

مبشور

مبشور
كبير مشرفي القسم التربوي
كبير مشرفي القسم التربوي

من غشنا .. فهــو منـــا

العودة إلى المدرسة .. لتكن هذه العودة مختلفة بعض الشيء عن سابقاتها إن لم نقل حاسمة و مصيرية . إن نسبة النجاح في الباكلوريا لسنة 2016 لم تتجاوز 50 في المائة في دورتها الاولى ، وهذا مؤشر قوي يثير عدة تساؤلات عن مدى أهمية و جدوى الاصلاحات المتخدة و التدابير العلاجية الممكنة لمنظومة التعليم في بلادنا . و لنقل أن الضحية  فعلا ، هنا ، هو التلميذ (ة) طبعا الذي لم يعد لديه القدرة على مسايرة إيقاعات التعلم المرتبكة و غير الفعالة ؛ ملتمسا حينا العون و المساعدة من التكنولوجيا  الحديثة التي افضت به في النهاية إلى القضاء للمحاكمة من أجل الغش في الامتحانات ، و حينا آخر للصدف و المناورات . في حقيقة الامر، إن ما يسمى بـ « الاتصال و التواصل » لقد انقطع منذ البداية و ليس في يوم الامتحان كما يعتقد مع الأسف الشديد ..

العودة إلى القهقري .. ربما قد تكون هذه العودة المؤلمة خطوة ضرورية لاصلاح العطب و الأعطاب التي تفوح رائحتها في جميع الامكنة ، و يجب البدأ فورا من حيث إمكانية القضاء كلية على هذه الآفة الخطيرة التي تنخر جسم المجتمع التربوي برمته و الاهتمام بتعويد الناشئة على الاستقامة و بذل الجهد و التنافس الحر لتحقيق مبدإ تكافؤ الفرص و دعم مصداقية الشهادات . إن تغيير السلوكات و العقليات في هذا الباب هو مسار طويل .. و صعب المنال و خاصة في البدايات الأولى ؟!  

من باب المصالحة مع الذات و المكاشفة ؛ و بالمناسبة ، هنا ، الذي هو يوم اجتياز امتحان الشهادة الابتدائية بالتعليم العمومي و الخصوصي ، لقد قمت بدوري كمراقب في جميع مواد الاختبار .. في صباح هذا اليوم  التزمت كل الحياد و النزاهة و الموضوعية ، لكنني أعترف بأنني انهزمت في الأخير ..!!؟.  نعم . لقد تخليت عن هذه القيم و المبادئ في لحظة من اللحظات الحرجة جدا و أمامي هؤلاء الأطفال المتواجدين في وضعية إشهادية صعبة .. علما أنهم لم يكونوا يتوفرون لا على « البورطابل » و لا على أي آلة سحرية أخرى تساعدهم على الغش . على أي حال فالغش كان حاضرا في جميع المستويات ، كان غشا عفويا و تلقائيا على الرغم من عدم وجود هذه الآلة تماما . إذن من ناحية المبدأ ، فالقضية تهمنا جميعا في المقام الأول الكبار قبل الصغار و أن  محاولة تصحيح المسار يبدأ مع « التصالح مع الذات » و في « الاعداد » الجيد للمواطن الصالح المؤمن بقدراته في حل مشاكله بنفسه مرفوقا و مدعما من قبل الراشدين المكلفين بتربيته على أحسن وجه . لكن ، دعونا لحظة نتصفح أوراق الامتحانات ..أثناء عملية التصحيح .

سوف نكتشف الحقيقة .. كل الحقيقة !!

أولا ، نبدأ بالتعقيبات عن الأخطاء المرتكبة ، ثم نتعجب عن غياب الفهم البسيط للمسألة ، ثم نضحك على بعض العبارات العجيبة هنا و هناك . و في الأخير نتذمر من تدني المستوى المرغوب فيه . و الأدهى من ذلك هو حينما نجد نفس الاجوبة عند باقي التلاميذ و التلميذات .. و لا أحد يتحرك .. و نلزم الصمت مخافة افتضاح الامر . و ينتهي التصحيح .. و ترفع الجلسة إلى إشعار آخر .. دون مساءلة حقيقية و دون اتخاذ إجراءات وقائية للرفع من هذا المستوى المتدني و غير المرغوب فيه .

لكن في المقابل ، هناك وجه مشرق لهذا المستوى الذي نتحدث عنه ، في إشارة إلى « نقط المراقبة المستمرة » نقط ممنوحة لا مثيل لها ، تعطى بسخاء ، و بلا ضمير ، و بدون حق ، هكذا يتم التوزيع ( للغنيمة ) تحت مبررات واهية  حفاظا على ماء الوجه كما يقال . أي وجه ؟؟ ألا يعتبر هذا غشا معلنا في حد ذاته و في تحد لكل المسؤوليات ؟ و ضربا من ضروب الهدر المدرسي المحتوم ؟ إننا نعلم جيدا مصير هؤلاء التلاميذ و التلميذات الذين ينجحون بمعدلات اعتباطية و خيالية بفضل نقط المراقبة  غير الحقيقية ، فهم لا يقدرون على مواجهة التعلمات و استكمال الدروس مستقبلا في سلك الاعدادي ..

و لا بد من ان نشير إلى نقطة مهمة و هو ان « الامتحان » ليس هو « التمرين » .. هناك فرق كبير بين النموذجين . إن ظروف الامتحان تختلف اختلافا كليا عن ظروف التمارين المنجزة في قاعة الدرس و ذلك في عدة وجوه يجب ذكرها :

ـ التمرين يشكل جزءا من الدرس قد ينجح فيه التلميذ (ة) بدون صعوبة ، في حين ان الامتحان يتعلق بسلسة من المهام و الانجازات يجب تنفيدها في وقت معين و محدد بدقة . و بالأخص أن هذا الاخير يتطلب معنويات كبيرة و قدرات هائلة في التدبير و المناولة . فلا غرابة في الامر إذ نجد ان أغلبية الممتحنين و الممتحنات في مادة الرياضيات بشكل خاص يشتكون من قلة في الوقت لأن هدف الرياضيات تحديدا هو السرعة في التنفيد مع الاجابة الصحيحة . و هذا لن يتأتى إلا بالتدريبات على هذا المنوال خدمة للامتحان قبل كل شيء ، الأمر الذي لا ننتبه إليه او لا نشتغل عليه إلا في آخر السنة..  لكن .. هذا غير كاف  .

ـ التمرين يخدم ميكانيزمات استعياب المفهوم البسيط و تذكره و ترسيخه في الذاكرة ، بينما الامتحان في شكله النهائي هو عبارة عن وضعيات مركبة مثل المسائل الحسابية و التعبير الكتابي من الصعب التفوق فيهما لأنهما يتطلبان مهارات من الكفايات العالية في الدقة و التمهير . و العيب كل العيب هو إهمال هذه الجوانب المهمة في التدريس نظرا لتميزها بالنفس الطويل و بالتقويم المستمر . و غالبا ما كنا نشير إلى هذه النقطة الأساسية في تعاملنا مع التلاميذ .

لا يمكن بأي حال من الاحوال المرور من هنا دون ذكر مقوم أساسي في العملية التعليمية / التعلمية و هو « التقويم » كنقطة ارتكاز للنهوض بجودة التعلم و تصحيح مساره الآني ، مع ارتباطاته بالتلميذ (ة) كفاعل يتفاعل مع اخطائه . لقد بينت التجربة و الممارسة أن الدرس و التمرين هما غير كافيين بالطريقة المعهودة التي يسلكها المدرس (ة) سواء لربح الوقت أو لسبب آخر .. إن معنى التقويم هو بكل بساطة إعطاء فرصة أخرى للمتعلم (ة) لكي يكتشف أن تعلمه ما زال ناقصا و يجب ان يستدرك هذه النقائص والتعثرات شيئا فشيئا . إن أهمية الوعي و الاحساس بالخطأ ينبغي أن يكون هو حجر الزاوية .. هو الأصل .. او بعبارة اخرى الخروج من الغيبوبة  .. هذا هو المراد .  إضافة إلى ذلك ، فإن عملية « التقويم » لا تكلف سوى عشرة دراهم      ( 10) لكل تلميذ (ة) بمعدل 40 امتحان لكل فرد طيلة السنة الدراسية بمواصفات أكاديمية . من شأن هذه العملية مساعدة التلاميذ التغلب على « الامتحان » و الخروج منه بأقل الخسائر .

قد يبدو للوهلة الأولى أن الامر سهل و يكفي الاعتقاد لكي ننتقل هكذا إلى التطبيق .. أقسامنا معروفة غير متجانسة ، و مكتظة ، و الحد الادنى من المكتسبات غير متوفر ، و انعدام الوسائل و المعينات الديداكتيكية ، وغياب رؤية استراتيجية لدعم « المتعثرين » الذين يشكلون بصفة عامة أكثر من النصف في كل مستوى من المستويات ، و هناك ضعف كبير في « القراءة » و « الكتابة » و « الحساب » ،الخ .   في خضم هذا المشهد ماذا نجد ؟ ـ المدرس (ة) . المدرس وحده في مواجهة الجميع .. متسلحا بخبرته الميدانية و بمعرفته .. وحده يمكن أن يصلح و يبني على قدر طاقته .. دون انتظار الآخر . قد يأتي و قد لا يأتي : هذه هي المشكلة . مع عدم نسيان الفئة القليلة من التلاميذ الأقوياء .. وضمان مصيرهم في النجاح .  

هذا الواقع في التربية و التعليم هو غير غامض و يعرفه الجميع ، لقد طال الانتظار و مازلنا نؤمن بـ « الاصلاح » لأننا نؤمن بعقيدة « التطور» و السعي إلى حياة أفضل . لذلك ، من الضروري اتخاد مواقف واضحة و صريحة ، مسؤولة و ملتزمة ، إزاء أي إصلاح كيفما كانت طبيعته . لا يمكن الاشتغال في ميدان التعليم و التربية بدون أهداف و إلا فهو التخبط و العشوائية. و فوق هذا كله ، من الممكن استقراء هذه الأهداف من الفصل الدراسي بعد عملية التشخيص الأولي ، أهداف متواضعة و بسيطة تتغيا تحسين التعلمات و الكفايات ذات الجودة العالية .  المهم هو الخروج من الرتابة و طرد الضجر و السأم و كل عمليات الاحباط و ترك الامور كما هي .. نوع من التمرد القاتل الذي يصيب بعض القلوب .. المريضة .  

الاصلاح الذي نسعى إليه هو ذلك الاصلاح القريب .. المتجسد في الممارسة اليومية و في تغيير السلوكات التعلمية المرصودة بعناية وفق إجراءات براكماتية . الاقتراب شيئا فشيئا من التعثرات و تصحيحها قبل فوات الآوان .. و المتعلم بكل تأكيد هو من يصحح أخطاءه .  أما « مشروع المؤسسة » فلن ير النور إلا بعدما تحقق المدرسة « استقلاليتها » قانونيا و إداريا . في غياب هذا المشروع لفترة غير معروفة ، فنحن على أبواب إصلاح جديد « البرنامج الدراسي المنقح »/ الدخول المدرسي لسنة 2016 الذي يحمل مواصفات جديدة و غلاف زمني محدد في 27 ساعة من العمل أسبوعيا . وفي هذا الصدد ، لقد باشرت الوزارة المعنية بتفعيل أحد بنودها المتعلقة بتنصيب « الاستاذ المصاحب » خطوة إلى الأمام لتسهيل و توطيد الاصلاح الذي تظل معالمه لحد الساعة غير واضحة .. و في انتظار الاصلاح الأكبر .. هيا نتصالح مع « الذات » .  

جرر يوم 28 / 06 / 2016

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى